[أول الغيث]

خلال بضع سنوات فقط حدثت طفرة أو قفزة ( ثقافية – فكرية – تكنولوجية ) هائلة غيّرت الكثير من معالم الحياة المعاصرة

وعلى إثر هذا التحوّل السريع نستطيع تقسيم هذه الفترة الزمنية التي نعيشها اليوم إلى مرحلتين متباينتين

المرحلة الأولى كانت فيها وسائل الإعلام والاتصال ،، ومصادر المعلومات والمعرفة محدودة

وعليه كانت تطلعات الشباب واحتياجاتهم ،، والخانة التي يشغلها الخطيب في علاقته بالمتلقي

مختلفة كثيراً عن عصرنا الحاضر ،، فبالأمس كان المستوى الفكري والمخزون الثقافي الذي يتميز به خطيب المنبر

والأسلوب المستخدم في الخطابة مناسب للمتلقي الذي يختلف كثيراً عن متلقي اليوم .


اليوم فئة الشباب هي الفئة المستهدفة و المتلقي الرئيس و الأبرز لما يطرحه المنبر،، و بما أن جميع حقول العلم والمعرفة بآفاقها المختلفة

في متناول الجميع و تحت سيطرتهم ،، فأن فئة الشباب اليوم تضم نسبة كبيرة من الجامعيين والمتخصصين والمثقفين ،، وعلى الخطيب أن يرتقي بخطابه

وطرحه لمستوى عقولهم و تفكيرهم ،، فتحديات الواقع تفرض عدم الاكتفاء بالنمط الكلاسيكي للخطاب المنبري

و على الخطيب أن يحاول قدر الإمكان التزود من العلوم والمعارف ،، بل لا يمنع من أن يتزود الخطيب بما يؤهله ويمنحه المزيد من القدرة على التواصل مع الجماهير

والتعامل مع الأنماط الشخصية المختلفة ،، كعلم النفس والاجتماع وغيرها ،، إضافة إلى تطبيق فكرة " المنبر التفاعلي " الذي يعتمد على مناقشة المتلقي للخطيب أثناء المحاضرة ..


وحقيقةً بالإضافة إلى حاجتنا إلى لجنة محلية للقراءات الحسينية ،، فإننا في حاجة إلى مؤسسة متكاملة تقوم على أسس معينة

و تسير وفق آلية وخطة مرسومة بطريقة جيدة ،، و تُعنى بالمنبر والخطاب الحسيني وكل ما يتعلق بها .


السيد منير الخباز أحد الخطباء القلة الذين استطاعوا أن يواكبوا عجلة التطور و التقدم في تقديم خطاب واقعي منوع

لا يزال يجتذب المزيد من الجماهير من مختلف التوجهات الفكرية . وهذا لم يكن ليكون لولا حرص السيد على تطوير ذاته أولاً

وبذل المزيد من الجهد في تلمس الواقع والإعداد الجيد للمحاضرات والمواضيع المناسبة للطرح ثانياً .


أتفق معك أخي زكي مبارك في أن يكون للمتلقي دور كبير في اختيار المحاور والمواضيع المطروحة في هذه المناسبة

و أن يتم الإعداد لها قبل فترة كافية ،، كما أتمنى أن تردم الهوّة بين الجمهور والقائمين على جلب الخطيب

وأن تتسع الصدور للنقد البناء والآراء المختلفة ،، فالخطيب كما تفضلتم ليس شخصية ملكوتية فوق مستوى النقد ،،



وسط النخيل ،، أصحاب القدر ،، علي رضا ،، زكي مبارك

شكراً لتفاعلكم وحضوركم الكريم