عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-2011, 01:26 PM   رقم المشاركة : 12
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: الجلسة الحوارية لكتاب رفقاء على طريق القرب، للأستاذ علي الحجي

قراءة في رسالة الرفاق – للأستاذ علي الحجي


-ج -


رد: الجلسة الحوارية لكتاب رفقاء على طريق القرب، للأستاذ علي الحجي
صالح محمد الغانم


في البداية نشكر أستاذنا أبا الحسين علي بن صالح الحجي على إهداء الكتاب واستضافة مناقشته، وقد أتاح لنا منتدى السهلة الأدبي مشكوراً قراءة الكتاب، ولكن قبل ذلك كله لابد من وقفة إجلال وإكبار للأستاذ الباحث – حفظه الله – على الجهود المتميزة في توجيه الطليعة المؤمنة على كافة المستويات بالكلمة والحضور والكتاب منذ عقدين من الزمان .
وقبل عام تقريباً تشرفت بقراءة الكتاب الأخير للأستاذ علي وهو (رفقاء على طريق القرب – رسالة يسيرة تُعنى بطلب القرب وتفعيله بين الرفاق وفي المجتمع) جمع العنوان العام أربع كلمات تحمل في طياتها ضِعف هذه الكلمات كمَّا وكيفاً، يخرج من القلب ليدخل القلب حيث بدأ بأبيات شعرية في أول الكتاب وآخره واضحة المقصد جلية العبارة تأسر القارئ بجمال سبكها وجليل وعْدِها.
ثم استعرض الكتاب بعد المقدمة خطوات خمس يجب أن يعيها الرفاق الذين وقفوا على قارعة طريق القرب ينتظرون من يحملهم أو يسير معهم نحو الهدف حيث:
وسيعرف التالون أن مريدهم

قد مات من أجل الطريق شهيدا


وسأقف في الكتاب على نقاط عدة أعرض لها تباعاً :
النقطة الأولى : التجارب الشخصية :
من خلال مصاحبتي للأستاذ الشيخ علي أجدني أمام قدرة فكرية رائعة في تصريف الكلمات و تشقيق العبائر بل واختراع ما يخدم لغته في الكلام والكتابة – وبقدر ما لهذه الميزة من فضائل كذلك لها مطبات ومنزلقات وإخفاقات ستتضح من خلال التمثيل من الكتاب :
يقول الأستاذ الباحث : (لا يخفى أن هذه الكتابة لها سمة شخصية ولعلها احتوت بعض التجربة إلا أن ذلك لا يمنع من أن يستفيد منها من لم يعش مقتضاها)[1]
وبعد أربع صفحات نجد الأستاذ الباحث يذكر من تجاربه – في الهامش – سيرة شيخنا الجليل الشيخ حسن علي السعيد (رحمه الله) تعريفا مختصراً للشيخ حسن لا يفِي بالغرض فحين يقول في المتن: (وقد حظيت – ولله الحمد والمنة – مع رفقة لي بشرف الارتماء والانتماء . . . فإن أستاذنا ومربينا فضيلة الشيخ حسن السعيد أقرَّ عين أستاذه[2] . . . )[3]
حيث لم يتعد التعريف بسيرة الشيخ حسن، السطرين؛ وهذا إيجاز مخل يتنافى مع الغرض الذي ساقه المؤلف في مقدمته !
ومع معرفتي بالأستاذ وتجاربه الكثيرة مع الشباب في الرحلات والمحافل العامة والخاصة ورحلات الحج والعمرة والزيارة ، إلا أنه لم يتضح ذلك في ثنايا البحث، وكان من الجدير الاستشهاد بالقصص الواقعية وأحداث الشباب المعاصرة حتى تكون سمة بارزة لتحقيق الهدف التربوي من هذه الرسالة.
إضافة إلى أن الأستاذ غالباً يكون وليد اللحظة التي يعيشها؛ ومع هذا لم يُوظف هذه اللحظات بوضوح في البحث .
إلا إذا استثنينا الاستشهاد بقصة النبي يوسف (ع) كإحدى التجارب التي خاضها الأستاذ مؤخراً بشرحها وإلقائها على مجموعة من الشباب .
قال الأستاذ تحت عنوان التوازن بين المعرفة والعمل الصفحة 49 : ( 2- التعامل على أساس الكيف وليس الكم ) ولم يضرب لنا أمثلة من تجاربه لإيضاح هذه الأسس في التعامل !
إلا أن نلتمس للباحث توجسه وخيفته من أن يكون أسيراً للذاتية والأنانية التي من شأنها التضخم في هكذا حالات إلا ما رحم ربي .[4] على حد تعبير الكاتب .
ولكن هذا يتنافى مع سبب كتابة هذه الرسالة حين يقول الأستاذ : ( حين طلب مني بعض الأخوة أن أكتب لهم رسالة ميسرة لبيان القرب من الله تعالى وأهل البيت "ع")
ومن مطاب هذه الطريقة – طريقة تشقيق العبائر – وقع الباحث أسيراً للسرد والاستطراد حتى يتصور القارئ كأنّه يجلس مع مجموعة من الشباب في محاضرة للأستاذ كما عوّدنا – رعاه الله – ينتقل من فكرة إلى أخرى؛ أحيانا من غير مقدمات أو تمهيد .[5]

