بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
1/ الشيخ الصدوق رحمه الله ، عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
(( كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يقول : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين ( عليه السلام ) حتى تسيل على خده بوأه الله تعالى بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله في الجنة مبوأ صدق وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار )) , ثواب الاعمال ص 83.
وقال الشيخ هادي النجفي تعليقاً على الرواية السابقة : (( الرواية صحيحة الإسناد ، ونقلها أيضا ابن قولويه بسنده الصحيح في كامل الزيارات : 100 ح 1 )) , موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام ج 2 ص 77.
2/ قال علي بن إبراهيم القمي ( رحمه الله ) حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال :
(( كان علي ابن الحسين عليه السلام يقول : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليهما السلام دمعة حتى تسيل على خده بواه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتى تسيل على خده لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بواه الله مبوء صدق في الجنة ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل دمعه على خديه من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار )) , تفسير علي بن إبراهيم ج 2 ص 292.
أقول : أولاً : إسناده صحيح.
ثانيا : يلاحظ أن الحسن بن محبوب يروي هذه الرواية من كتاب العلاء , قال الشيخ الطوسي ( رحمه الله ) :
(( العلاء بن رزين القلاء : ثقة ، جليل القدر ، له كتاب ، وهو أربع نسخ :
1/ ( منها ) : رواية الحسن بن محبوب . أخبرنا به الشيخ المفيد ( رحمه الله ) ، عن أبي جعفر ابن بابويه ، عن أبيه ومحمد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى ، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ، ويعقوب بن يزيد ( ومحمد بن يزيد ) ، ومحمد ابن الحسين بن أبي الخطاب ، والهيثم بن أبي مسروق ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء .
2/ ( ومنها ) : رواية محمد بن خالد الطيالسي . أخبرنا ( به ) ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن خالد الطيالسي ، عنه .
وأخبرنا ( به ) الحسين بن عبيد الله ، عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن علي بن سليمان الزراري الكوفي ، عن محمد بن خالد ، عن العلاء بن رزين القلاء .
3/ ( ومنها ) : رواية محمد بن أبي الصهبان . أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن سعد ، والحميري ، عن محمد ابن أبي الصهبان ، عن صفوان ، عنه.
4/ ( ومنها ) : رواية الحسن بن علي بن فضال . أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن سعد والحميري ، عن أحمد ابن محمد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عنه )) , معجم رجال الحديث ج 12 ص 185 رقم 7776.
فالطريق الأول والثالث والرابع : طرق صحيحه , إذا هذه الرواية لها عدة طرق.
3/ وقال علي بن إبراهيم القمي ( رحمه الله ) حدثني أبي عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( من ذَكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر )) , تفسير علي بن إبراهيم ج 2 ص 292.
أقول : إسناده صحيح , وبكر بن محمد هو " الأزدي " والدليل على ذلك ما جاء في الكافي ج 3 ص 262 " علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن محمد الأزدي ".
4/ الحميري عن أحمد بن إسحاق بن سعد عن بكر بن محمد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( قال لفضيل : تجلسون ؟ ؟ وتحدثون ؟ قال : نعم ، جعلت فداك.
قال : إن تلك المجالس أحبها ، فأحيوا أمرنا يا فضيل ، فرحم الله من أحيا أمرنا.
يا فضيل ، من ذكرنا - أو ذكرنا عنده - فخرج من عينه مثل جناح الذباب ، غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر )) , قرب الإسناد ص 36.
أقول : إسناده صحيح.
5/ الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) حدثني محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار قال حدثني أحمد ابن إسحاق بن سعيد عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( تجلسون وتتحدثون ، قال : قلت جعلت فداك نعم قال إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا انه من ذكرنا وذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذبابة غفر الله ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر )) , ثواب الاعمال ص 187.
أقول : إسناده صحيح
6/ أحمد بن محمد البرقي في ( المحاسن ) عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن بكر بن محمد ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر )).
أقول : إسناده صحيح.
7/ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريان بن شبيب ، قال :
(( دخلت على الرضا ( عليه السلام ) في أول يوم من المحرم ، فقال لي : يا بن شبيب ، أصائم أنت ؟ فقلت : لا .
فقال : إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ( عليه السلام ) ربه عز وجل ، فقال : ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ) فاستجاب به ، وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب : ( أن الله يبشرك بيحيى ) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له ، كما استجاب لزكريا ( عليه السلام ) .
ثم قال : يا بن شبيب ، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته ، وسبوا نساءه ، وانتهبوا ثقله ، فلا غفر الله لهم ذلك أبدا.
يا بن شبيب ، إن كنت باكيا لشئ ، فابك للحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فإنه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيه ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل ، فهم عند قبره شعث قبر إلى أن يقوم القائم ، فيكونون من أنصاره ، وشعارهم : يا لثارات الحسين.
يا بن شبيب ، لقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ( عليه السلام ) : أنه لما قتل جدي الحسين ( صلوات الله عليه ) ، مطرت السماء دما وترابا أحمر.
