أرخى الليل سدوله
وخلد الناس للنوم بعد ما اشتدّ الظلام
و شمعتي تنثر ضوءها
بلا خجل ولا وجلٍ
فالناس حولنا نيام
ورقصة الضوء تعلو تارة وتخبو تارة أخرى
ليَظرم شيئاً فشيئاً في القلب نار
ويملأ صدري بالسهام
مشيت .. بل حبَيتُ نحوها أطلب فرصتي
فالشوط طويل وقد يطول به المقام
كل شئ يُغريني لأن أكتب الشعر في لهفٍ
ففي الحشا جنين ينبض بشتى ألوان الغرام
كل شبرٍ في بدني يشكو الضمى
فما عساها ترويني قطر السما
إذا اشتدّ اقتراب اللذيذ إلى الفما
هاج وجدي ..
ولكن الشمع يأبى لئن يستجيب
غرق في الصمت وكأن في فمه لجام
فقلت مهلاً هل نحن في شهر الصيام
أم أني طلبت المكروه فحسبتيه حرام
حتى نطقت شمعتي ببعض الكلام
فتداعى ضوئها شيئا فشيئاً ثم نام
وصحوت من غفوتي فريداً بلا شمع
وكابوس حلم يجرح وحدتي دون احترام
أبو إيمان
المدينة المنورة
4/21
1432هـ