الجزء الرابع ...
كانت جالسة على الكنب اللي في الصالة وماده بوزها شبرين ملت وطقت كبدها من وضعهم .. تحس بكآبة فضيعة من روتينهم اليومي .. أيام الدراسة هي نفسها أيام الـ weekend روتين قاتل
... أمها واختها جالسين يتقهوون قدام التلفزيون واخواتها الصغار ببيت عمها ،، واخوها الكبير الله اعلم وين هايت فيه المهم انه مو عندهم يحوسهم ويصرخ عليهم ..!! وهي ماعندها شي تسويه ...
.../أوووووووووووف ياربي ملل ملل .. أبموت ..
عبير وهي ترفع الفنجال وتشرب منه::/ياحبك للتذمر ودي مرة بس أشوفك وانت مستانسة ..!!
أريج::/يعني بذمتك أنت الحين مبسوطة ..
عبير تلتفت عليها وهي تبتسم ::/أكيد مرتاحة ومبسوطة .. أمي جنبي بصحة وعافية ،، واختي القمر قدامي واخواتي ببيت عمي والحمدلله حالتنا مستقرة ...
أم راكان:::/ أحمدي ربك ياأمي يا أريج أنت أحسن من غيرك ...
أريج والعبرة خانقتها ::/يمه والله طفش طيب ليه ماخليتوني أروح مع البنات للفيصلية على الأقل أغير جو ..
ناظرتها عبير بنظرة قاسية::/أريج ..!! أنت عندك القدرة المالية تشترين من هذيك المحلات ؟؟
أريج تنزل راسها::/ لا ماعندي ..! بس عادي انا مابشتري شي بس اتفرج ؟؟
عبير::/وليش تقطعين قلبك وتتفرجين ؟؟ ياحبيبتي مدي رجولك على قد لحافك ..!! انت بتروحين معهم وتشوفينهم يشترون وبتتضايقين اكثر من انك تستانسين .. وبعدين أفرضي قرروا يتعشون أو حتى يشربون شي هل تقدرين انك تساهمين معهم بالسعر والا تعزمينهم والا حتى تشترين لنفسك ؟؟ يعني بتضطرين ترمين نفسك عليهم ؟؟ أدري انهم ماراح يقصرون بس عاد ياوجه استح يكفي أن أبو سحر مايقصر معنا في مصاريف وأغراض البيت اللي كل شهرين يشحن لنا اغراض بعد تبينهم يتحملون مصاريف متعتنا .. بترمين وجهك بالصغيرة والكبيرة ؟؟
أريج والعبرة خانقتها وامها تطالعها بقلة حيلة::/ بس من حقنا نفرح ونستانس زي مالعالم تسوي ؟؟
عبير بعقلانية::/استانسي ماقلنا شي بس استانسي على قد اللي معك لا تشطحين فوق عشان ماتطيحين وتنكسر رقبتك ...
عبير وصوتها بدء يصير حنون أكثر::/والله لو كانت مكافئتي طالعة كنت بعطيك اياها واخليك تروحين معهم وتستانسين بس وش اسوي مامعي الا 200 وأبغاهم يكفونا لنهاية الشهر ..!!
رفعت أريج رأسها عشان تشوف اختها وحست بالندم على تصرفها وأنانيتها اللي مالها تفسير وانفعالها اللامسؤول قامت على طول وحضنت أختها::/ الله يخليك لي ياعبير والله آسفة مو قصدي .. ولا أبغى شي منك.. يكفي انك انت اللي قايمة ببيتنا واحنا بس نطالعك مالنا حيل ولا قوة ..!!
حضنت عبير اختها وهي الثانية عبرتها خانقتها على أختها المراهقة اللي ودها تصير مثل صديقاتها وتلبس وتعيش مثلهم .. بس هي وش بيدها أذا صار أبوها متوفي واخوهم ظالم ومتهور ومايحس بالمسؤولية وباع كل حلال أبوها بعد موته ولعب بالفلوس لكن الحمدلله أنه ماقدر على البيت لأنه بأسم عمهم و إلا كان الحين هم بالشارع ... شافت ام راكان موقف بناتها مع بعض وحست ان قلبها عورها على حالهم ،، كلهم بعمر الزهور،، بالعمر اللي المفروض يتمتعون فيه بحنان أبوهم ونعيمه ... العمر اللي يعيشون فيه شبابهم بعنفوانه ومرحه وحيويته .. لكن للأسف الله ماكتب لهم يعيشون زي أترابهم .. انكتب على بنتها الكبيرة اللي توها بالجامعة أنها تتحمل بيت وش كبره بالأرواح اللي فيه .. متحمله مصاريفهم كلها من الألف للياء لأنها الوحيدة اللي لها دخل من الجامعة .. صدق ان عيال الحلال مايقصرون ،، وولد عمهم مايقصر معهم بشي .. بس ولو هم لهم عزة نفس ومايقبلون صدقات من كل أحد .. هم قبلوا ان أبو مشاري يساعدهم بعد تدخل ندى ومحاولة اقناعها لعبير و أريج وامهم عشان يقبلون هالشي وحلفت لها انه مو قصدهم اهانتهم او التقليل من شأنهم كل قصدهم هو تقديم المساعدة ليس إلا ..!!
