أصدر أكثر من خمسة وسبعين عالما من علماء الأحساء وأئمة الجمعة والجماعة وأساتذة الحوزة العلمية بيانا بينوا فيه ما يعتبرونه تكليفا شرعيا تجاه الأحداث التي جرت وتجري في الأحساء بعد المظاهرات التي شهدنها الأحساء فس الأسابيع الثلاثة الماضية وقد دعوا فيه العلماء إلى رص الصف ونبذ الفرقة وتعزيز وحدة المجتمع والأمة والتصدي لاحتضان شباب الأمة وتوجيههم بما يعزز غيرتهم على دينهم ووطنهم وسعيهم الإيجابي نحو تحقيق ما يصبو إليه المجتمع من حقوق.
واعتبروا أن ضمان الاستقرار في أي بلد ومجتمع هو سيادة قيم ونظام الحقوق فيه وعدم انتقاصها تجاه أي مكون من مكونات الوطن، وأن تلبية المطالب التي يتقدم بها المخلصون للمسئولين وعدم المماطلة فيها فإن التأخر لن يجلب إلا المزيد من الاحتقان والتوتر. ورأى مصدرو البيان أن المعالجة الجادة لتلك المطالب هي إحدى أولويات حماية الوطن وأن الاعتقاد بأن طرح علاجها في هذه المرحلة لون من ألوان استغلال الظرف لهو خطأ آخر يضاف إلى خطأ التأجيل. وطالب العلماء الإسراع بالإفراج عن جميع المعتقلين معتبرين ذلك يساهم في سيادة أجواء الحوار الإيجابي بين المهتمين بمعالجة هذه الإشكاليات والمشاكل.
وحيا العلماء المجتمع الأحسائي الذي تميز بتعدده المذهبي وتعايش أبنائه وسيادة قيم التعاون والتسامح بينهم، وتجاوزهم الكثير من الفتن الطائفية التي عصفت بالعديد من البلدان الأخرى وهي من المفاخر التي يعتز بها مجتمعنا الأحسائي، ودعوهم إلى المزيد من التواصل والتعاون بين أبنائه وأن يظهر الجميع احترامهم المتبادل وتفهمهم لهمومهم المشتركة والخاصة بكل فئة فيه والتناصر بينهم في الحق، والوقوف بوجه كل من يحاول تفتيت وحدتنا وتعايشنا من أي جهة كان.
كما توجه العلماء إلى الشباب الذين برز دورهم في هذا المخاض الخطير وأشادوا باهتمامهم بالهم الوطني الكبير وبحقوق مجتمعهم، وطالبوهم بأن يجعلوا المصلحة والحكمة والتروي في مساعيهم وأن يحرصوا على معالجة أمورهم بالتشاور مع العلماء والحكماء والوجهاء. وأن يساعدوا بصورة إيجابية في إنجاح المطالبات التي تقدم بها علماء ووجهاء البلاد إلى المسئولين الرسميين.
المصدر
شبكة راصد الاخبارية
http://rasid112.homeip.net/artc.php?id=43567