عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2010, 01:38 PM   رقم المشاركة : 1
طالب المريدين
الأستاذ الشيخ علي الحجي
طالب علم ومربٍ فاضل






افتراضي حكاية العودة إلى الذات في رحاب المصطفى أحمد صلى الله عليه وآله

حكاية العودة إلى الذات في رحاب المصطفى أحمد صلى الله عليه وآله



حِكَايَة الْعَوْدَة إِلَى الْذَّات فِي رِحَاب الْمُصْطَفَى صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم


قَبْل الْبَدْء


حِكَايَتِي هَذِه : عَوْدَة إِلَى الْذَّات ... هِي جَوَاب لَطَالَمَا أَنْتَظِرُه هَذَا الْشَّاعِر وَهُو أَحَد رُفَقَاء الْدَّرْب حِيْن خَاطَبَنِي فِي
قَصِيْدَتِه الْطَلَاسِم


مل يَا اسْتَاذ مِن طُول الْرِّوَايَة


آَه مَا أَحْلَى مِن الدَّرْب الْنِّهَايَة

كُلَّمَا سِرْنَا بِه قُلْت الْبِدَايَة

أَلِهَذَا الْدَّرْب آخر .... لَسْت أَدْرِي









(صَادِق الْعَبَّاس)

بِدَايَّة الْحِكَايَة :-

بَدَأْت فِي رِحَاب الْمُصْطَفَى صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم أَوْلِيَاء الْنِّعَم وَعَنَاصِر الْأَبْرَار وَإِن كَان الْتَّوْفِيْق قَد احَاطِنِي عِنْدَمَا كَتَبْت رُفَقَاء عَلَى الْطَّرِيْق فِي حَرَم مَوْلَاي الْرِّضَا عَلَيْه الْسَّلام فَلَابُد مِن عَوْدَة جَدِيدَة فِي رِحَاب الْمُصْطَفَى أَحْمَد فَهُو الخير وَالْفَيْض كُلِّه ...

لَحْظَة الْإِضَاءَة :
كَان الْقَرَار بَادِيْء ذِي بَدْء آدَاء الْعُمْرَة لِلَّه تَعَالَى فَقَط وَلَكِنَّهَا الْرَّحْمَة الْمُهْدَاة لِلْعَالَمِيْن لَايُمْكِن أَن تَتْرُك الْمُضْطَرِّيْن فَلَابُد مِن نِدَاء لِهَذِه الْذَّات ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ ) و ( لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ , لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ )

مَاذَا حَدَث لَيْلَة الْجُمُعَة فِي حَرَمِه الْشَّرِيف ؟

لتراكم التَّقَصِيْرَات كُنْت أَسِيْر عَلَى إِسْتِحْيَاء عَلَى قَدَمَي الْخَوْف وَالْرَّجَاء وَلَابُد أَن يَسْبِق الْرَّجَاء إِلَا أَنَّه مَن الْطَّبِيْعِي أَن لَا أُطِيْل الْوُقُوف أَمَام قَبْرِه الْمُقَدَّس .
لَأَتَوَارِى سُوَيْعَات بَيْن أَرْوِقَة الْحُرُم عَن نَاظِرَه الْرَّحِيْم (وَلا توَارِي) , إِنَّمَا أَرَدْت أَن أُثِيْر كَوَامِن تِلْك الْرَّحْمَة فِي ذَاتِي وَإِلَا فَإِن رَحْمَتَه مُسْتَغْرَقَة فِي الْكَوْن كُلِّه مِن أَقْصَاه الى أَقْصَاه .
فَهَل مِن الْمَعْقُوْل أَن لاتَسْتغْرّق مَا أَحْمِلُه مِن هُمُوْم فَلِذَا آَوَيْت مَعِي أَبْنَائِي وَرِفَاقِي فِي زِيَارَتِهِم عَلَيْهِم الْسَلَام ثُم فِي دُعَاء كُمَيْل لِيُبْتَدأ أَبْنَائِي الْإِنْطِلاق إِلَى الْمُصْطَفَى صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم كَمَا سَيَتَبَيَّن .

أَمَّا أَنَا فَقَد بَقِيَت مَع الرِّفَاق فِي حَدِيْث فِي رِحَاب الْزِّيَارَة الْجَامِعَة فَاخْتَرْت ثَلَاث عِبَارَات جَلِيْلَة بَدْءا مِن أَوْلِيَاء الْنِّعَم إِلَى وَبِكُم يُنَفِّس الْهَم وَإِنْتِهَاء بـ وَأَصْدَق وَعْدَكُم .