نزلت دمعة ام راكان وحرقت خدها اللي بانت عليه تجاعيد الزمن ،، ورفعت شيلتها تمسحها بها وقامت بصعوبة متوجهة لغرفته .. فتحت أم راكان دولابها وطلعت مبلغ زهيد كانت مخبيته للحاجة ورجعت طلعت للصالة شافت عبير جالسة تطالع المسلسل وأريج منسدحة على رجلها وتلعب بخصلة شعرها اللي طايحة على وجهها ،، تقدمت أم راكان منهم وهي تبتسم بحنان لبناتها وعزوتها وسندها بالحياة وخصوصا أن مالها اهل بالسعودية..!!
جلست جنب أريج اللي قامت وتعدلت بجلستها احتراما لأمها .. وحطت ام راكان المبلغ بيد أريج وابتسمت في وجهها ..
أم راكان با إبتسامتها الروحية ::/هذا المبلغ روحي فيه بكرة للي تبغين واستانسي فيه ولا تردين لي منه ولا ريال ..
اريج عبرتها خنقتها وحست انها نذلة وانانية قربت من امها وحبت راسها وحظنتها ::/ مشكورة ياأعز أم بالدنيا..
عبير تبتسم::/ايه هي بس لها الدلع والا انا ساحبين علي كأني مو بنتك ؟؟
أم راكان::/لا والله ماتدرين أنت شمعة هالبيت اللي أرتاح من أشوف نورها ..
عبير وهي بالفعل حست بمشاعرها تتفجر بالمحبة لأمها::/ياحبي لك يمه الله يخليك لنا يارب..
ألتموا كلهم مرة ثانية على القهوة وبدوا يسولفون وهم مستانسين لحد ماخرب عليهم صوته وهو داخل وكأنه إعصار مدمر يسحق كل شي موجود قدامه .. او ثور هائج مستعد ينطح أي كائن يوقف بطريقة .. دخل للصالة وهو يصرخ لأنه كان يتصل بالبيت ولقاه مشغول..
راكان بصراخ مدوي::/ انت واياها ياحيوانات .. من اللي كان يكلم كل هالوقت ..؟؟
انتفظت أريج يوم شافته ،،،، طول عمره يحسسها بالرعب .. اما عبير كانت ملامحها جامدة وهي تكلمه وصوتها فية ثقة العالم كلها ألتفتت على التليفون وقالت::/ السماعة طايحة .. مافيه احد يكلم
( وقامت عشان تسكرها ))
جلس راكان على القهوة بشكله الرث وريحته المقرفة من هالسم اللي يشربه يوميا .. ماكلف نفسه حتى يسلم على امه .. التفت على أريج اللي قامت وتكورت على الكنب من الخوف لايسوي فيها شي ..
راكان::/وش عندك انت بعد تطالعيني ؟؟ ..
أريج وريقها نشف::/هاه .. لالا ما ... ما ناظرتــك ..
راكان وهو يشوف يدها اللي مسكره عليها::/وش فيها يدك مسكرة عليها بهالقوة ..؟؟
أريج وبدت عظامها ترتجف (( أكيد بيهجم علي الحين ،، خل أقوم أحسن لي )) قامت بتتوجه للدرج عشان تطلع فوق ::/ مامعي شي .. لا تتوهم اشياء مو موجودة ..
وقف راكان ولحقها وقامت له عبير خافت لايسوي بها شي .. راكان مسك أريج مع شعرها ولف بوجهها عليه ::/ إذا كلمتك لا تسفهيني وتقومين وتخليني كلميني بأدب يابنت الـ ـ ـ ـ
قاطعته عبير وهي تحط يدها على يده ::/راكان حرام عليك اتركها البنت بتموت..
راكان يصرخ على أريج اللي كانت منهارة من الألم والصياح وهو يشد شعرها زيادة متلذذ بألمها::/ وش اللي في يدك ياأريج..؟؟
أريج ماعاد تستحمل رمت له اللي بيدها وقالت وهي تشهق من الصياح::/خذه ماابي شي خذ كل شي بس فكني حرام عليك بموت قطعت شعري ..!!!
تركها راكان ورماها على الطاولة اللي قدامه وراح ياخذ الفلوس اللي رمتها له .. التفت على امه اللي ماقدرت تتحرك من مكانها ودموعها سيول على خدها ::/ههههه الحين صار عندكم فلوس ..؟؟ وأنا من متى أطلبك وانت ماسكت لي مامعي ومامعي .. والله طلعت مو سهلة يا ــ ـ ـ ـ ؟؟
قاطعته عبير وخلاص ماعاد تقدر تتحمل تصرفاته الغبية والعديمة الاحترام تجاه امها الغالية وناظرته بغضب عارم ::/راكان حدك واسكت خلاص خذت اللي يكفيك وخذنا منك اللي يشبعنا روح ياأخي وفكنا ..
التفت عليها راكان بنظرة نارية ::/انا الحين مالي خلق عليك عشان كذا بسفهك وابطلع بس حسابك معي عسير ...
التفت عنها وهو منقهر من تصرفاتها هي الوحيدة اللي ماتعطيه وجه وتوقف قدامه بكل قوتها .. يكرهها حد الموت ووده يتخلص منها أو يسوي شي يقهرها ... ((مسوية نفسها علي هي الرجال،، بس بتشوف والله لأكسر خشمها اللي رافعته علي )) ...!!
