عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2011, 12:54 AM   رقم المشاركة : 14
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: نجدد الوفاء لأبي حكيم في ذكرى رحيله

رحم الله أبا حكيم.. وأسكنه في فسيح جناته..

لقد كان العامل والحكيم والودود مع الجميع..

أذكر سمة فيه يجعلنا كلنا ننحني له أجلالاً.. ويشعرك حقاً بأنه آية جليلة في هذه البلدة.. ولو علم الكثيرون بها لجعلوه مثالاً..

وهو كتمانه لمرضه سنوات طويلة وقد كان يعلم به قبل رحيله بثمان سنوات..

فما كان يدري به أحدٌ إلا عندما ظهرت علامات المرض عليه..


ولذلك أعد لرحلته عدته.. فهو رئيس المهرجان، وكانت قيادته متميزة جداً، وفريدة لم نرَ إلى الآن نظيراً لها.. وكان يريد أن يعتاد الناس أن يروا غيره في إدارة المهرجان كي لا يتفاجئوا برحيله..

هذا يذكرني بالكثير من النشاطات التي كان يقوم بها الشهيد الصدر ويخطط لما بعد رحيله..

وقد كنت أريد شراء أرضٍ وكلمت عمي فضيلة الشيخ رستم أن يقوم بمفاتحته في الموضوع.. فقبل، ولكن وضع مدة قصيرة لسداده.. وما كنت أدري سبب ذلك، إذ قلتُ في نفسي ما أعجله.. قبلت بذلك، ولكن لم أوفق للأرض فأخذت مبلغاً أقل من ذلك لحاجتي أليه، وبعد أقل من عامٍ ظهرت علامات مرضه المؤسف.. فعرفتُ عندها إصراره لسداد ذلك المبلغ.. فأذهلني كتمانه وعدم ظهور ذلك عليه، خاصة وأن مثل هذا المرض يصعب على المرء كتمانه، وحقيقة لا أجد نفسي بذلك المقام.. وقد رأيتُ كثيرون جزعوا بسببه..

كثيرون من يمرضون إلا أنهم لا يعرفون أن ذلك المرض هو الذي يتوفون بسببه إلا عندما يجدون ضعف حالهم.. أما هذا المرض القاسي فإنه ما إن تظهر علاماته إلا ويعني اقتراب المرء من أجله.. إلا من رحم ربي.. وهذا ليس للقنوط فأنا أعرف بحدود الخمسة أشخاص تماثلوا للشفاء تماماً من هذا المرض أحدهم قبل سبعة عشر عاماً والآخر قبل عشر سنوات أو أكثر تقريباً وهما يتمتعان الآن بصحة وعافية.. إلا أن نوع هذا المرض الذي يصيب الدم فالله العالم به..

فشعرت بعظمة وهيبة ومقاماً جليلاً يتمتع به أبو حكيم.. لا أجد عبارة مناسبة تفيه حقه.. ولذلك أقول مع إحساسي بالعجز.. السلام على ذلك القلب الكبير.. والإيمان الراسخ، والبصيرة النافذة..

واعتذر لإطالتي واختمه بالفاتحة قبلها صلوات.. ( اللهم صل على محمد وآل محمد)..

 

 

باقر الرستم غير متصل