رد: الندوة السنوية الخاصة باالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ورقة تقديم الندوة
تأتي هذه الندوة الخامسة لهذا العام مختلفةً عن الندوات الأربع المنصرمة، من حيث الطريقة والعدد، فعلى مدى أربع سنوات كان المنتدى يدعو شخصاً واحداً لتسليط الضوء على جهود الدكتور الشيخ الفضلي ونشاطاته المتعددة، ففي 11/ رمضان / 1428هـ كان اللقاء الأول مع الشيخ محمد العباد في محاضرة بعنوان: (الشيخ الفضلي الشخصية الاستيعابية)، وفي 18/ رمضان / 1429هـ كان لقاؤنا الثاني مع الأخ باقر الرستم في محاضرة بعنوان: (الشيخ الفضلي الإنجاز الكبير لمدرسة الشهيد الصدر)، وفي 13 / رمضان/ 1430هـ كان اللقاء الثالث مع الشيخ إبراهيم الرضي في محاضرة بعنوان: (الإحياء الإسلامي في كتابات الشيخ الدكتور الفضلي)، وفي 9/ رمضان / 1431هـ كان اللقاء الرابع مع الدكتور أحمد اللويمي في محاضرة بعنوان: (التجديد والتعددية فضل الله والفضلي أنموذجاً)، أما في هذا اللقاء الخامس والذي نجتمع فيه في هذه الليلة 11/ رمضان / 1432هـ فهو لقاء من نوع آخر، حيث ستوزَّع الندوة على أكثر من قلم وباحث يقومون برحلة في أكثر من مدينة من مدن الشيخ الفضلي المهجورة منها والعامرة، فالكتاب أشبه بالمدينة يشوِّقُك لاكتشاف معالمه ويدعوك إلى الاشتراك معه في عملية البناء أو الهدم أو الإزالة والترميم.
وقد يسأل سائل: لماذا هذا الاهتمام المتواصل بالشيخ الفضلي؟
وللإجابة على هذا السائل نقول: بأن الاهتمام لم يكن منطلقاً من أن الشيخ ولد في 10/ رمضان / 1354هـ، وحسب بل انطلق اهتمامنا لأن الشيخ خلَّف لنا من المدن الفاضلة ما يربو على (75) كتاباً، فهو احتفاء بهذه الولادات والإنجازات العلمية والأدبية، وهو دعوة إلى ضرورة قراءة هذه المؤلفات والتفاعل معها حواراً ومساءلةً ونقداً، وانطلق الاهتمام أيضاً لأن الشيخ يعد من القلائل الذين سعوا في العلاج الديني والاجتماعي والفكري بشكل عملي ومنظَّم، وطريقته في التأليف تشهد على ذلك، خاصة في انشغاله بتطوير مناهج الحوزة، فهو احتفاءٌ بالعمل الدؤوب، وإشاعة النقد العملي، وينطلق الاهتمام أيضاً ليس لأن الشيخ ابن الأحساء وحسب، بل لأنه ابن بارٌّ لكل بقعةٍ يحلُّ فيها، فلا تخلو بقعة من هذه البقع من مشروع كتابي منفَّذ، أو عطاء علمي عملي له، والأحساء حريَّةٌ بأن تقدِّم جزءًا من الوفاء لهذا النبع الذي تفجَّر منها، ليصل إلى أماكن أخرى، ويبقى في مجرى الزَّمن إلى ما شاء الله.
نجتمع هذه الليلة وبعد أربع ندوات لنؤكِّد على التواصل والتفاعل مع الأفكار بالطريقة التي تجعلها حيَّة تتنفس وتنمو وتتزاوج، وقد تتعارك في نزال أبيض لا قتال فيه، إلى أن تكون متنوِّعة في ثمراتها ونتائجها.
حسن مبارك الربيح
11/ رمضان / 1432هـ
التعديل الأخير تم بواسطة منتدى السهلة الأدبي ; 22-08-2011 الساعة 01:07 AM.
|