طلع راكان من البيت بعد ما سوى زوبعة .. وقابل عند الباب اخواته الصغار جايات من بيت عمه طالعهم بنظرة مخيفة خلتهم يركضون يدخلون داخل ،، شاف نواف ولد عمه عند الباب بس سفهه وكشر بوجهه وراح وخلاها ،،ونواف أول ماشافه هز رأسه بأسى على حاله ونغزه قلبه على بنات عمه (( أكيد أنه مسوي لهم مشكلة داخل ،، الله يستر لا يكون أذاهم والا ضربهم ،، والله لو يوصل لي علم أنه عورها ليكون آخر يوم بحياته انا متحمله ومتحمل تصرفاته إحتراما لها ولمرت عمي الحرمة الطيبة ،، بس لو تعدا حدوده بيكون لي تصرف ثاني معه ...))
اما بالصالة كانت عبير حاضنة أريج وتحاول تهديها وتمسح على شعرها
عبير::/خلاص حبيبتي الله بيعوضك ان شاء الله ..
أريج وهي منهارة::/ما ـ ـ ـ ماهمني اللي خذه الله ياخذه .. بس ـ ـ ـ بس ليش مايحسسنا بالأمان .. مو هو أخونا الكبير ؟؟ والمفروض اننا نفرح اذا جاء عشان نسولف معه ونحس بخوفه علينا ..
عبير وعورها قلبها من كلام اختها ::/ الله كريم ياأريج .. الله كريم ..
شالت عبير اختها وجلست هي واياها على الكنب وحاولت تهديها مع أمها .. ووعدتها بأشياء كثيرة وحاولت تزرع الأمل من جديد في قلبها المتألم ...
---------------------------------------------------------------------------------------
في هالوقت هو كان جالس بالصالة عند خالته وبنتها ... وقلبه ماوقف عن الخفقان بشدة من وصل للبيت ... مو قادر حتى يآخذ نفس عميق ،،،
ام مشاري وهي تقرب التمر::/ أقرب يابوي تقهوى ...
طلال وهو يصحى من سرحانه ::/سمي ..!! قريب الله يسلمك ...
انتبهت له سحر وارتسمت على فمها ابتسامة جانبية .. فاهمته وفاهمة الشئ اللي هو قاعد يفكر فيه ،،،دخلت عليهم روسيدا الشغالة تبلغ ام مشاري أنه يبغاها التليفون ... استأذنت أم مشاري من طلال عشان تروح ترد وقامت بعد ماأكدت على طلال أنه يقرب ويآخذ راحته ويتقهوى .....
طلال وعينه تتابع خالته لحد ماطلعت من الغرفة ::/أيوه أخت سحر ..!! وين الباقين أجل؟؟
سحر وهي تصب لها فنجال قهوة ::/ الحين بيجون .. مشاري تو صحيته من النوم والحين بينزل طلال ::/ومصعب..؟؟ وابوي؟؟
سحر::/ رايحين يسلمون على رجال .. وبيرجعون بعد العشاء ان شاء الله ...
طلاال::/اهااااا .. زين والله .. وكيفك انت وكيف حالك ..؟؟
سحرتناظره وتبتسم ::/ الحمدلله صحتي زي البم ..
مدت سحر يدها لطلال عشان تآخذ فنجاله بس هو رفض بحجة أنه تقهوى وخلص .. فقامت تجمع الصحون وتشيل الصينية وطلعت بتوديهم و تجيب الشاهي . بس وهي عند الباب تفاجأت بمشاري في وجهها وعاقد حواجبه ويطالعها ...
مشاري بنبرة جافة::/ وش هاللبس؟؟
سحر مستغربة::/وش فيه ؟؟ عادي..!
مشاري بنظرة غضب::/ هذا اللبس داخلة فيه على طلال .؟؟
سحر بنرفزة::/تراه اخوي لاتنسى..!!
مشاري يتنهد::/مانسيت .. بس بعد لبسك مايناسب ... ياليتك تغيرينه ..!!
قال مشاري كلامه وهو يمشي ويعطيها ظهره ومتوجه للصالة الجانبية ... اما هي راقبته بعيون مستنكرة لحد ما اختفى داخل الصالة وبعدين وقفت تطالع نفسها بمراية الصالة .. كانت لابسة برمودا أسود وتي شيرت سماوي ومنزلة شعرها على كتوفها وحاطة ربطة على قصتها ... حاست فمها ونادت روسيدا تآخذ الصينية وتجهز لهم الشاهي .. مهما يكون ماتقدرعلى مشاري و اوامره وأصلا هي ما تبغاه يزعل عليها لأنه الغالي،،عشان كذا راحت تغير لبسها وتنزل ...
أول مادخلت عليهم بعد ماغيرت ابتسم طلال عليها وهو ماسك ضحكته وعرف أن مشاري له يد بالسالفة .. شافته سحر وعرفت انه ماسك ضحكته بس ناظرته بحاجب مرفوع وطلعت له لسانها وراحت تجلس جنب مشاري اللي طالعها برضى وابتسم لها وهز راسه ...
خاضوا في سوالف كثيرة وعلموه باللي سواه أبو مشاري لزياد .. وبعد ماخلص شارب بيالته دخلت عليهم ام مشاري بس هو قام بيستأذن عشان يروح لكنها رفضت قطعيا وحلفت عليه يقعد للعشاء لأنها من زمان ماشافته وتو ماقعدت معه .. وهذا اللي صار جلس وهو مبتسم وقرر يتعشى معهم وبالمرة يسلم على أبوه اللي له فترة ماشافه ...