النقطة الثانية : التحامل في الخطاب
أحياناً نجد في أسلوب الشيخ الباحث تحاملاً قد لا يناسب هذه الرسالة التي عنونت بالقرب وقُصد بها التقرب .
كما في الصفحة ص29: (كما شطح في ذلك بعض الصوفية،فأسقطوا التكليف بحجة وصولهم إلى القرب) أو كما في قول الكاتب : في نفس الصفحة : (كما يترنح الله في قلبي)
وهذا الأسلوب يُعترض عليه من ناحيتين :
1- يناسب هذا الأسلوب محاضرة أو كلمة توجيهية للشباب .
2- عدم ذكر المصدر فيا ذكره عن الصوفية في إسقاط التكليف .
وفي الصفحة 30 : (وبها يندفع تشكيك يطرح أحياناً من ذوي المعرفة الضحلة بأن الدين يشغل عن الحياة والعلم أو يستهلك الأوقات)
لم يُذكر المصدر الذي أخذ منه هذا القول، ولم يسق الباحث فيما ذكره أمثلة تدل على أن أولئك معرفتهم ضحلة وبسيطة .
وكما في الصفحة 48 : (ولذا لا ينبغي أن يشط من يشط عن ذلك بحجة حرية الرأي وغير ذلك من المبررات التي لا تخفى على الواعين، بل قد يتعدى الأمر عند بعضهم إلى طرح الإشكالات و التشكيكات لا المناقشات العلمية المرتكزة على الأصول والحقائق والضوابط)
والكلام هو الكلام، فالمشار إليهم لم يُعرِّفنا الكاتب بهم - ولو بالمثال - حتى نحذرهم أو لا نستمع إليهم أو حتى لا نقرأ لهم .
وأيضاً في ص 50 : (وكذا الاحتجاج والتبرير لمدعاهم من فشل بعض الملتزمين في هذه الشؤون، وهذا أوهن من بيت العنكبوت)
وص 61 : (أقول : وهل يحق لمعترض أو قاطع طريق أو قليل علم أو ضيّق بُعد أن يقول للآخرين : هذه قضية خاصة ليس لنا منها شيء)
هذا الخطاب يدفع للتشاحن بين الأفراد على غير وعي أو معرفة؛ مع أنَّ الرسالة تُعنى بالوعي والمعرفة الهادفة .

النقطة الثالثة : الملاحظات الفنية والعلمية /
نجد في ص 18 يقول الباحث : (كنتُ أتأمل كثيراً في كلمة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – " شيبتني سورة هود"
فهنا لم يُذْكر المصدر لهذا الحديث هذا من جهة، و من جانب آخر يظهر أن الأستاذ نقل الحديث بالمعنى من الذاكرة، لكن الحديث لم يرد بهذه العبارة وإنما جاء هكذا : (شيبتني هود و الواقعة و المرسلات وعمّ وإذا الشمس . .)[6]

وفي الصفحة 25 : (بل في نور الثقلين ذكر أنه . . . )
هل هذا التفسير مصدر أو مرجع حيث لم يذكر له تعريف في هامش الصفحة .

