كانت متوترة حدها ،، عاقدة اصابعها في حجرها ومنزلة راسها ... وصدرها يطلع وينزل من شدة توترعملية الشهيق والزفير عندها بسبب الخوف ... تنهدت من الهم اللي في قلبها وسندت راسها على الكرسي وأرخت لتفكيرها العنان(( ياه وش كثر أكره طريق الموت هذا ،،، من عرفت نفسي وأنا اروح معه ،، يارب متى تنتهي معاناتي وأرتاح ... ياأموت وأفتك من هالعذاب اللي انا عايشة فيه .. والا أنتهي من هالمواعيد اللي مامنها فايدة غير التوتر ووجع الراس )) مر في بالها طيف أمها وأخوانها مشاري ومصعب .. وارتسمت في مخيلتها شكل ندى بنت عمها وهي تسولف معها كل يوم ... والأهم انها شافت زياد وكأنه متجسد قدامها بنظرته الحادة اللي يشبه الصقر فيها ... وحواجبه اللي غالبا ما يعقدها اذا كان يشوف الشي بحدة أو ما أعجبه ... لكن اللي ماقدرت تتخيله أنها ممكن تفارقهم وماعاد تشوفهم في حياتها مرة ثاني ... نزلت دمعتها لاإراديا والسبب مشاعرها المرتعبة من نتايج زيارة الطبيب هالمرة ...
سحر::/ يبه ..!
أبو مشاري وهو يلتفت عليها ومايخفى عليه توترها :: عيون ابوك .. سمي..!!
سحر وصوتها تبين فيه العبرة :: يبه قل لأمي ومصعب ومشاري اني أحـ ـ ـ أحبهــ .. ـ ـ هنا انقطع صوتها ودخلت في نوبة بكاء كانت تقاومها من دقايق ..
ابو مشاري وهو بعد بدء يتوتر من توترها ،،، مد يده ومسك يدها وضغط عليها :: اذكري الله حبيبتي .. وش صار لك فجأة .. ترى كلها دقيقتين ونرجع لهم ... وأنت قولي لهم اللي في خاطرك ...
سحر وهي تصيح :: يبه أخـ ـ ـ أخاف م م م ما أأرجع ..
ابو مشاري:: وش هالكلام سحر ... ترى بتزعليني منك ...؟؟
سحر ودموعها تزيد بس هي تحاول تسيطر على نفسها::/ يبه والله مو قصدي بس ماأدري وش يصير لي من يكون عندي موعد قلبي يبدء يعورني وأحسه بيوقف من الخوف ...
ابومشاري وهو يضحك بقصد تلطيف الجو::هههههههه أجل ماراح ناخذ لك مواعيد عشان تطيبين ... ونرتاح من هالمشاوير ...
ضغطت سحر على نفسها بالرغم من انقباض صدرها وصعوبة تنفسها من مشاعر القلق اللي مسيطرة عليها و ضحكت على كلام ابوها عشان ماتوتره هو بعد .. واللي فيه كافيه .. قطع عليهم صوت موبايل ابوها يدق وكانت امها تسأل وتستفسرعنها وتشوف اذا هم وصلوا للمستشفى والا بعدهم ...
سكرت أم مشاري الخط بعد ماتطمنت عليه وعلى سحر .. لكن اللي خلاها تتوتر وماترتاح من هالمكالمة هو صوت ابو مشاري اللي ماكان يطمن أبدا ... كان يبين عليه التعب وكأنه مو قادر يلفظ الحرف بشكل صحيح (( معلوم أصلا هو من جاء من السفر أمس مانام ولا أرتاح متوتر من سبة هالموعد ،، الله يستر ومايرتفع عليه الضغط اذا دخل للدكتور وبدء يكشف على سحر)) قامت ام مشاري من خوفها عليه ومباشرة من دون وعي رفعت التليفون واتصلت على مشاري عشان تطلب منه يلحقهم للدكتور .. بس للأسف لقت جهازه مسكر .. وبدون تأخير اتصلت على مصعب اللي على طول رد عليها ..
ام مشاري ::/ هلا مصعب حبيبي ..!!