في السيارة كانت يدها على قلبها خايفة وماتدري وشلون تهورت وأقدمت على هالتصرف الجريئ .. ودها تصيح بس ما تبي توضح ضعفها عشان ماأحد يستغل الموقف رفعت عينها عن حضنها بتشوف الشارع بس طاحت عينها على عين وحيد يطالعها من مراية السيارة الأمامية بحدة.. بغى يوقف قلبها من الخوف والدمعة تحجرت في عينها ،، هذا اللي كنت خايفة منه الله يستر ،،بس فجأة نزّل وحيدعينه ولف بالسيارة جهة اليمين .. تنهدت عذا وضحكت ضحكة خفيفة وباهتة على غبائها (( يعني كان يطالع السيارات اللي وراء عشان يلف وطبيعي بأحس انه يناظرني لأني راكبة وراء بس قدام المراية مباشرة ..هههه غبية وخوافة ...!!)) كانت يديها مصفرة من الخوف والجوال شادة عليه بقوتها ... الشارع طال وهي ملت تنتظر الفيصلية تبان لها بس الظاهر مافيه أمل ... (( وش صار له الطريق اليوم ؟؟؟ يوم تكون معي أمي والا لمياء على طول نوصل واليوم طلعت روحي واحنا ماوصلنا )) وفجأة الحمدلله بدت تظهر لها الفيصلية وكأنهم قربوا منها وحول الوصول ..
دق جوالها في هاللحظة وشافت نور الشاشة أن فيه احد يتصل .. طالعته ولقته ندى ردت عليها عشان تحس بالأمان شوي ..
ندى::/ أهلين بالقمر ..
عذا تضحك ::/هلا بالغيوم ..
ندى::/هاه وصلتوا ؟؟
عذا ارتبكت بس قدرت تمسك نفسها ::/ايه يالله دقيقة وانا واصلة هذي بوابة الفيصلية قدامي.. ((عذا عضت شفايفها يوم قالت "انا" خافت لا تشك ندى لانها تخاف تعصب عليها وتقول لأمها واللي على راسه بطحه يحسس عليها بس ندى ماانتبهت لأنها قالت ::/أوكي انتظركم ... يالله باي
عذا::/ باي ..
سكرت عنها وبدت تفكر لو كان فعلا صار لها شي وهي مع وحيد لحالها وش بيكون موقف أمها ووش بتسوي معها ؟؟؟
قطع عليها صوت وحيد ..::/ مدام وين يوقف ؟؟ هنا والا بوابة ثاني ؟؟
عذا بفرحة لأنهم وصلوا::/لالا روح مع البوابة ثانية..!!
بدت عذا تستعد عشان تنزل ورجعت جوالها على النظام العادي وحطته بالشنطة بس فجأة ضرب وحيد فرامل بدون سابق انذار وطلع صوت تفحيط السيارة وطاحت هي على قدام والتفت رجلها اللي تعورها وصرخت من الخوف والألم وماشافت الا سيارة ثانية قريبة من بابها وكأنها بتدخل فيه.. صرخت وحطت يدينها على راسها و غمضت عيونها ...
----------------------------------------------------------------------------------------
دق جوالها بعد دقايق ...و ردت عليه على طول لما شافت انها رحاب .
ندى بعصبية::/وينكم ياحلوات كل هذا عشان توصلون ؟؟
رحاب وعلى بالها ان عذا معها ::/يالله احنا دخلنا وانتم وين ..؟؟
ندى::/ يالله احنا عند السواني تعالي هناك ...
رحاب ::/ يالله جايين .. واسمعي ترى بدر معنا وطلع للمطاعم اللي فوق ان كان زياد بيروح له ..
ندى استغربت وجود بدر معهم بس قالت يمكن انه هو اللي جابهم ::/زين اببلغه يالله باي ..
سكرت عن رحاب وهي قلبها ناغزها وش جاب بدر معهم .. ((مستحيل يصير هو اللي جايبهم لأن عذا مستحيل تركب معه انا عارفتها تستحي ..!! اذا هي بالموت تركب مع زياد وشلون بدر ولد جيرانهم ؟؟)) شافها زياد واقفة في مكانها من انتهت مكالمتها واستغرب صمتها قرب منها وهو مبتسم
زياد ::/ هاه وصلوا ؟؟ والا بعدهم؟؟
ندى وتحاول تخفي تساؤلها ::/ايه وصلوا والحين بيجون هنا.. وعلى فكرة ترى بدر موجود و هو الحين في المطاعم اذا كنت بتروح له ..
زياد باستغراب::/خلاص اذا رحتي معهم ابتصل عليه واشوف .. بس هو وش جابه مو كانوا بيجون مع سوراج؟؟
ندى منصدمة لأنها كانت كاذبة عليه وقايله أن سوراج اللي بيوديهم مو وحيد على أمل أنه يوافق بس هو فاجئها أنه معارض الفكرة كلها لأنه هو اللي بيوديها ::/ هاااه ،، ايه الا،، بس ترى كان بيجيبهم وحيد مو سوراج يعني يمكن مارضوا اهل رحاب على وحيد اللي مايعرف يسوق زين وخلوا بدر يجيبهم ..
زياد بحاجب مرفوع::/ أهاااااااا يعني وحيد اللي كان بيجيبهم..!!
ندى وهي مستحية من كذبتها وتصد عنه::/ ايه يمكن هذا السبب ...
زياد بعصبية خفيفة::/وبنت عمتك راكبة معهم ان شاء الله ؟؟ يعني ماتعرف تتصل وتقول لنا نمرها مادام هم بيجون مع بدر ؟؟
ندى تهدي الموضوع لأنها شافتهم مقبلين وعرفتهم بأشكالهم ومشيتهم ::/ماادري زياد بس أكيد الحين بعرف كل شئ لأنهم هذا هم وصلوا ..
زياد يتنهد ::/زين بس ماراح اروح الا لماتفهمين منهم السالفة وتجين تعلميني ...
ندى ::/طيب بس انت لا تعصب ...
غادة ورحاب كانوا يشوفون ندى بلحالها واقفة عند الفترينة وأخوها زياد تو معها بس راح يوم شافهم ،،، استغربوا عدم تواجد عذا معها وتوقعوا انها زعلت منهم ومن تصرفهم البايخ وتراجعهم في الوقت بدل الضايع .. اول ماقربوا لندى وسلموا على بعض ..
غاد::/أجل وين عذا ماجت ؟؟ لايكون زعلت ..
ندى فتحت فمها على الأخير (( وش يقولون هذولا))
رحاب تشهق::/لاتقولين انها ماجت ؟؟
ندى بصدمة رهيبة::/ماجبتوها معكم ؟؟ أجل وين هي؟؟
رحاب بصدمة اقوى ::/لا هي قالت ماراح تجي معنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ وفهموها الموضوع من اوله لآخره ..
ندى بعصبية ::/طيب انا كلمتها تو وقالت لي انها وصلت .. يعني من جابها ؟؟ معقولة جت مع وحيد لحالها ؟؟
رحاب باعتراض::/لالاماأتوقع اكيد جابها اسامة ...
ندى وهي تطلع جوالها::/خلوني أتصل عليها أشوف وش اللي صاير؟؟
توها بتطلع جوالها بس دق عليها زياد ردت عليه على مضض وقال لها تجيه عشان تفهمه .. ندى احتاست ماعرفت وش تقول .. بس قالت مافيه الا اني اعلمه اللي صاير وان اكيد انها جاية مع اسامة .. راحت ندى لزياد وفهمته السالفة بس شافت ملامحة تستعر غضب وفكه مبيض من شدة الضغط عليه ..
زياد::/يعني راكبة مع وحيد لحالها ؟؟؟ ضاربة مشوار من بيتهم للفيصلية يعني نص ساعة او أكثر وهي مع وحيد وبلحالهم في السيارة ؟؟ لا وجايين يوم الخميس ووقت زحمات الشوارع ..!!مجنونة بنت عمتك هذي؟؟ لا ومن الزين أنها مع وحيييييييييييييييييد ...(( وضغط على أسنانه ))
ندى تحاول تهدي الوضع::/زياد يمكن جابها أسامة لا تحكم عليها قبل لانشوف..
زياد بصرخة مكتومة::/ مستحيـــــــــــــل ..!! لأن خالد ولد عمه تو متصل علي وقالي أنهم مجتمعين وأن أسامة عندهم ويبغاني اجيهم بس قلت له اني با الفيصلية.. يعني ماأتوقع أنه امداه يجيبها ويرجع .. وخصوصا حضرتها مابعد شرفت الى الحين ..
تنهد زياد وأخذ نفس عميق حاول من خلاله يسيطر على موجة الغضب اللي اجتاحته حتى لا يتهور ويسوي شي لاتحمد عقباه .. التفت على ندى وشافها مرتبكة من جد وحس انها حاسة بالذنب لأنها هي السبب في هذا كله والا كانت عذا بتجي مع امها وكل شي تمام .. لكنه ماتعاطف معها أبدا لأن تصرفهم هو اللي خلاها تسوي اللي سوته ،، وناظرها بنظرات خلتها ترتجف في مكانها وودها تصيح من الألم وتأنيب الضمير ...
زياد بحزم::/اتصلي عليها شوفي وينها ؟؟
ندى::/متصلة عليها من شوي وتقول لي الحين بتوصل ؟؟
زياد ورجع يعصب على غبائها ::/من شوي مو الحين ؟؟ أنا أقول الحين دقي عليها بسرعة ..
طلعت ندى جوالها وهي ترتجف من غضب أخوها اللي ماتعودت انه يصبه عليها ودقت على عذا ،، بس للأسف ماردت عليها .. رفعت عيونها لأخوها وقرأ زياد فيها خيبة الأمل ,,
زياد بنفاذ صبر::/يعني وشلون الحين ؟؟
ندى ::/بننتظرها تتصل علينا ؟؟
نزل زيادعيونه وهو وده يكسر أي شئ بيده ،، كل شي مستعد يتحمله إلا أن عذا تسوي شي هو مايحبه وخصوصا أنه قد نبهها كذا مرة انه مايحبها تركب مع السواق لحالها لأن الدنيا ماعاد فيها امان وشلون عاد وهي مع وحيد لحالها ..؟؟ لا ومالقت الا وحيييييييييييييد ..!! هو مو مستعد يتحمل أي شي يصير لها ،،، يعتبر نفسه مسؤول عنها حتى وهي في عهدة أبوها ،، ولو صار لها شئ الآن بيحمل نفسه الذنب وبيعتبرها غلطته لأن أخته لها يد بالفوضى الحاصلة كونها ماجابت سيرة وحيد له والا كان ما سمح حتى لهم هم أنهم كلهم يركبون معه ،،، زياد كان خايف عليها حد الموت .. يخاف لا يصير لها شي وهي لحالها بالسيارة وماتقدر تتصرف .. يمكن لو كان سوراج كانت بتخف عليه المسألة ... احتدت نظرة زياد من الخوف لاتحصل مصيبة اعظم ..وهو عارف أنها خوافة ومو جريئة وما تقدر تدبر عمرها .. بتحط يدينها على خدها وبتجلس تصيح ،، تنهد بيأس (( يــــــــــــــــــــــــــارب أحفظها بماتحفظ به عبادك الصالحين)) وحط يده على خصره والثانية يحك بها لحيتها وضاغط بشدة على فكه .. وندى واقفة جنبه وحاسة فعلا بتأنيب الضمير (( الحين أكيد بيعصب على عذا والمشكلة أني انا المسؤولة عن كل شي حتى ولو بطريق غير مباشر )) ورحاب وغادة واقفين عند الفترينة وحاسين هم الثانيين بالذنب على اللي سووه وشايفين غضب زياد وتوتره ... وعارفين باللي بين الأثنين .. وأنه وده لو يكسرهم كلهم على الموقف اللي حطو عذا فيه!!
دق جواله وبسرعة طلعه من جيبه عشان يشوف المتصل ،، وندى سمرت عيونها بيد اخوها تبغى تدري من اللي تجرأ واتصل على زياد في هاللحظات الساخنة وهو متوتر ومعصب وفاقد السيطرة على نفسه .. رفع زياد السماعة على طول ..
زياد بلهفة::/هلا أسامة ..!!
أسامة وصوته متغير وباين عليه التوتر::/هلا زياد ..! وين انت ؟؟
زياد وهو خايف ::/انا هنا با الفيصلية ..!! تبي شي ؟؟
أسامة يتنفس بعمق:/ زين ياأخوي .. شف وحيد الله ياخذه مسوي حادث بسيط عند البوابة رقم 2.. ومعه البنات عاد ودي تروح تشوف وش صايرأنا ماراح يمديني أوصل أخاف أتأخر عليهم .. والا انا أبجي بس انت رح تطمن قبلي؟؟
زياد وقلبه وقف لحظة عن النبض وواحد من الأسباب اللي مخوفته صار::/وش تقووووووووول أنت ؟؟؟ حـــــااااااااااااااااااااااااادث؟؟
ندى أول ماسمعت طاري الحادث شهقت وحطت يدها على فمهاودمعتها حارت وسط عينها ..
(( ياربي وش سوينا .. وش هالإجرام اللي افتعلناه ،، يعني الحين مايكفي أنها مع وحيد لحالها ومسوية حادث بعد ؟؟ الله يستر ،،الله يستر ..!!ومايكون صار لهم شي لأني فعلا ماراح أسامح نفسي ))
أسامة ::/زياد إن شاء الله انه بسيط ،، لكن وحيد ثور وما يعرف يتصرف ...
زياد وهو مو قادر يركز على شئ معين يحس أنه في دوامة .. أو وسط بحر والأمواج تلعب فيه ::/ زين زين مع السلامة ..
سكر زياد قبل لا يسمع الرد والتفت على ندى بنظرة غضب وكانه يحملها مسؤولية اللي قاعد يصير وكأن عيونه تقول (( لو صار لها شي بتندمون )) وراح يمشي متوجه للبوابة ..
أما ندى ماقدرت تقعد تتفرج أشرت للبنات يلحقونها وراحت وراه ...
-----------------------------------------------------------------------------------
كان يمشي على الأرض وهو يحس كأنها مادة هلامية مو ثابتة ولا يقدر يثق فيها علشان يثبت رجله عليها ،، يحس نفسه في وسط عاصفة رملية شديدة وسط صحراء قاحلة .. وهالعاصوف مشتت أفكاره ومخليه يركز في الـ ـ لاشئ ،، وش بيسوي إذا شافها ؟؟ وش بيكون موقفه وتصرفه لو كان صاير لها شي من هالحادث ؟؟ وإلا هالخسيس مسوي لها شي ؟؟ كيف بيقدر يسامح اخته لأنها وعدتها وماوفت بوعدها وخلتها تتصرف بنفسها من دون ماتقدم لها اقتراحات ومن دون ماتتأكد من اللي بيجيبها ؟؟ ولو كان ماصار لها شي كيف بيتعامل مع اللي سوته ؟؟ ووشلون بيقوى قلبه عليها وبيعاقبها على تصرفها الخالي من المسؤولية ؟؟ مليون مرة قايل لها مايحبها تركب مع السواق لحالها ؟؟ وأكثر من مليون مرة امها منبهتها على نفس النقطة ؟؟ والحين هي عاندت وماعليها وجت معه لحالها وياليته سوراج الفاهم لا وحيد ؟؟ والمشوار مو قريب بعيد وبعيد مرة ؟؟ يعني كان ممكن يعترضهم أحد ؟؟ وياما سمع عن هالحوادث اللي تصير وخصوصا من هذاك الشارع اللي كانت لازم تمر من عنده عشان تقدر توصل للفيصلية ؟؟؟ واللي خايف منه صار صار لها حادث وهي لوحدها وماتعرف تتصرف ..!! والأدهى انها ضاربه هالمشوار ياناس مع وحيد ولحالها .. فاهمين وش يعني وحيد ؟؟
كان زياد يمشي بأسرع ماعنده ،، وكأنه مايشوف شي قدامه إلا البوابة اللي لازم يوصلها الان
وبأقرب وقت ،، مشاعر مؤلمة تراكمت على قلبه .. خلاص ماعاد يقدر يفكر أكثر بالإحتمالات اللي ممكن تكون حاصلة ..!! مل وشبع واكتفى من الهم والحزن وارتوى من مشاعر الألم والفقد وماعاد عنده طاقة يتحمل أكثر ..!! يوم خذ حلاله وصار كل شي يقدر عليه ويقدر يوفره لها هل ياترى توقف الأقدار بوجهه وتحرم عليه الفرحة مرة ثانية ؟؟ هل الأحلام اللي حلمها أمس بالبيت والعيال والزوجة الحنونة اللي ياما حلم بيوم زاوجه منها تتبخر وتتحول لسحابة صيف تمر عابرة وتروح وتترك الناس اللي كانوا يطالعونها بلهفة وينتظرونها تفرغ اللي في جوفها عشان ترتوي أرضهم وزراعتهم ؟؟ هل معقولة كل شي بناه ينهدم ويتحطم ؟؟ خلاص ماعاد يبغى فلوسه المشؤومة اللي خلته يسمع أبشع خبر مر عليه بحياته من بعد وفاة امه وأبوه ،، بس يبغاها تكون بخير..!!
تنهد زياد وهو واصل للبوابة طلع منها وسرع خطواته اكثر لما شاف الناس مجتمعة عند سيارتين على الشارع العام .. حاول يشوف مدى الأضرار الناتجة ،، وأول ماطاحت عينه على سيارة بيت عمته وتعرف عليها تنهد وكأن الراحة بدت تتسرب شوي لعروقه يوم شاف السيارة مافيها أضرار كثيرة ؟؟ يعني إن شاء الله ماحصل لها مكروه .. رن جواله هاللحظة بس زياد ماكان في وعيه علشان يرد ولا عنده وقت أصلا .. تقرب منهم حتى يتأكد ان كل شئ سليم ويشبع نظره بشوفتها وهي متعافية ... مايتحمل فيها شي حتى لو كان كسر ؟؟؟
.
.
عذا كانت منهارة في السيارة من الخوف والرعب يديها ترتجف وماتدري وش تسوي .. أول ماوعت شافت سيارة همر قريبة جدا من بابها وداخلة فيها مما خلى الباب ينعفط ويسكر على رجلها اللي ماعادت تحس بها من هول الألم ... بغت تموت مو من الحادث بس من الصدمة باللي صار ؟
احتارت اول شي ماتدري وش تسوي ؟؟ تتصل على أسامة تخاف يدري أنها راكبة لحالها مع وحيد وعاد اسامة مابيتفاهم معها في هالحالة،،،، لأنه هو أصلا يرفض أنها تركب مع سوراج وهو اللي بمقام أبوهم وشلون عاد مع عامل المزرعة اللي ماله عندهم الا سنة ؟؟؟
بس مالقت حل ثاني وهالشي هي اللي سببته لنفسها ... كان المفروض أنها تكلم أسامة من البداية أو تروح مع رحاب وغادة....!! المهم ماعاد ينفع الندم الحين و بعد تفكير قررت تتصل بأسامة لكنها يوم دورت على شنطتها وجوالها ما حصلتهم ومع رجفة يديها وتوترها ماكانت مركزة وهي تدور .. تطمنت لما سمعت وحيد يكلم أسامة ويبلغه ... ونزلت هي راسها تدور شنطتها بهدوء وهي تردد بينها وبين نفسها (( ماصار شي ،،، كل شي عادي )) كله علشان يخف توترها وتهبط دقات قلبها وتخف دموعها ... حصلت الشنطة وحطتها في حضنها .. وبتفكير عشوائي حاولت تتقدم علشان تسكر قفل الأبواب وكأن إلهام وصلها من رب العالمين علشان تسكرهم تحسبا واحتياطا ...
وهذا هو اللي سوته فعلا لأنها شافت أصحاب السيارة المسببة للحادث وكان فيها 4 شباب وشكلهم مراهقين او راعين حركات ماصخة ماتعودت عذا تواجهها بروحها من دون أمها ولا أبوها ولا حتى اخواتها سارة ولمياء ؟؟؟
قفلت الأبواب واسترخت على الكرسي تنتظر اخوها ،،،،، كانت تشوف إصرار الشباب على انهم يحملون السواق الخطأ خافت اكثر لما شافت واحد منهم يتقرب من باب السيارة الأمامي ويحاول يشوف من فيها وحمدت ربها أنها قفلت الأبواب ...
تلفتت بوجهها على أمل أن اسامة يكون وصل والا الشرطة والا أي أحد لأنها خلاص ماعاد تقدر تتحمل ... لكن حست بنشوة الفرح والعبرة رجعت تخنقها من جديد ودموعها نزلت مدرارا على خدها يوم شافت زياد جاي للسيارة .. ماتلوم نفسها يوم قالت انها ماتحس بالأمان الا معه ومع أبوها ..!! بس اللي ماعجبها انها شافته ومعقد حواجبه والشرر يتطاير من عيونه وعرفت ان معصب موووت وخطر يذبحها لأنها جاية بتهور مع عامل المزرعة للفيصلية وفي الزحمة وهو اللي سواقته على قدها ...
