الزاهد الراغب
كفى حَزَناً أني أُناديكَ دائباً =كأني بعيدٌ أو كأنَّكَ غائبُ
وأطلبُ منكَ الفضلَ من غير رغبةٍ =فلم أرَ مثلي زاهداً وهو راغبُ
<****** type="****/**********">doPoem(0)******>
الإفاقة من غلبةِ الحال
أُقتلوني يا ثقاتي =إنَّ في قتلي حياتي
ومماتي في حياتي =وحياتي في مماتي
أنا عندي محو ذاتي= من أجلِّ المَكْرُماتِ
و بقائي في صفاتي =من قبيحِ السيِّئاتِ
سئمت روحي حياتي =في الرسومِ البالياتِ
فاقتلوني واحرقوني =بعظَلِّي الفانياتِ
ثم مرُّوا برُفاتي= في القبورِ الدارساتِ
تجدوا سرَّ حبيبي =في طوايا الدَّارساتِ
<****** type="****/**********">doPoem(0)******>
وصف موعد حبِّ صوفي
لي حبيبٌ أزورُ في الخلواتِ =حاضرٌ غائبٌ عن اللحظاتِ
ما تراني أصغي إليه بسري =كي أعي ما يقولُ من كلماتِ ؟
كَلِماتٍ منْ غيرِ شَكلٍ ولا ونُطـــقٍ =ولا مثلِ نَغمةِ الأصواتِ
فكأني مُخاطَبٌ كُنْتُ إيا هُ= على خاطري بذاتي لذاتي
حاضرٌ غائبٌ قريبٌ بعيدٌ =وهوَ لم ْ تَحوِهِ رسومُ الصفاتِ
هوَ أدنى من الضميرِ إلى الوهــمِ= وأخفى من لائحِ الخطراتِ
<****** type="****/**********">doPoem(0)******>
القرب والبعد واحد
فما ليَ بُعْدٌ بَعدَ بُعِدِكَ بعدما =تيقَّنتُ أن القربَ والبُعدُ واحدُ
وإني ـ وإن أُهجِرتُ ـ فالهجرُ صاحبي =وكيفَ يصِحُّ الهجرُ والحبُّ واحدُ
لك الحمدُ في التوفيق في بعضِ خالصٍ =لعبدٍ زكيٍّ ما لغيركَ ساجدُ
<****** type="****/**********">doPoem(0)******>
انفرادُ الروحِ بالحبيب
أنتم مَلَكتُمْ فُؤادي =فَهِمتُ في كلِّ وادِ
ردُّوا عليَّ فؤادي= فقدْ عَدِمتُ رُقادي
أنا غريبٌ وَحيدٌ =بكم يطولُ انفرادي
<****** type="****/**********">doPoem(0)******>
محاورة قلبية
رأيتُ ربِّي بعينِ قلبي =فقلتُ : مِنْ أنتَ ؟ قالَ : أنتَ !
فليس للأينِ منكَ أينٌ =وليسَ أينٌ بحيثُ أنتَ
ففي بقائي ولا بقائي =وفي فنائي وجدتُ أنتَ
في محو إسمي ورِسمِ جسمي =سألتُ عني فقلتُ : أنتَ
أشارَ سرِّي إليك حتى =فَنِيْتُ عنِّي وَدُمتَ أنتَ
وغابَ عني حفيظَ قلبي =عَرفتُ سرِّي فأينَ أنتَ
أنتَ حياتي وسرُّ قلبي= فحيثما كنتُ كنتَ أنتَ
أحَطتَ عِلماً بكلِّ شيءٍ =فكلُّ شيءٍ أراهُ أنتَ
فَمُنَّ بالعفوِ يا إلهي =فليس أرجو سواكَ أنتَ
<****** type="****/**********">doPoem(0)******>
.
.