بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
وقال السيد محمد صادق الروحاني ( حفظه الله ) : (( ولا يعارضها تضعيف ابن الغضائري ، لعدم ثبوت نسبة الكتاب إليه )) , زبدة الأصول ج 4 ص 33.
أقول : ولم يظهر كتاب الغضائري إلا بعد 300 سنة تقريباً !! والسؤال هو أي كتاب الغضائري في هذه المدة ؟
وهناك من ذهب إلى ثبوت الكتاب , وعلى فرض ثبوت الكتاب فإليك أخي القارئ كلمات الأعلام حول شهادة الغضائري :
قال الوحيد البهبهاني ( رحمه الله ) :
(( إعلم أن ابن الغضائري ربما ينسب الراوي إلى الكذب ووضع الحديث بعد ما نسبه إلى الغلو . وكأنه لرواية ما يدل عليه ولا يخفي ما فيه ، بل قد صرح قبله بأن الظاهر ، أن كثيرا من القدماء ، سيما القميين ومنهم ابن الغضائري ، كانوا يعتقدون للأئمة عليهم السلام منزلة خاصة من الرفعة والجلالة ، وكانوا يعدون التعدي عنها ، ارتفاعا وغلوا على حسب معتقدهم ، حتى أنهم جعلوا مثل نفي السهو عنهم غلوا )) , سماء المقال في علم الرجال ج 1 ص 57.
وقال الداماد المير محمد باقر الحسيني الاسترآبادي الأصفهاني : (( وأما ابن الغضائري فمسارع إلى الجرح حردا ، مبادر إلى التضعيف شططا )) الرواشح السماوية ص 100.
وقال أيضاً : (( ثم إن أحمد بن الحسين بن الغضائري صاحب كتاب الرجال هذا مع أنه في الأكثر مسارع إلى التضعيف بأدنى سبب )) , ص 182.
وقال السيد محمد سعيد الحكيم ( حفظه الله ) : (( لا اعتماد على تضعيف ابن الغضائري مع ما هو المعروف من تسرعه في الطعن ، ولا على تضعيف العلامة قدس سره مع تأخر عصره وأخذه عمن سبقه ، حيث يقرب متابعته لابن الغضائري )) , المحكم في أصول الفقه ج 5 ص 47.
وقال الشيخ جعفر السبحاني ( حفظه الله ) : (( فليس من البعيد أن الغضائري ونظراءه الذين ينسبون كثيرا من الرواة إلى الضعف والجعل ، كانوا يعتقدون في حق النبي والأئمة عليهم السلام عقيدة هذه المشايخ ، فإذا وجدوا أن الرواية لا توافق معتقدهم اتهموه بالكذب ووضع الحديث . والآفة كل الآفة هو أن يكون ملاك تصحيح الرواية عقيدة الشخص وسليقته الخاصة فإن ذلك يوجب طرح كثير من الروايات الصحيحة واتهام كثير من المشايخ . والظاهر أن الغضائري كان له مذاق خاص في تصحيح الروايات وتوثيق الرواة ، فقد جعل إتقان الروايات في المضمون ، حسب مذاقه ، دليلا على وثاقة الراوي ، ولأجل ذلك صحح روايات عدة من القميين ، ممن ضعفهم غيره ، لأجل أنه رأى كتبهم ، وأحاديثهم صحيحة .
كما أنه جعل ضعف الرواية في المضمون ، ومخالفته مع معتقده في ما يرجع إلى الأئمة ، دليلا على ضعف الرواية ، وكون الراوي جاعلا للحديث ، أو راويا ممن يضع الحديث ، والتوثيق والجرح المبنيان على إتقان المتن ، وموافقته مع العقيدة ، من أخطر الطرق إلى تشخيص صفات الراوي من الوثاقة والضعف )) كليات في علم الرجال ص 99.
وقال الشيخ عبد الرسول : (( قول ابن الغضائري الذي لا يعتد به )) , الكليني والكافي ص 197.
وهل يمكن الإعتماد على شهادة الغضائري أو ابن الغضائري - على ما هو الخلاف في نسبة الكتاب للأب أو للابن - وهو من الذين يسارعون إلى الجرح بأدنى سبب ؟