[أول الغيث]

اقتباس وإلا ان المطالبات ليس بهذه الطريقه

باعتقادي أن التعبير عن الرأي ،، وإبراز التطلعات .. والمطالبة بالإصلاحات .. حق مشروع ومكفول لكل إنسان

خصوصاً عندما يكون بهذه الطريقة السلمية التي لم تتجاوز الكلمة ،، أو الورقة والقلم

ولا يحق لأي من كان .. أن يمنع أي شخص ويسلب منه هذا الحق ،، سواء بصفة شخصية أو رسمية

فالحقوق الإنسانية الأصيلة .. لا تحددها أو تتحكم فيها أي مواثيق أو أنظمة أو قوانين "وضعية" ..

للأسف سياسة تكميم الأفواه ومصادرة الآراء ،، والقيام بسلسلة الاعتقالات التعسفية المتوالية

والضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه الانتقاد ،، أو المطالبة بالحقوق أو الإصلاحات ،، حتى لو كانت بسيطة وتافهة

كوّنت لدى أفراد المجتمع على مر السنين .. ثقافة خاطئة عن مفهوم النقد والمطالبة بالحقوق

لدرجة أن الكثير اليوم بات يعتقد يقيناً ،، ويؤمن إيماناً تاماً ،، بأن الانتقاد أو المطالبة بالحقوق

ما هي إلاّ تصرفات رعناء في حقيقتها ،، واعتداءات آثمة على النظام والسلطة

بل إنها تعتبر أحد أشكال التمرد و الخروج على الحاكم !!!

وعلى إثر ذلك .. فإن اللوم كل اللوم يقع على المواطن المسكين ( اللي طالع فيها )

جرّاء ما اقترفت يداه من ذنوب ومعاصي ،، من خلال مطالبته بحقوقه !!!

اقتباس يضر نفسه واللذين حوله اكثر من نفسهم

برأيي أن النظر إلى هذه النقطة ،، من هذه الزاوية الضيقة ،، هي نظرة قاصرة

فهذا الضرر .. ( إن جاز لنا تسميته بالضرر ) هو المهر الذي يجب تقديمه في سبيل نيل الحقوق

لأن السكوت والاقتصار على البكاء والرثاء وندب الحظ

و الشكوى والتذمر والتظلم لدى النفس والأصدقاء والأقارب ،، وتبادل المقولات والشعارات المخدرة و المثبطة

وإشاعة ثقافة انتظار الفرج ،، وتسليم الأمر لله ،، مقابل النوم و عدم التحرك والمبادرة بالقول أو الفعل

لن تسترد للمجتمع أي ذرّة حق ،، ولن تحقق له أتفه مطلب..