يا بن شبيب ، إن بكيت على الحسين ( عليه السلام ) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته ، صغيرا كان أو كبيرا ، قليلا كان أو كثيرا . يا بن شبيب ، إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك ، فزر الحسين ( عليه السلام ) .
يا بن شبيب ، إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله ( صلوات الله عليهم ) ، فالعن قتلة الحسين.
يا بن شبيب ، إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين ( عليه السلام ) فقل متى ما ذكرته : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما.
يا بن شبيب ، إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا ، فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيامة )) , الأمالي للشيخ الصدوق ص 193 .
وقال الشيخ هادي النجفي تعليقاً على الرواية السابقة : (( الرواية معتبرة الإسناد )) موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام ج 2 ص 78.
وقال الشيخ عبد الهادي الفضلي : (( المعتبر : وهو كل مسند حصل الوثوق بصدوره عن المعصوم )) مبادئ أصول الفقة ص 29.
الختام :
أقول في الختام إن (( الروايات الواردة في هذا المجال فوق حد التواتر فإن شئت أكثر من هذا فراجع كامل الزيارات : 100 ، ووسائل الشيعة : 14 / 500 ، ومستدرك الوسائل : 10 / 311 ، كلاهما من طبع آل البيت ، وجامع أحاديث الشيعة : 12 / 547 ، وعلى هذا نقول : ان البكاء على الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) عدل التوبة وله من الآثار نحو ما للتوبة كغفران الذنوب ومحو السيئات , بل دخول الجنة بغير حساب إن شاء الله تعالى لما لا يخفى على أولى الألباب والحمد لله رب الأرباب )) موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام ج 2 ص 82.
---
قتيل العبرة :
1/ حدثني محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن ابان الأحمر ، عن محمد بن الحسين الخزار ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
(( كنا عنده فذكرنا الحسين ( عليه السلام ) ، فبكى أبو عبد الله ( عليه السلام ) وبكينا ، قال : ثم رفع رأسه ، فقال : قال الحسين ( عليه السلام ) : انا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن الا بكى )) , كامل الزيارات ص 215.
وقال الشيخ هادي النجفي : (( الرواية صحيحة الإسناد )) موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام ج 7 ص 55.
2/ الشيخ ابن قولويه رحمه الله حدثني علي بن الحسين السعد آبادي ، قال : حدثني احمد ابن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن ابن مسكان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قال الحسين ( عليه السلام ) :
(( انا قتيل العبرة قتلت مكروبا وحقيق علي ان لا يأتيني مكروب قط الا رده الله واقلبه إلى أهله مسرورا )) , كامل الزيارات ص 216.
وقال الشيخ هادي النجفي : (( الرواية معتبرة الإسناد )) موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام ج 7 ص 55.
وقال الشيخ عبد الهادي الفضلي : (( المعتبر : وهو كل مسند حصل الوثوق بصدوره عن المعصوم )) مبادئ أصول الفقة ص 29.
3/ الشيخ الصدوق رحمه الله حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن مسكان عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( قال الحسين بن علي عليهما السلام أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب إلا أرده وأقلبه إلى أهله مسرورا )) , ثواب الأعمال ص 98.
----
بكاء السماء على سيد الشهداء :
إن بكاء السماء على الإمام الحسين عليه السلام مما اتفقت عليه روايات كلا المدرستين.
- من طرق مدرسة أهل البيت عليهم السلام :
1/ روي عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال للريان بن شبيب (( يا بن شبيب ، لقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ( عليه السلام ) : أنه لما قتل جدي الحسين ( صلوات الله عليه ) ، مطرت السماء دما وترابا أحمر )) ولقد عبر عنها الشيخ هادي النجفي في موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام بأنها معتبر الإسناد ج 2 ص 78.
2/ وفي خطبة السيد زينب ( عليها أفضل الصلاة والسلام ) : (( ويلكم أتدرون أي كبد لمحمد فريتم ، وأي دم له سفكتم ، وأي كريمة له أصبتم ؟ " لقد جئتم شيئا إدا ، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا " ، ولقد أتيتم بها خرقاء شوهاء طلاع الأرض والسماء.
أفعجبتم أن قطرت السماء دما ؟ ! ولعذاب الآخرة أخزى )) , الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 323 والأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 93 والاحتجاج ج 2 ص 30 , الفتوح ج 5 ص 121 , بلاغات النساء ص 24 بإختلاف في بعض الألفاظ واللفظ للشيخ المفيد.
- أما من طرق مدرسة الصحابة :
وأكتفي بنقل هذه الرواية التي تم حذفها من صحيح مسلم : قال العالم العابد الزاهد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى ابن طاووس الحلي المتوفى سنة 664 ه رحمه الله : (( ومن ذلك ما رواه في أول الجزء الخامس من صحيح مسلم في تفسير قوله تعالى " فما بكت عليهم السماء والأرض " قال : لما قتل الحسين ابن علي عليهما السلام بكت السماء وبكاؤها حمرتها )) , الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ص 203.
ومن أراد أكثر من هذا فعليه بكتاب شرح إحقاق الحق ج 27 ص 376.