عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2010, 10:27 PM   رقم المشاركة : 16
سلمان الفارسي
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير






افتراضي رد: لاتدركه الأبصار


بسم الله الرحمن الرحيم

رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

قال الشاعر أبونواس الحسن بن هاني:
فقل لمن يدّعي في العلم فلسفةً ... حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء

لست أدري بماذا أبدأ قولي هذا ،فقد جاء بها شوهاء ولم يرقب قولي ،ويحسبني أرد عليه طلبا للجدال،ولكنني –علم الله –مافعلته إلا صيانة له عن أن يدخل كساع إلى الهيجاء بدون سلاح ،وكم ألفيته يقع في أخطاء غير أني أغضي ،وأحمل نفسي على ما حمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه عليه ،قال تعالى واصفا رسوله: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ }التحريم3،فثمة أخطاء علمية وثمة أخطاء نحوية وثمة أخطاء أخلاقية ،وكنت أحسبه ممن إذا نصح انتصح ولكنه أبى إلا أن يركبها جموحا فتقحمت به المهالك وهو يحسب أنه يحسن صنعا .
ولو تتبعته في كل ماوقع فيه لألفيتني أسود أسطرا كثيرة ،ولكن ليس من غرضي أن أرده وهو حسير ،وإنما غرضي أن أنبهه على ما أسرف فيه على نفسه ،ولا يحسبني قد فعلت ذلك من تلقاء نفسي فقد والله سألت بعض العلماء فوجدته يقرني على ما أقول ،ولقد ظن أخي العزيز أني أذوده عن أن يرد حياض القراءة في هذا العلم ،وليس هذا أردت وإنما أردته أن لايعطي أحكاما فيه فتلك سبيل لم يبلغ أن يلجها ،وقد سألت العلامة الشيخ علي الدهنين فقلت له:من الذي يجو ز له أن يرتكب الأحكام في علم الرجال ،ويحكم بضعف أوبصحة ،أوبتوثيق أوبتضعيف؟فقال لي :لايجوز هذا إلالمجتهد أوفاضل!!!وقلت له:أو كان السيد الخوئي قدس سره يعتمد كل توثيق النجاشي والكشي ،فقال لي :لا بل له اجتهاده ،وسمعت من العلامة الجليل السيد مصطفى جمال الدين رحمه الله في محاضرة له يقول مامعناه:إن السيد الخوئي قدس سره كان يدعو إلى الاجتهاد في علم الرجال فمن سبق من العلماء ليسوا بمعصومين فقد تغيب القرينة الدالة على ضعف أو وثاقة أحد الرواة ويكتشفها عالم متأخرعنهم .أقول:فبحسبك نظرة سريعة في مقدمة معجمه قدس سره وفي معجمه فإنك تجد صدق هذا الكلام .

وأنا بعد قد نقلت قولا للمولى رفيع بن علي الجيلاني وهو عالم يعرفه أهل الاختصاص ولا أقول أنا أقول ثم ألفيته يرد بقول للعالم الجليل الشيخ الوحيد وهو يسألني عن الاعتماد في التصحيح على الأعلام كأن القول قولي وهو لايعلم أنه إنما رد على العالم قوله ،فللعالم ا لوحيدالحق في ذلك وهو أهل ولكن هل هو كذلك ،ثم إن الشيخ الوحيد لم يقل بالركون إلى توثيق كل توثيقات النجاشي أو الكشي أو الطوسي وقد فهم هو هذا بل المورد المذكور هو محل توثيق الشيخ النجاشي فالاختلاف محتمل إذن ووارد .
وكلام العلامة السبحاني إنما نقلته لأشعره بأن في علم الرجال دقائق ونكات وهذه إشارة لكنه لم يدرك ما أردت فذهب يشرح لي كلام الشيخ ،وكيف يدرك ذلك وهو يقول:أنا !!!ويقول :نحن ،وما أعظمه من حجاب!!!.
وبنقله لكلام العلماء وقد اختلف قول بعضهم مع قول من نقلت عنه أثبت –من حيث لايدري-أن علم الرجال محل اجتهاد العلماء وإلا لما اختلفوا فيه ،فهل يظن أن مبانيهم واحدة ويقلد اللاحق منهم السابق على كل حال ؟؟!!لاوالله ليسوا كذلك بل اختلفوا ،فليرمق ببصره ولينظر صدق ماأقوله في المظان ،وهذا أمر وجداني لايحتاج إلى تنقيب فهو ليس بخبيءولن أطيل بالنقل فحسب الحر إشارة فإنها تغنيه عن العبارة.
وقد قال لي في آخر قوله: ولا تظن أني لا أرجع إلى أهل التخصص في هذا المجال.
فأقول:كيف لا أظن بك ذلك وأنت تلقي الأحكام من تلقاء نفسك ،فتقول :أنا!!!وتقول:نحن ،وتبطل دون دليل ،وتعمم دون استقراء ،وتوثق دون إجازة ،فتلك لعمر الله الداهية الدهياء ،ولوكنت كما تقول لاستندت إلى ذكر اسم من رجعت إليه ،ولست أعني بالرجوع الرجوع إلى الكتب ،بل الرجوع إلى كُتَابها ،أما الرجوع إلى الكتب فتلك مبتذلة لكل أحد لا فرق بينك وبين غيرك ،بل ربما كان غيرك بها أدرى ،ووالله لقد أجهدتني عجبا منك أيها العزيز!!.
أعود فأقول لك:إن المتتبع لسير العلماء الصالحين ليعجب من هضمهم لأنفسهم ،واستصغارهم لأقدارها تواضعا لله وللعلم ،فتحسبه من صغار الطلبة وقد ملأ الدنيا دويا بعلمه ،وكم جلست إلى بعض أهل العلم فوجدته يتواضع لبعض من حوله كأنه من العامة ،فكيف بك أنت وأنت لم تبلغ في العلم أرنبة أنفك .
وتقول:والمتوجب عليه عرض التصحيح على متخصص فإن كان فيه خطأ عندها يتوجب عليه الرد علي!!.
وأقول:إنما أرد عليك ابتداء لأنك –وقد علمت حالك وأنت بحالك أعلم-لست من أهل هذا العلم فكيف أعرض تصحيحك على متخصص والمتخصص يقول لي لايصحح إلا مجتهد أوفاضل !!!فلو قلت لك إن حكم كذا في الفقه هو كذا ،أوتعرض قولي على فقيه ؟أم تقول لي :من أنت حتى ترتكب الفتوى؟فاحذر أن تكون ممن قال الله تعالى فيه:{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي}القصص 78.
وإني لم أضطر للكتابة والرد إلا حينما وجدتك تصر على زعمك ،وتحملنا على قولك كأنك من ذوي الاختصاص.وقد نقلت كلاما للعلامة السبحاني وعجبي منك أنك لم تلفت له وهو رد عليك فمن فمك أدينك وقد ذكر سماحته حفظه الله مايجب على المستبط الباحث في سند الرواية من أمور وأنت خلو منها كما أعرفك أو تعلم منها مالايطفئ الظمأ ولايرد الغلة والعلم بها تامة هو شأن المجتهد أو الفاضل لا شأن الذي يقرأبنفسه على نفسه فيجيزها !!!، فتنبه رعاك الله وحفظك .
فالله الله لاتخرج عن عهدي بك ،واقبض على نفسك قبل أن تقبض عليك ،ووالله إن لك في نفسي لمودة لولاها لألفيتني ألقي حبلها على غاربها كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه.وإن كنت ممن يبغض النصح فلتجدني أعرض عن نصحك لكنني على مضض أفعل ذلك .وفقت لمرضاة الله ومحبته .
والحمد لله رب العالمين.

 

 

سلمان الفارسي غير متصل   رد مع اقتباس