لــ ..
سيد الرحيل فيني ..
لا أعلم هل أقول لكَ يا سيدي ام يا يتمي يا أنا .
ضعني بأي خآنه لكن لا ترمني بعيدة عنك , عن قبركَ وجنتكَ ..!
؛
يامن وضعت لي هذه بحياتي , ها أنا الآن أضعها لكل من حولي والمسافة أكبر من قبر بيني وبينهم
ما فائدة عصفورة مسجونة بقبر أن تكون بينهم , ولا تجيد إلا عزف الدموع ..!
هل تريد أن أحكي لكَ عن أمي وأستيئها من حزن وحدتي خوفي قلقي والغربة ...!
ترفض أن أعود
أنا أصر
ابي يقف بجانبي وكأنه يعرف بكل ما يحدث لي , كأنه يعرف بأمركَ ..
وأخيراً أمي رضخت لدموعي وتوسلاتي و مرضي
وها هي اليوم تعد لوازم غربتي ودموعها تجري كالمطر ..!
هل قلت مطر ؟!
ياااه كم أشتاق له كثيرا وأنا بين يديكَ نرقص كالطفولة والحب والموت .
أغمضت عيني كي لا أرى دموع أمي , كما اغمض عيني عن حقيقة رحيلكَ ..!
واختفيت تحت دثاري حتى ساعة الغربة .
لبست على عجل , اغلقت باب غرفتي دون نظرة اخيرة
واختفيت بضباب الغربة .
ووصلت , أحتضنتها بكل شوقي إليكَ , صرت اجول بكل الطرق بحثاً عنكَ وعينيك و شيء منكَ يحملني إليك ,
لكن لم ارى سوى ذكرى تحرقني ..!
قل لي يا أنا : كيف أعود لشقتي ,
كيف اجلس في شرفة قد ملئتها لي بورود الياسمين
كيف سأصحو صباحاً دون صوتكَ يغني لي صباحكِ أنا يا حلوتي
كيف سأمضي لجامعتي دونكَ
كيف اعود لكل شيء لأمسكَ كيف ؟!
؛
جائني صوتها كالريح عاصف وقوي , مما صنع الله قلبكِ يا ابنتي ؟
شهر مضى ولا اسمع صوتكَ أو همسكَ لي
كيف تشعرين وانتِ تهجرين قلبي وقلب أبيكَ المتيم بكِ ؟!
أي موت تريد ان ترزقنا به طفلتنا الصغيرة ؟
ويوسف الذي ما برح يطرق بابنا كل حين يسأل متى تعودين ؟ بماذا نجيبه ؟
أسالة تترى ترمى كالسهم على رويحنا يا أبنتي , ولا نملك جواباً .
أي موت تأثثينة هنا بالغربة ؟
هذا السؤال من أمي ألجمني يا أنا ...
ليتني استطعت ان أقول لها أثث موتاً كموتكَ و حزنكَ وغربتكَ ... وقبركَ !
لكني لذة بالصمت والدمع يغسل وجهي .
آسفة يا امي أسفة ياجنتي وناري أسفة يا حبيبه ..
؛
هذا المساء ..
أرتديت فستان أبيض , وطوق ياسمين على شعر رأس المنسدل على كتفي
أشعلت الشموع , وأنتظرتكَ تأتي ...!
لم يبزغ الفجر إلا وأنا محاطة بملائكة يهتفون بأسمي كي أصحو من بكائي ...
ولم تأتي ...!