مصعب وهو يستهبل:: هلا صوصو حبيبتي ... كيفك يا روحي ؟؟
ام مشاري بعصبية ::: صدق ماتستحي ..!!الحين انا اسمي صوصو؟؟
مصعب ::: وش اسوي بك يمه الله يهديك اسمك ابد مو حق مغازل .. يعني قد شفتي بنت تغازل واسمها حصة ..؟؟
ام مشاري::لا والله لايكون مااعجبك اسمي استاذ مصعب ... ترى أغيره علشانك ..!!
مصعب :: لالا والله ماتغيرينه .. وبعدين وش عقبه تغيرينه بعد ماتعودنا عليك .. والا يوم شاب ودوه الكتّاب
ام مشاري بعصبية مصطنعة :: ولد ...!! استح على وجهك يعني ما عجبتك ؟؟
مصعب:: لا وش دعوى الاسم وراعيته على راسي من فوق .. آمريني الغالية وش بغيتي ؟؟
ام مشاري وهي تتنهد:: اسمع انت عارف ان سحر اليوم عندها موعد صح؟؟
مصعب وهو خايف ::: خير يمه وش صاير ؟؟ سحر صار لها شي؟؟
ام مشاري:: /لالالا فال الله ولا فالك ... بس ابوك تو كلمته وصوته ماكان عاجبني أحسه تعبان .. عشان كذا رح لهم يمه المستشفى وخلك مع ابوك .. طلبتك حبيبي..
مصعب واعصابه تسترخي :: بس على كذا يمه .. ابشري وهذي لفة عشان نروح لهم .. بس الله يهديك ماعندك اسلوب كلش .. خوفتيني الصراحة ..
ام مشاري::/ مصعب عيب عليك تراني امك .. وانت مرة رافع الكلفة ..
مصعب ::/ ياربي اللي يزعلون .. بس ماادري انا مو مقتنع انك امي ...
ام مشاري تستهبل ::/ ايه ترانا جايبينك من الشارع من عند باب مسجد الحارة ...
مصعب يضحك ::/ ههههههه لالا يابعدهم لا تفهميني غلط ،، أقصد يعني كأنك وحدة من صديقاتي .. يعني أمون عليك كصديقة مو أم ..
ام مشاري بدهاء// ليه والا هو عندك صديقات يعني؟؟
مصعب ::/ لا وش دعوى أنا مصعب ولدد حصه وابراهيم .. تربيتهم ،،، تبغيني ابيع تربيتي برخيص عشان اللي مايستاهلون ؟؟
ام مشاري ::/ايه فر عقلي بكلامك الحلو .. المهم انتبه للطريق و لاتسرع ... وطمني عليهم اذا وصلت ...
مصعب ::/ أنا ماادري ليش تصير عندكم حالة استنفار اذا صار عندها موعد والمشكلة انها كل 3 شهور تروح ... وانتم الله يهديكم تعيشون نفس حالة الرعب في كل مرة ..المفروض انكم تعودتوا ..
ام مشاري وبدت تخنقها العبرة::/ مصعب هذي سحر ... فاهمني والا أفهمك ... ويالله عاد مع السلامة عشان تنتبه لطريقك ..
مصعب وحس بضيق امه ::/ زين يالغالية مع السلامة ...
توجه مصعب لهم ... وقلبه مثل أهله لا يخلو من الهم والحزن على أخته الوحيدة والحبيبة ... وعلى شبابها اللي ذبلت وردته بسبب اللي الله ابتلاها فيه ...!!
أول ماوصل مصعب للمستشفى وقف سيارته في المواقف وطلع مباشرة لإستراحة الرجال ... لقى أبوه جالس ومكتف يدينه على صدره ومسند راسه على الجدار وشفايفه تتحرك والظاهر انها تلهج بالدعاء ... تنهد مصعب وبدى يتسلل لقلبه التوتر من بدء يشم ريحة معقمات المستشفى ... جلس جنب أبوه وحط يده على رجله ينبهه انه موجود ... التفت أبوه عليه وفي عيونه ألـــــــــــم كبير وحزن وهم على بنته الوحيدة واستغرب وجوده لكن مصعب ابتسم له ابتسامة روحية فهم ابو مشاري من خلالها انه جاي عشان يساند اخته ... اللي مايدري وش مصيرها وش بيكون عليها بعد مايطلعون من الدكتور .. هل ياترى بترجع معهم والا هالمرة مالها رجعة؟؟؟ ...
