الـســؤال
عندي سؤال لا يتعلق بالعقائد الشيعيه السمحاء
هناك أناسا جهال عندما يسمعون كلمة أية الله يسخرون منها ويقولون بأن لا يصح هذا القول إلا للقران فقط وإنما أناسا مثلنا لا نقول لهم هذه الكلمة .
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ؛ أن معنى الآية في اللغة "العلامة" وآية الرجل بمعنى شخصه , لذا تسمى آيات القرآن أية لأنها علامة لانقطاع الكلام , وتأتي أيضاً بمعنى العبرة قال تعالى:(لقد كان في يوسف واخوته آيات) , أي أمور وعبر مختلفة , وإذا استقصيت آيات القرآن الكريم لوجدت أن معنى آية هي العلامة والعبرة والحجة والدليل والبرهان إلى غير ذلك من المترادفات .
قال تعالى (سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة) . وقوله تعالى (إني قد جئتكم بآيةٍ من ربكم) . وقوله تعالى:(وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها) , وقوله تعالى:(إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة) . إلى آخر الآيات الكريمة التي تعطي مجتمعة بمعنى الحجية , أي لو ضممنا جميع المعاني إلى بعضها لكان المعنى المستحصل من الآية بمعنى الحجة والحجية التي يحتج بها الله تعالى على عباده , سواء كان مصداق الحجية نبياً من الأنبياء أو كان كافراً من الكافرين , فعلى الأول كما في قوله تعالى:(وجعلنا ابن مريم وأمه آيةً) . وعلى الثاني كما في قوله تعالى واصفاً مآل فرعون ومصيره:(فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) . فكلا المصداقين يكونان في مقام الحجية التي يحتج الله بها على عباده , إلاّ أن مقام المصداقين متغايران , فأحدهما مصداق الطاعة كما في مريم وابنه , والآخر مصداق المعصية كما في فرعون وقومه . وكذلك إذن تتعدد أغراض الآية فكلٌ بحسبه .
وهكذا دأبت الإمامية في أدبياتها المرجعية أن تطلق على كل من يكون حجةً بينها وبين الله تعالى في أخذ الأحكام بكونه "آية" أي دليل ومرجع للناس في أخذ الأحكام الالهية , ونسبة الآية إلى الله تعالى , بمعنى حجة الله على عباده كي يحتج بها عليهم في التبليغ والارشاد .
فهل من مانع لغوي أو اصطلاحي يدفع بهؤلاء أن يستغربوا من المصطلح أو يؤدي بهم إلى الاستهزاء كما عبرتم , وهذا لعله جهلاً منهم بمنشأ الاصطلاح وسببه " والناس أعداء ما جهلوا " .
مركز الأبحاث العقائدية