عرض مشاركة واحدة
قديم 30-07-2011, 09:13 AM   رقم المشاركة : 32
وقلبي بحبك متيماً
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية وقلبي بحبك متيماً
 






افتراضي رد: الجلسة الحوارية لكتاب رفقاء على طريق القرب، للأستاذ علي الحجي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
أشكل الاستاذ جابر ( حفظه الله ) بإشكال وهو أن السياق لا يساعد على أن يكون المعنى آل محمد صلى الله وآله وسلم.
والجواب على هذا الإشكال بسيط :
فأقول : (( إن هذه الآية : { سلام على آل ياسين } وإن كانت واردة في ضمن آيات تتعلق بالنبي إلياس عليه الصلاة والسلام إلا أن تغيير سياقها حيث تذكر لفظ يدل على جمع وهو { إل ياسين } ، بدل ( إلياس ) كما في الآيات السابقة التي ذكرت الأنبياء بأسمائهم لدليل على أن لها معنى ومحتوى مستقلا عن تلك الآيات ، وقد يقال في صياغة الكلام : أنها من باب ( خطاب الالتفات ) أي تغيير توجيه الخطاب في أثناء كلام مرتبط بعضه ببعض كقوله تعالى : { يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك } [ يوسف : 12 ] . فإنه كثيرا ما نرى في أسلوب القرآن يتحدث بآيات تتصل بعضها ببعض عن مواضيع مختلفة )) , التجلي الأعظم ص 134.
أما قرآءة سلام على آل ياسين فمن (( ... المعلوم للجميع أن المثبت في نسخ القرآن التي بين أيدي المسلمين { إل ياسين } بهمزة القطع وسكون اللام المفصولة عن ( ياسين ) ، وللمفسرين في معناها وقراءتها أراء بعضها باجتهادهم ، والبعض الآخر لاختلاف القراءة المروية عن القراء.
القول الأول في قراءتها ومعناها المرويان من أهل البيت [ صلوات الله وسلامه عليهم ] . فقد روي عن طرق الخاصة أخبار كثيرة بأن قراءة ( آل ياسين ) بفتح الألف ومده ، وكسر اللام وأن المراد بهم ( آل محمد ) وقد ذكروا في محاجتهم على علماء العامة هذه الآية بحيث لم يكونوا ينكروها وكانوا معترفين بصحة القراءة بذلك . ونضيف عليه أن ( إل ياسين ) كلمتان والدليل عليه أنهما مفصولتان في المصاحف لا أنهما كلمة واحدة ، الأولى ( إل ) والثانية ( ياسين ) اسم من أسماء نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنه لم يذكر في القرآن إلا في محلين : في سورة الصافات ، وسورة يس . وذكر أغلب المفسرون أن المقصود منه في سورة ( يس ) هو النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بدليل الخطاب في قوله تعالى : { إنك لمن المرسلين } بعد قوله : { يس } ولم يكن ذكر سابق للنبي صلى الله عليه وآله وسلم . وقد قرأ القراء الأربعة الكبار وهم نافع وابن عامر ويعقوب وزيد : { آل ياسين } بمد الهمزة وكسر اللام مفصولة عن ( ياسين ) . ومهما كان فإن قراءتها { إلياسين } كما هو المتعارف والمتعبد به لا يبعدها من معناها المقصود . ولا تنافي هذه القراءة تفسيرها ب‍ ( آل محمد ) صلى الله عليه وآله أجمعين لأن ( إلياسين ) أو ( إل ياسين ) أو ( آل ياسين ) قبل تنقيط القرآن كانت على هذه الصورة ( آل ياسين ) . وهي تقرأ كقراءة نافع وابن عامر وزيد ويعقوب ( آل ياسين ) بمد الألف وكسر اللام المقطوعة عن ( ياسين ) كما نقله الرازي وغيره من المفسرين ، والثابت في المصحف يؤيد قراءتهم ، مع أنه يقال أن ( إل ) بكسر الهمزة لغة في ( آل ) بمد الهمزة ، وهما بمعنى واحد ، وليست هي ( أل ) بفتحة الهمزة للتعريف العهدي كما يدعي البعض لكون الهمزة في تلك للوصل وإذا بدأ بها الكلام تفتح وهذه مكسورة ، مع أن ( إل ياسين ) همزتها قطع يلفظ بها في درج الكلام ، وبهمزة القطع قرأ غير الأربعة )) التجلي الأعظم ص 139 - 140.
وانا هنا أضع كلمات اعلام كلا المدرستين وأجعل الحكم للقارئ العزيز فأبدا :
- بكلمات أعلام مدرسة الصحابة :
*قال ابن جرير الطبري المتوفى سنة 320 هـ (( وقرأ ذلك عامة قراء المدينة : سلام على آل ياسين بقطع آل من ياسين )) جامع البيان ج 23 ص 115.
*وقال أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسيمى ( 355 هـ - 437 هـ ) : (( قوله : ( إل ياسين ) قرأه نافع وابن عامر بالمد في إل وفتح الهمزة وكسر اللام , وقرأ الباقون بغير مد , وإسكان اللام وكسر الهمزة.
وحجة من مده وفتح الهمزة أنه لما رآها في المصحف منفصلة من " ياسين " استدل على أن " أل " كلمة و " ياسين " كلمة أضيف " أل " إلى " ياسين " فـ " ياسين " اسم أضيف إليه " أل " فهو اسم نبي فسلم على أهله لأجله ... )) , الكشف عن وجوه القراءآت السبع وعللها وحججها ج 2 ص 227 " مؤسسة الرسالة ".
ومما لا ريب فيه أن أهله هم أهل البيت عليهم السلام.
*وقال الحافظ المنقرىء النتجب الهمذاذ المتوفى سنة 643 هـ : (( وقرئ : ( على آل ياسين ) بهمزة مفتوحة بعدها ألف واللام مكسورة منفصلة من الياء وفيه أوجه :
... والسادس أن ياسين اسم محمد صلى الله عليه - وآله - وسلم , والمعنى سلام على آل محمد صلى الله عليه - وآله - وسلم )) , الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد ج 5 ص 396.
*وقال أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671
هـ : (( وقالوا في قوله تعالى : " سلام على آل ياسين " [ الصافات : 130 ] أي على آل محمد )) الجامع لاحكام القرآن ج 15 ص 4.
*وقال الحافظ الكبير عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحذاء الحنفي النيسابوري من أعلام القرن الخامس الهجري : (( وهو قراءة نافع وابن عامر وورش وشيبة )) , شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ج 2 ص 165.
*وقال الحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774 ه‍ : (( ومن قرأ سلام على آل ياسين أي على آل محمد )) البداية والنهاية ج 1 ص 396.
وقال أيضاً : (( وقد قرئ : سلام على آل ياسين ، أي على آل محمد )) قصص الأنبياء ج 2 ص 246.
*وقال محمد بن علي بن محمد الشوكاني المتوفى بصنعاء سنة 1250 ه‍ (( ومنه قوله - سلام على آل ياسين - أي على آل محمد )) فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ج 4 ص 359.
*وقال الآلوسي : (( وقرأ نافع . وابن عامر . ويعقوب . وزيد بن علي * ( آل ياسين ) * بالإضافة ، وكتب في المصحف العثماني منفصلا ففيه نوع تأييد لهذه القراءة )) , تفسير روح المعاني ج 23 ص 142.
-أما كلمات أعلام مدرسة أهل البيت عليهم السلام :
* قال شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ( أعلى الله مقامه الشريف ) : (( وقرأ نافع وابن عامر ويعقوب * ( سلام على آل ياسين ) * على إضافة ( آل ) إلى ( ياسين ) ... من أضاف أراد به على آل محمد صلى الله عليه وآله لان ( يس ) اسم من أسماء محمد على ما حكيناه )) , التبيان ج 8 ص 523.
* وقال الشيخ الطبرسي ( رحمه الله ) : (( وقرئ : " على آل ياسين " ووجد في المصحف مفصولا من " ياسين " ، وفي فصله منه دلالة على أن " آل " هو الذي تصغيره " أهيل " ، قاله أبو علي الفارسي .
وعن ابن عباس : آل ياسين : آل محمد ، وياسين اسم من أسمائه )) , جوامع الجامع ج 3 ص 175.