وَالْحَق يُقَال : أَنِّي هُنَا أُمَارِس دَوْر الْمُرَاوِغ الْجَرِيء الْمَكْشُوف الْحَال تَمَامَا أَمَام سَيِّد الْمَلَكُوْت احْمَد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم , نَعَم بَدَأَت الْتَّحَرُّك عَلَى هَذِه الْحَقَّائِق الثَّلَاث فَانّا طَالِب الْنِّعَم وَتَنْفِيس الْهَم وَالَوْعْد الْجَدِيْد وَأَي نَعَم أَعِنِّي هُنَا ؟

لَاشَك أَنِّي أَعِنِّي كُل الْنَّعَم وَكُل الْخَيْر الَّذِي لَا أُرِيْد أَن يصلني إِلَا مِن خِلَال سَيِّد الْمَلَكُوْت أَحْمَد .

وَإِلَا كَيْف سَأَفْهَم مَعْنَى أَوْلِيَاء الْنِّعَم ؟؟ وَمَايصِل على أَنْحَاء هُنَا , إِمَّا ظَاهِر مَكْشُوْف أَو بَاطِن مَسْتُوْر وَبَعْضُه مُتَدَرِّج وَآَخِر يُفَاجِيْء وَلايَتَوَقّع مَن الْمُصْطَفَى صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه إِلَا الْمُفَاجَآت وَالْبِشّارَات وَلَا أُخْفِي أَنَّنِي قَدَّمَت لِهَذَا الْبُعْد الْشَّرِيف مُقَدِّمَة:
إِذ أَنَّنِي فَاجَأَت مِن آَوَيْت مَعِي إِلَى سَاحَة الْمُصْطَفَى إِذ لَم أُخْبِرَهُم إِلَا فِي مَكَّة بِأَنَّنَا سَنَذْهَب إِلَى الْمَدِيْنَة قَاصِدِيْن سَيِّد خَلَق الْلَّه تَعَالَى و وَلِي نِعَمَه ... وَهَل مِن الْمَعْقُوْل أَن أَقْصِدُه بِهِم وَلايَقَصُدْنِي ببشرياته فَقُلْت لَهُم عِبَارَة وَاحِدَة ( أُّنْسِبُوا مْاسَيَظَهر مِن خَيْر وَإِسْتَجَابَة لِلْمُصْطَفَى صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم , وَحَتَّى لَو تَأَخَّر فَلَعَل الَّذِي أَبْطَأ عَنِّي هُو خَيْر لِي لَعَلِمَه بِعَاقِبَة الْأُمُوْر ).

الْحَقِيقَة الْثَّانِيَة :-

وَبِكُم يُنَفِّس الْهَم , فَأَي هُم هَذَا .؟ وَالْحَال أَن الْعِبَارَة فِيْهَا إِطْلَاق أَي وَبِكُم يُنَفِّس كُل الْهُمُوم ..
هُنَاك هم مُتَوَلِّد مَن الْمَعَاصِي
هُنَاك هم نَاشِيْء مِن الْغَفْلَة
هُنَاك هم نَاشِيْء مِن الْتَّأَمُّل وَالتَّذَكُّر لِصُوَر الْذُّنُوب وَالَّتِي مَحِلُّهَا فِي عَالَم الْمَلَكُوْت
فَالْهَم الْأَخِير لايُنَفْس إِلَا إِذَا بُدِّلَت تِلْك الْصُّوَر إِلَى حَسَنَات .
وَالْمُعَادَلَة وَاضِحَة فَمَن اعْطَاهُم الَلّه تَعَالَى قُدْرَة لِتَنْفِيس الْهُمُوْم لَابُد أَن يُعْطِيَهُم قُدْرَة عَلَى تَبْدِيْل تِلْك الْصُّوَر فَمَن أَقْبَل عَلَى الْمُصْطَفَى أَحْمَد سَيِّد الْمَلَكُوْت سَوْف يُحَقَّق لَه ذَلِك ..