سحبت رجلها بألم وفتحت الباب المكسور بصعوبة وطلعت من السيارة وهي تمشي بعرج رهيب لأن رجلها ماعاد تقدر تشيلها ولا تقدر تضغط عليها ،،، شافت ندى وهي جاية تركض لها ومسكتها مع كتوفها .. بس عذا ماقدرت وانهارت من الصياح وهي تحضن ندى...
حارس الأمن يكلم زياد لأنه شافه جاي لهم ::/مساك الله بالخير يااخوي ..
زياد وهو ماسك أعصابه::/هلا مساك الله بالنور ..
الحارس::/الحمدلله على سلامة الأهل ... بس ماأدري تبون نطلب الشرطة والا بتحلون المشكلة من بينكم ؟؟ لأني ماأشوف فيه أضرار تستدعي ..؟؟
زياد وهو يلقي نظرة على السيارتين::/ أنا راح أجيك الحين وأشوف اللي صاير ..!!
الحارس::/زين ننتظرك .. بس لاتتأخر يالشيخ عشان زحمة السيارات ..
هز زياد راسه وراح الحارس وهو يبتسم ،،، والتفت زياد وغضب الدنيا بعيونه خصوصا لما انتبه للشباب اللي مسببين الحادث وشافهم ملتفين قريب عند سيارة عمته وعلى بالهم يتناقشون في الحادث مع السواق وعذا بالسيارة .... ساعتها الشياطين قامت تنطط قداامه وماقدر يتحمل المشهد ...
شافها طايحة بحضن أخته وتصيح منهارة .. و لاحظها وهي تمشي بعرج خفيف .. يعني متأذية من الحادث ..!!
زياد بغضب ويحاول يكتم صراخه عن اللي بالشارع::/انا ماراح أقول شي الحين بس بنتفاهم ..!!
عذا من بين دموعها وتشاهق::/و .. والله مـ ـ ـ والله ماكنت متوقعة هالشئ .. وبعـ ـ ـ وبعدين هم اللي فاجئوني بقرارهم يوم جاء وقت الروحة ... انا مالي دخل .. والله العظيم مـ ـ ـ!!(( وبدت تصيح اكثر))
ندى حست بكلام عذا يهزها من داخل .. صدق كان ذنبهم .. والحين زياد معصب عليها هي وبس ..
زياد يصك على أسنانه ::/ وأنتي مالك لسان ولاعندك تليفون عشان تتصلين فينا وتقولين مروني ؟؟ والا شفتي أن الروحة مع هالثور أسهل عليك ؟؟ ولا تقولين لي أنك متعودة ؟؟ لأني بتهور وأغلط عليك أكثر ...!
قال زياد كلامه وهو معصب ومو قادر يسيطر على نفسه .. صار يرمي الكلمات من دون ما يثمنها او يعرف هو قاعد يتكلم مع مين ؟؟؟
عذا وهي تحاول تتماسك وبصوت واطي::/اتصلت لكم وقلتوا لي أنكم وصلتوا ماحبيت أرجعكم مرة ثاني لبيتنا وانا عارفة المشوار والزحمة .. ((( ورجعت لنوبة بكاء أشد من اللي قبل لأن رجلها عورتها من الوقفة )))
ندى تحاول تهدي الوضع::/ زياد خلاص تراها مو ناقصة احنا بندخل داخل لدورات المياه وبنتأكد أن مافيها جروح وانت روح شف الحادث ... (( ندى كانت تحس برطوبة من ورى النقاب عند جبهة عذا ))
زياد وحس أن قلبه عوره على دموعها ,, ماعمره شافها بهالضعف والألم ولا قدر يقاوم فكرة انه وده يضمها لصدره ويمسح على راسها ويطمنها أنه بيكون موجود أي وقت تحتاجه فيه بس هي لا تصيح بألم لأنه يتعب من منظرها ولا عنده قوة كافية يتحمل هالشئ ...
قرب منها ونظرته تغيرت من الغضب العارم لحنان متدفق ونبرة دافية::/طيب خلاص لاتصيحين..!! وبعدين ترى كلامك ضايقني؟؟ معقولة تتصورين أو تستكثرين علي أني أضرب مشوار لبيتكم واجيبك وانت الروحة اصلا كلها لك ...؟؟؟ و..............
انتبه زياد لنفسه وقدر يمسك باقي كلامه وحمد ربه انه ماتهور أكثر وقدر يمسك نفسه عن كلام ثاني وتصرف ثاني طالعهم هي وندى بنظرة وقال قبل لا يروح ::/ للحديث بقية ....
وراح يشوف الحادث اللي كان مبين ان الغلط هو من صاحب الهمر .. والا سيارة عمته ماعليها خطأ علشان كذا طلب يحل المسألة وديا من دون تدخل الشرطة ومشاكل ..!! وعلى كذا إتصل على اسامة اللي كان داق عليه قبل دقايق يطمنه ويقوله لا يجي لأنه هو بينهي السالفة .. ولا جاب له سيرة عن عذا او أي شي ثاني ...!!!
أما ندى والبنات خذوا عذا وهم حاسين بجريمتهم وخلوا زياد يعصب ويتنرفز عليها وهم السبب .. وراحوا معها لدورات المياه يشوفون وش صار لها وبعدين بيجلسون يريحون شوي عشانها ...
---------------------------