في ص 29 : (ماذا نعني بالسلوك بالمحبة)
لم يأتِ الباحث بتعريف السلوك بالمحبة لا بتعريف أخلاقي ولا بتعريف عرفاني، ولكنه بعد صفحة استطرد بقوله : ( والمحبة باعتبارها الميل ثم التعلق بالمحبوب، ثم الفناء في إرادته لها آثار أبعد من ذلك)[7]
ولا أدري هل نعدُ هذا تعريفاً للمحبة أم تعداد لمراتبها! ؟

ثم يطالعنا في أكثر من صفحة ذكر البحار للمجلسي - عليه الرحمة – فمثلاً في ص 35 : نجد في الهامش الأول والثالث ذكر كتاب البحار الأول نشر دار الوفاء والثاني نشر دار إحياء التراث العربي !
وهنا التساؤل لماذا رجع الباحث لأكثر من نسخة ؟ !
ويحق ذلك للباحث في حالة اختلاف المحقق؛ مع أنه لم يذكر شيء من ذلك حين عرّف الباحث بكتاب البحار !

في ص 47 : ( فالعبادة بملاكاتها المعلومة : الواجب والمستحب والمحرم والمكروه والمباح وترك الشبهات . . . )
هنا ملاحظات :
1- هنا لفّ ونشر مشوش أو غير مرتب كما يقول علماء البلاغة والأجدر ترتيب الملاكات بحسب المتعارف عند أهل الفن في الأصول والفقه .
2- الأحكام التكليفية الخمسة هي الواجب والمحرّم والمستحب أو ما يُعبر عنه أحياناً ب(المندوب) والمكروه والمباح .
ولم يذكروا سادساً لها ! كما زادها الأستاذ .
3- إضافة إلى أن الملاك غير الحكم من حيثية تقدم الملاكات رتبة و زمنا على الحكم .

في ص 49 : (التوازن بين المعرفة والعمل)
كان من الأحسن التقديم بمقدمة تعريفية عن معنى التوازن كمفهوم ثم يذكر لماذا التوازن ضروري ومطلوب .
ونفس الصفحة (التعامل على أساس الكيف وليس الكم)
والكلام هو الكلام سابقا بحيث يضرب الأمثلة ليتعرف القارئ على معنى الكم والكيف . . .

في ص 62 : "حديث أنتم أصحابي، وإخواني قوم في آخر الزمان آمنوا بي ولم يروني، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم"
لم يُذكر مصدر الحديث .
الخاتمة : في نهاية هذه الجولة الممتعة في هذا الكتاب السهل الممتنع، لا يسعني إلا شكر الأستاذ الشيخ، على هذا الجهد الذي تعودناه منه في نشاطه و مساهماته في أكثر من مجال من أجل صناعة جيل إسلامي يحمل الوعي ثقافة والإيمان سلوكاً والمحبة مسيرةً، رفقاءَ معاً على طرق القرب التي سلكها الأنبياء والصديقون والصالحون والشهداء وحسُن أولئك رفيقا .

والحمد لله أولاً و آخراً


وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً كثيرا .

رد: الجلسة الحوارية لكتاب رفقاء على طريق القرب، للأستاذ علي الحجي


أبو المثنى صالح محمد الغانم


28/6/1432هـ



[1]انظر :الصفحة/20
[2] يعني بذلك الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (عليه الرحمة )
[3] انظر الصفحة : 23 و 24 .
[4] انظر الصفحة : 21 .
[5] انظر الصفحات : 23 ، 24 ، 30 ، 34 ، 42 ، 56 ، 57 ، 63 . من باب التمثيل لا الحصر .
[6] انظر عوالي اللئالىء للشيخ ابن أبي جمهور الأحسائي ج1/حديث رقم /266.وأيضا في : أمالي الصدوق رقم الحديث /345 وكذا في الخصال باختلاف يسير . وفي المجازات النبوية للشريف الرضي هكذا (هود وأخواتها قصّفن الأمم) ص152. وفي الوسائل و البحار وجامع أحاديث الشيعة للبروجردي وكذا وفي الغدير وعند غيرنا في الدر المنثور للسيوطي وجامع الترمذي الشمائل المحمدية وأيضا ذكره الحاكم في مستدركه 2/343 .
[7] انظر ص 30.

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس