الجزء الثاني من القصة
وشاكر لكم لردودكم الحلوة
الكثيرين آلذين كلمتهم عبر الهاتف أو قابلتهم وجها لوجه ما أبحث عنه لم آجد عندهم ما يشبع جوعي النفسي ويروي ظمآي الداخلي
سكتت قليلآ . . ثم تابعت : إنهم جميعا شباب مراهقون شهوانيون خونه كذبة مشاعرهم مصطنعة وآحاسيسهم الرقيه ملفقة وعباراتهم وكلماتهم مبالغ فيها
تخرج من طرف اللسان لا من القلب آلفاظهم آحلى من العسل .. وقلوبهم قلوب الذئاب المفترسه هدف كل واحد منهم آن يقضي شهوته القذرة معي ثم يرميني كما يرمي الحذاء كلهم تهمهم آنفسهم فقط
ولم آجد فيهم إلى الآن على كثرة من هاتفت من الشباب من يهتم بي لذاتي ولشخصي كلهم يحلفون لي بآنهم يحبونني ولا يعشقون غيري ولا يردون زوجة لهم سواي وآنا اعلم أنهم في داخلهم يلعنونني وشتمونني كلهم يمطرونني عبر
السماعة بآرق الكلمات وآعذب العبارات ثم بعد آن يقفلوا السماعة يسبونني ويصفونني بآقبح الآوصاف والكلمات
إن حياتي معهم حياة خداع ووهم وتزييف وكل منا يخادع الآخر ويوهمه بآنه يحبه وهنا قال لها الشيخ محمد : ولكن آخبريني مادمتي لم تجدي ضالتج المنشودة عند آولئك الشباب التائهين التافهين فهل من المعقول آن تجديها عندي !! أنا
ليس عندي كلمات غرأم ولا عبارات هيام ولا أشعار غزل ولا رسائل معطرة فقاطعته قائلة : بالعكس آشعر ومثلي كثير من الفتيات آن ما نبحث عنه هو موجود لدى الصالحين آمثالك إننا نبحث عن العطاء والوفاء نبحث عن الأمان
نطلب الدفء والحنان ونبحث عن الكلمة الصادقة التي تخرج من القلب لتصل إلى اعماق قلوبنا نبحث عمن يهتم بنا ويراعي مشاعرنا دون آن يقصد من وراء ذلك هدفا شهوانيا خسيسا نبحث عمن يكون لنا آخا رحيما وآبا حنونا
وزوج صالحاً آننا باختصار نبحث عن السعادة الحقيقة في هذه الدنيا نبحث عن معنى الراحة النفسية نبحث عن الصفاء عن الوفاء عن البذل والعطاء
فقال لها محمد والدموع تحتبس في عينيه حزنا على هذه الفتاة التائهة الحائرة : يبدو آنكي تعانين من آزمة نفسية وفراغ روحي وتشتكين هما وضيقا داخليا مريرا وحيرة وتيها وتخبطا وتواجهين مآساة عائليه وتفككا آسريا
فقالت له : آنت آول شخص يفهم نفسيتي ويدرك ما آعنيه من داخلي فقال لها : إذن حدثيني عنك وعن آسرتك قليلا لتتضح الصورة عندي آكثر
فقالت الفتاة : آنا أبلغ من العمر عشرين عاما وآسكن مع عائلتي المكونة من آبي وآمي وثلاثة آخوة وثلاث آخوات وآخوتي وآخواتي جميعهم تزوجوا الآ انا وأخي الذي يكبرني بعامين وأنا أدرس في الجامعة
فقال لها : ماذا عن آمكي ؟ وماذا عن ابيكي ؟ ؟
فقالت : آبي رجل غني مقتدر ماليا أكثر وقته مشغول عنا بأعماله التجارية وهو يخرج من الصباح ولا آراه الإ قليلا في المساء وقلما معنا والبيت عنده مجرد آكل وشراب ونوم فقط
ومنذ آن بلغت لم آذكر آنني جلست مع آبي لوحدنا آو انه زارني في غرفتي مع آنني في هذا السن الخطير في آشد الحاجة آلى الحنانه وعطفه آه كم آتمنى آن آجلس في حضنه وآرتمي على صدره ثن آبكي وآبكي وآبكي لتستريح نفسيتي
وهنا آجهشت الفتاة بالبكاء ولم يملك محمد نفسه فشاركها بدموعه الحزينه بعد آن هدآت آلفتاة واصلت حديثها قائلة :