أبو ذرّ الغفاري
اختلف في اسمه واسم أبيه، والمشهور المحفوظ: جُندب بن جنادة.
كان أحد السابقين الاَوّلين، قدم على النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - وهو بمكة فأسلم، ثم رجع إلى بلاد قومه بأمر النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ، فكان يسخر بآلهتهم.
وكان يتألّه في الجاهلية ويوحّد، ولا يعبد الاَصنام.
ولما هاجر النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ، هاجر أبو ذر إلى المدينة، وكان حامل راية غفار يوم حنين.
قيل: خرج إلى الشام في زمن عثمان، وقيل: بعد وفاة أبي بكر، وكان يقدم حاجاً ويسأل عثمان الاِذن في مجاورة قبر رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ، فيأذن له في ذلك (1). قال ابن أبي الحديد: والذي عليه أكثر أرباب السيرة، وعلماء الاَخبار والنقل انّ عثمان نفى أبا ذر أوّلاً إلى الشام.
وأصل هذه الواقعة: انّ عثمان لما أعطى مروان بن الحكم وغيره بيوت الاَموال، واختص زيد بن ثابت بشيء منها، جعل أبو ذر يقول بين الناس وفي الطرقات والشوارع: "بشر الكافرين بعذاب أليم" ويتلو قول اللّه عزّ وجلّ: "والذين يكنزون الذهب والفضة ..." .
ورُفع ذلك إلى عثمان، ثم جرت بينهما أُمور، فقال له عثمان: إلحق بالشام. فأخرجه إليها.
وكان أبو ذر يقوم بالشام فيعظ الناس ويأمرهم بالتمسك بطاعة اللّه، ويروي عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ما سمعه منه في فضائل أهل بيته - عليهم السلام - ويحضهم على التمسك بعترته.
ولما بنى معاوية الخضراء بدمشق، قال أبو ذر: يا معاوية إن كانت هذه الدار من مال اللّه فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهذا الاسراف. وكان يقول:
واللّه لقد حدثت أعمال ما أعرفها، واللّه ما هي في كتاب اللّه، ولا سنّة نبيه،
واللّه إنّي لاَرى حقاً يُطفأ، وباطلاً يحيى، وصادقاً يُكذَّب، وأثَرَة بغير تُقى، وصالحاً مستأثَراً عليه.
موسوعة أصحاب الفقهاء
القرن الهجري الأول
تأليف
مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام