بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
أولاً : إن العلاقة القائمة بين العمل الصغير والأجر الكبير ، مفهوم إسلامي واقعي لا يمكن إنكاره , ولهذا المفهوم شواهد روائية من بينها ما جاء في الكافي لثقة الإسلام الشيخ الكليني ( رحمه الله ) عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان قال : (( سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين نوعا من أنواع البلاء وتفك عن لحى سبعين شيطانا كلهم يأمره أن لا يفعل )) ج 4 ح 7 ص 3.
مع أننا نرى أن عمل الصدقة بسيط وصغير في نفس الوقت إلا أن الله سبحانه وتعالى وضع للصدقة ثواب عظيم.
ثانياً : أبدا بما ذكر أستاذنا الأستاذ طاهر الخلف ( حفظه الله تعالى ) حيث أورد رواية من كتاب كامل الزيارات وقبل أن أدخل في بيان صحة الرواية لا بد لي من تعريف ابن قولويه ( رحمه الله ) وكتابه " كامل الزيارات " :
- من هو ابن قولويه ( رحمه الله ) :
*قال الشيخ النجاشي ( رحمه الله ) في حقه : (( وكان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلائهم في الحديث والفقه ... وكل ما يوصف به الناس من جميل وثقة وفقه فهو فوقه )) , رجال النجاشي رقم الترجمة 318 ص 123 , معجم رجال الحديث ج 5 رقم الترجمة 2263 ص 76.
*وقال السيد ابن طاووس ( رحمه الله ) : (( ورأيت في الكتب أيضا ان الشيخ الصدوق المتفق على أمانته ، جعفر بن محمد بن قولويه تغمده الله برحمته )) , إقبال الأعمال ج 1 ص 34.
- كتاب كامل الزيارات " ومدح الأعلام له " :
قال الشيخ النجاشي ( رحمه الله ) : (( وله كتب حسان )) , رجال النجاشي رقم الترجمة 318 ص 123 , معجم رجال الحديث ج 5 رقم الترجمة 2263 ص 76 , وعد من كتبه كتاب الزيارات.
وقال العلامة المجلسي ( رحمه الله ) : (( وكتاب كامل الزيارة من الأصول المعروفة ، وأخذ منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدثين )) , بحار الأنوار ج 1 ص 27.
وقال الشيخ عباس القمي ( رحمه الله ) : (( كتاب كامل الزيارات وهو كتاب نفيس طبع في هذا الزمان )) الكنى والألقاب ج 1 ص 391.
وقال الشيخ جعفر السبحاني ( حفظه الله تعالى ) : (( وكتابه هذا من أهم كتب الطائفة وأصولها المعتمد عليها في الحديث ، أخذ منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدثين )) , كليات في علم الرجال ص 300.
ويتضح لنا أن كتابه هذا اعتماد عليه أجلاء الطائفة مثل شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ( أعلى الله مقامه ).
- بيان صحة الرواية التي أوردها الاستاذ :
قال ابن قولويه ( رحمه الله ) حدثني حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن بكر بن محمد ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
(( من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر )) , كامل الزيارات ص 207.
أقول : صحيح أن الرواية ضعيفة من جهة سلمة (1) ولكن يمكن تصحيح سند الرواية بنظرية التعويض الرجالية التي إعتمد عليها كبار علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام كالعلامة المجلسي رحمه الله والشيخ محمد الأردبيلي رحمه الله ـ الذي هو من احد تلامذة الشيخ المجلسي والمؤلف للكتاب المعروف بجامع الرواة ـ والميرزا محمد الاسترابادى رحمه الله ـ صاحب الكتاب الرجالي المعروف بمنهج المقال- والسيد الخوئي رحمه الله والشهيد الصدر رحمه الله وغيرهم " وبالتحديد الطريقة الثانية لسيد الفقهاء السيد الخوئي رحمه الله " ويلاحظ في السند ابن أبي عمير وللشيخ الطوسي ( رحمه الله ) طريق صحيح إليه " كما أشار إلى ذلك السيد الخوئي رحمه الله في معجم رجال الحديث - في ترجمة ابن أبي عمير - " حيث قال في الفهرست : (( أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة ، عن ابن بابويه ، عن أبيه ومحمد ابن الحسن ، عن سعد والحميري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عنه )) , الفهرست ص 219 , إذا يمكن تصحيح سند الرواية.
ثم ما المانع أن الله سبحانه وتعالى يعطي هذا الثواب العظيم على دمعة تسيل من أجل من حمى الإسلام بدمه الطاهر الشريف.
---
الهامش :
1. على انه ذهب الوحيد البهبهاني ( رحمه الله ) " وهو من علماء هذا الفن ومن المجتهدين " إلى وثاقة الرجل , قال الشاهرودي : (( استعفوه . وله كتب ذكرها الشيخ والنجاشي . وروى عنه الصفار وسعد والحميري وأحمد بن إدريس وغيرهم . وفي الاستضعاف نظر ، لان التضعيف مأخوذ من النجاشي ، والنجاشي لم يضعف نفس الراوي حيث قال في حقه : كان ضعيفا في حديثه . وهذا كما قال المولى الوحيد ، لا يدل على القدح في نفس الراوي . وقال بضعف تضعيف ابن الغضائري ومال إلى إصلاح حاله وقال : ناهيك لجلالته بل وثاقته ، رواية كل هذه الأجلة المذكورين وغيرهم عنه ، سيما مشائخ القميين وأعاظمهم وفيهم ابن الوليد . ويروي عنه محمد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن روايته . وأيضا هو كثير الرواية وصاحب الكتب إلى غير ذلك . انتهى كلمات المولى الوحيد في إصلاح حاله ملخصا . أقول : ونزيدك على ما ذكرنا من المولى الوحيد أمورا : الأول : أنه وقع في طريق مشيخة الفقيه في عداد صواحب الأصول المعتمدة التي استخرج منها كتابه الفقيه وروى كتبه سعد بن عبد الله . الثاني : وقوعه في طريق ابن قولويه القمي في كامل الزيارات مع أنه في أوله شهد بوثاقة من يروي عنه ، وأنه يروي ما وصل إليه من طريق الثقات . ويروي عنه كثيرا . منها في الكامل ص 13 و 14 و 21 و 22 و 53 و 90 ، وغير ذلك كثير . الثالث : رواياته الشريفة وهي كثيرة : منها ما روى الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عنه ، رواية النص على الأئمة الاثني عشر وأسمائهم وفضائلهم . كمبا ج 9 / 169 ، و ج 6 / 726 . وغيرها في جد ج 22 / 224 ، و ج 36 / 409 . وروى سعد ، عنه ، فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ووجوب الاقتداء به و ذم مخالفته . كمبا ج 9 / 283 ، وجد ج 38 / 98 . وروى الصفار عنه رواية الحسن المجتبى عليه السلام في علم الإمام بلغات من في المشرق والمغرب ، وأنه وأخوه الحسين صلوات الله عليهما ، يكونان الحجة عليهم . كمبا ج 14 / 81 ، وجد ج 57 / 329 . وروى عنه رواية إحياء أمير المؤمنين عليه السلام ميتا . كمبا ج 3 / 156 ، و جد ج 6 / 230 )) , مستدركات علم رجال الحديث ج 4 ص 108 رقم 6431.