<div align="center">شاكره لك استاذي العزيز التواصل المثري وهذا هو ما عودتنا عليه واليو أتيت لكم بجديد عما قيل فيه..
أبو المغيث الحسين بن منصور الحلاج ، شهيد العشق الإلهيّ ، والطير الذي ما اتسعت له سماؤه
فأطبقت على أقمارها ، ليفوحَ الظلامُ من فتائل أسرجة بني التعصب ، وتكتنز سيوفهم بالدم المراق من جسد الحرية /حرية الفكر والاعتقاد ..
رجلٌ ما زالت أوصالُه تشهد على بؤسنا ، وطيوره الملونة / بناتُ فراديسه ما زالت تحطّ على
أكتاف مريديه الهائمين على ضفاف دجلة في انتظار بعثه القريب ..
أحبّه الله فعجّلَ في تمكين اعدائه منه ، ليقتلوه ويصلبوه ويحرّقوا صلصاله ذا الأجنحة ، وبذا اقتربَ العاشقُ من معشوقه ..
وأحبه مريدوه للحدّ الذي تلبسوهُ فقاسمهم الخبزَ والحزنَ و الركائب ..
ومن هؤلاء المستشرق الفرنسي ( لويس ما سينون ) الذي وسِمَ بأنه توأم الحلاج لكثرة ما كتب عنه بعاطفة جياشة ، وتعاطف مبين مع مأساته الخالدة ..
الحلاج الذي نُشرَ عطرُ دمهِ على كلّ الكواكب و المجراتِ ، وغنته النيازكُ والأقمار ، ما توانى عن إشعال حرائقه الخضراء حتى على ثلوج اسكندنافيا البيضاء ...
إذ نجد عاشق الحلاج الثاني الشاعر السويدي (أنغمار ليكيوس) يقولُ في ديوانه (المسلك الصاعد) :
أيها الجدي الوحشي !
فجرٌ في بغداد، وشمس ملتهبة
ها هو حسين بن منصور الحلاج
يسمو في معراجه الليلي .
انتهت المحاكمة
والحلاج يقدم خارطة لفوضى الحقائق .
من بوابة سجن يخُرج الزاهد ،
ضاحكا تحت وَابل حجارة، راقصا في أغلاله.
غنيمة بلا عدالة .
أنظر إلى ذلك الممتلئ بالله ، وهو يعرض ِودّا
في الأسواق !
أنظر كيف يشق طريقه وسط علماء متجادلين
وبين متفرّجين متلهفين
وجلادين متحمسين
بينما يتصّاعد الغبار رَحمة.ً
يا سّر الأسرار!
أيها الحلاج ، يا من ذهبت من مكة
إلى كَشكَر، من بهروج إلى القدس
ها أنت تقف أمام البعد الخامس
فالكعبة في أعماقك .
(سيطير قلبك مثل نيزك
حجراً أبيض وشرارة فردوس )
ظل المؤذن النحيف يتهاوى عند ساحة المدينة .
أوصالُك تقطع أربا أربا وأنت تغسلها
في دمك قبل صلاة العصر.
حين تغدو الشمس في سمت السماء
سوف تكون أنت على الصليب ،
شجرة الإبادة التي تمد فروعها مثل البرق
شجرة(اللوتس) التي لا ينطق بإسمها .
وعلى الأرض يمسك السياف بسيفه
فيسقط رأسك متدحرجا
ويستقر وجبهته على الأرض : الله أكبر!
وتسّود الشّمس ويقذفُ الظلام شراره
وتعانق الحسين بن منصور ألسنة لهيب لا إسم لها
وقد حول نفسه إلى هشيم
خط معطر.
وفى حين يتبدّد الرّماد من المئذنة
تصدح صيحة من الغيب :
أحد أحد …
أحد ...
وها نحن المصلوبين على خشبة ازمنتنا الرديئة نحلجُ بواطننا فلا نغزلُ إلا هباءنا الكثيف ..
يا لبؤسنا منذ أن غادرنا الحلاجُ دونَ أن نتعلم سرّه الباتع ، أو نرثَ كراماته التي لم تغب عنها الشمس ...</div>