*وقال السيد العلامة المحقق محمد حسين الطباطبائي ( رحمه الله وأعلى الله مقامه الشريف ) : (( وعن العيون عن الرضا عليه السلام مثله ، وهو مبني على قراءة آل يس كما قرأه نافع وابن عامر ويعقوب وزيد )) , تفسير الميزان ج 17 ص 159.
فإن قيل لنا (( إذا كانت ( آل ) في الآية بالمد والنسخ المتواترة من القرآن دون مد فهل هذا إلا تحريف في الذكر الحكيم ؟
قلنا : كلا فإن قراءة المد مروية عن الأربعة الكبار ، وعليها إجماع أئمة أهل البيت [ صلوات الله وسلامه عليهم ] ، واختلاف القراءة لا توجب التحريف ، لأن ( إل ) تكون حينئذ لغة في ( آل ) كما ذكره البعض )) , التجلي الأعظم ص 147.
إذا اتضح لنا مما سبق أن هناك قراءة أخرى للآية الشريفة وهي بمعنى آل محمد , وأما الرواية - وهي صحيحة سنداً - فهي في عيون أخبار الإمام الرضا ( عليه السلام ) ج 2 ص 214 : (( ... فقال أبو الحسن : نعم أخبروني عن قول الله عز وجل : ( يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم ) فمن عنى بقوله يس ؟ قالت العلماء : يس محمد ( ص ) لم يشك فيه أحد قال أبو الحسن : فإن الله عز وجل اعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه الا من عقله وذلك أن الله عز وجل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء صلوات الله عليهم فقال تبارك وتعالى : ( سلام على نوح في العالمين ) وقال : ( سلام على إبراهيم ) وقال : ( سلام على موسى وهارون ) ولم يقل : سلام على آل نوح ولم يقل : سلام على آل إبراهيم ولا قال : سلام على آل موسى وهارون وقال عز وجل : ( سلام على آل يس ) يعنى آل محمد صلوات الله عليهم فقال المأمون : لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه فهذه السابعة )).
وللمزيد راجع كتاب شرح إحقاق الحق ج 14 ص 360.
هذا مع أن هناك روايات من كلا المدرستين تشير إلى أن المقصود بسلام على آل ياسين هم آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وقال أيضاً حفظه الله : (( أكثر الكاتب في نقل الروايات والأخبار من كتاب بحار الأنوار، ونقل أيضا بعض النقول من مستدرك الوسائل، وقد نقد العلماء المحققون هذه الكتب الحديثية نقدا علميا، من الأهمية مراجعته قبل النقل منها )).
من هم هؤلاء العلماء ؟ ممكن تستعرض لنا أسمائهم وأسماء كتبهم لكي نستفد منهم.

وقال أيضاً حفظه الله : (( فيكفي أن يطلع الكاتب على كتاب مشرعة البحار، للشيخ آصف محسني، وسيقرأ تحقيقا علميا لمروياته حسب السند )).
فأقول : على حسب إطلاعي على المباني الرجالية في توثيق الراوي فإن هناك خلاف في المباني الرجالية , وأيضاً هنا نقطة مهمة لابد من ذكرها وهي أن علم الرجال علم اجتهادي بمعنى أن الرواية قد لا تصح سندا عند الشيخ آصف محسني , وتصح سندا عند غيره وهكذا العكس أيضاً , ثم لابد لنا أن لا ننسى ان هناك طرق متعددة في تصحيح الروايات.

 

 

 توقيع وقلبي بحبك متيماً :
الشيخ الصدوق بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ( أَنَا وَ عَلِيُّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنِ وَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُطَهَّرُونَ مَعْصُومُونَ ) ) .
عيون أخبار الرضا ج 2 باب النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة في جمله الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام ح 30 ص 65.
http://alkafi.net/vb/
وقلبي بحبك متيماً غير متصل   رد مع اقتباس