وَالْخُلَاصَة أَنَّه عَلَى قَدْر أَهْل الْعَزْم تَأْتِي العَزَائِم وَكُلَّمَا حَمَلَت هُمُوْمَا أَكْثَر سَوْف تنفس سَوْف تنفس
إِلَا ان أَشْرَف هَذِه الْهُمُوْم هُو مَاتَعَلّق بِهِم مِن أَجْلِهِم وَمِن اجْل خِدْمَتِهِم ...
وَهْنَا مُحَاوَلَة أُخْرَى مَكْشُوْفَة الْمَعَالِم خَاصَّة أَن الْتَّعْرِيْف بِهَذِه الْحَقَائِق هُو خِدْمَة أَيْضَا
وَحَال كَاتِب هَذِه الْسُّطُوْر أَشْبَه مَايَكُوْن بِحَال الْأُبَن الْأَكْبَر لِيَعْقُوْب الْنَّبِي عَلَيْه الْسَّلَام ... الَّذِي أَخَذَه الْخَجَل مِنْه مَأْخَذَه فلم يَقْتَرِب مِن أَبِيْه إِلَا انَّه وَاصِل الْخِدْمَة مِن بَعِيْد قَال ( فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ , ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا..)
فَهُو فِي الْوَقْت الَّذِي أَبْقَى نَفْسِه خَارِج مَدَار الْقُرْب إِسْتِحْيَاء هُو نَفْسُه مَن وجه أخوته إِلَى أَبِيْه
لِذَا أرسلت أَبْنَائِي إِلَى الْرَّؤُوْف الْمُصْطَفَى صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه أَتَلَمَّس لَحْظَة الْسَّكِينَة مِن صَاحِب الْسَّكِينَة لِأَنَّه بِكُل زِيَارَة لَهُم وَعْد وَبِشَارَة وَمُفَاجَأَة اذْهَبُوْا وَأُطَلَبُوا فَأَنْتُم بِجِوَارِه وَفِي لَيْلَة الْجُمُعَة فَإِنَّه بِمُقْتَضَى إِيْمَانِكُم الْرَّاسِخ أَن تَقُوْلُوْا مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الْضُّر وَجِئْنَا بِبِضَاعَة مُّزْجَاة فَأَوْف لَنَا الْكَيْل وَتَصَدَّق عَلَيْنَا..
ثُم اطْلُبُوْا مِن الْصِّدِّيقَة الْمُبَشَّرَة ثُم أُطْلُبُوا مِن أَئِمَّة الْبَقِيع فَكُل هَم يُنَفِّس وَكُل غُم سَيَنْجَلِي ...

ثُم أَخَذْت أَجُوْل بِنَاظِرِي فَإِذَا بِي أَرَى شَابَّيْن آَخَرَيْن عَرَفْتُهُمَا بحِرصِهُما عَلَى حُضُوْر بَعْض جَلَسَاتِي الْمُتَوَاضِعَة فاستأذنت مِن الْبَقِيَّة وَقُلْت لَهُم يُمْكِنُكُم الْبَدْء فِي الْزِّيَارَة الْجَامِعَة ثُم لَحِقَت بِالْشَّابَّيْن اللَّاحِقِين ثُم مِلْت بِهِمَا إِلَى مَكَان هَادِئ خَلَف بَاب الْصِّدِّيقَة الْزَّهْرَاء عَلَيْهَا الْسَّلَام .
قَالَا لِي : مَا أَجْمَل هَذِه الْصَدَفَة غيرالمتوقعة فَأَجَبَتِهُما لَيْس هُنَاك صدفة وَإِنَّمَا هُنَاك نِعْمَة وَوَعَد وَمُفَاجَأَة .

ثُم بَدَأت الْحَدِيْث الْجَدِيْد مُبَاشَرَة وَرَكَّزت لَهُمَا عَلَى كَيْفِيَّة الْزِّيَارَة بِمَا يُؤَدِّي إِلَى الْيَقِيْن بِأَوْلِيَاء الْنِّعَم وَمَن بِهِم يُنَفِّس الْهَم وَيَتَحَقَّق الْوَعْد إِلَا أَنَّنِي أَضْفَت وَرَقَة لَيْس هُنَاك أَرْبَح مِنْهَا فِي لَيَالِي الْجُمَع خَاصَّة فَقُلْت لَهُمَا عَلَيْكُم إِهْدَاء زِيَارَتِكُمْا لُإِمَامِنَا صَاحِب الْعَصْر فَهُو الَّذِي سَيَكُوْن الْمُفَاجِيْء بِالْعَطَاءَات وَالْبِشّارَات أَيْضا فَهُو الْقَاصِد لِمَن قَصَد اباءه االْطَّاهِرِيْن , وَلَكِن إِذَا أَرَدْنَا إسْتِجْلاب نَظْرِتَه الَّتِي لَاحُدُوْد لَآِثَارهَا عَلَى الْنَّفْس وَعَلَى الْعَقْل وَعَلَى الْرُّوْح وَعَلَى الْسِّر وَعَلَى الْبَدَن فَلَابُد أَن نَقِف عَلَى مَوْقِع نُضَمِّن نَظْرِتَه عَلَيْنَا فَكَان الْمَوْقِع هُو بَاب الْصِّدِّيقَة الْشَّهِيدَة الْمُظطَهَدّة الْمَقْهُوْرَة فَأَقَمْنَا مَأْتَما وَبَكَيْنَا جَمِيْعا ثُم أَنْطَلَقْنا إِلَى الْمُصْطَفَى احْمَد ثُم انْصَرَفْنَا وَكَان ذَلِك فِي مُنْتَصَف الْلَّيْل ....

خَادِمهُم الْعَائِد ... عَلَي الْحَجِّي
الْجُمُعَة 22/10/1431هـ

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة طالب المريدين ; 06-10-2010 الساعة 03:32 PM.
طالب المريدين غير متصل   رد مع اقتباس