كانت دقايق معدودة بعدها جت الممرضة تقطع الصمت اللي كانوا فيه و تنادي على اسم سحر ...
قام مصعب وحط يده على كتف أبوه ..
مصعب ::/ يبه انت ارتاح هنا وانا بدخل معها للدكتور ...
ابو مشاري وهو يقوم ::/ لا يامصعـــ ـ ـ ـ
قاطعه مصعب وغصبه يجلس في الاستراحة لأن حالته الصحية ماتسمح له يدخل معها وبمجرد مايخلصون هو وسحر من فحص الدكتور بيرجعون له وبيطمنونه عليها ...
طلع مصعب وتوجه لإستراحة النساء كان شاد على قبضة يده .. وحواجبه منعقدة من التوتر والقلق ...
مو قادر يسيطر على خوفه ومو قادر يخفيه عن أخته لأن اللي فيها كافيها ومو ناقصة احد يزيدها .. طلعت سحر بعد ماسمعت اسمها وشافت مصعب واقف ومسند راسه على الجدار اللي قدام الإستراحة ومعه جواله الظاهر كان بيدق عليها تطلع له .. شافت سحر ملامح مصعب وهي منعفسة وباين عليه الخوف والقلق .. شدت مسكتها على شنطتها وحاولت تداري دمعتها .. حست انها تمشي للموت برجليها ... كان ودها تلف من الجهة الثانية وتركض للشارع وترجع بيتهم .. ماتبي تروح للدكتور ويصدمها بفقدان الأمل في حياتها...
ماتبي تموت ماتبي تخسر أبوها ومصعب ومشاري وامها ... ووزياد ...
ماتبي أحد يتخلى عنها ...
كان ودها لو اهلها وصديقاتها بجنبها عشان لو ماتت تموت وهي مرتاحة والجميع حولها ... تشوفهم ويشوفونها ...
انتبه لها مصعب وهي واقفة على باب الإستراحة وحس بالرعب اللي عايشة فيه ... ابتسم في وجهها يطمنها وتقدم لها ..
مصعب ::/ هاه يالغلا ... نمشي ؟؟
سحر::/وين أبوي ؟؟؟ ماراح يجي معنا ؟؟
مصعب وهو يبتسم لها ::/ لا بينتظرنا بالإستراحة لحد مانخلص وبنرجع له ...
مسك مصعب يد سحر وخلاها تمشي معه ... كانت سحر تسحب رجولها على الأرض سحب (( ودي أرجع ،، أبي أمي ليتها جت معي كان قدرت أرمي نفسي على صدرها وأصيح ،،،)) دخلوا مصعب وسحر لوحدة القلب والجراحة... أول ماقرت سحر الأسم انقبض قلبها وحست ان الدمعة خانتها ونزلت على خدها ..لكن وش تسوي هذا المقدر والمكتوب ومالها بد منه ..
رفعت عينها وشافت مصعب يتكلم مع واحد أول مادققت في ملامحه عرفت انه راشد ولد خالتها اللي يتدرب هنا بحكم انه طالب في كلية الطب قسم جراحة القلب ...
راشد وهو يرفع نظارته ::/ مايكون الا خير مصعب اذكر الله انت بس..
مصعب ووجه مسود من الخوف ::/ لا اله الا الله .. بس صدق راشد اقرأ ملفها وقل لنا عن طبيعة اللي فيها .. وعن الأمل في اجراء العملية لها ..
نزل راشد راسه .. وبعد ثواني رفعه وعلى وجهه ابتسامة خفيفة ... بالصدفة طاحت عينه بعين سحر اللي كانت واقفة وراء مصعب بس بعيدة شوي .. شاف شكلها بالعباية ووش كثر هي صغيرة وجسمها ضئيل وكأنها وحدة في عمر الطفولة دق قلبه لوجودها وبغت تطيح الاوراق اللي معه بس حاول يسيطر عليها وعلى نفسه .. عشان مايفضح عمره .. هو دائما كذا اذا وقف الأمر عند سحر تتلخبط كل القوانين عنده ... مايقدر يحدد هوية الشعور اللي يدغدغ قلبه ... بس دائما كان يعلق هالمشاعر على شماعة الرحمة والعطف ...
راشد ::/ مصعب هذي المرة الألف اللي اقرأه على امل انه يكون استجد شي في حالتها .. بس للأسف أختك ماتتحمل العملية كونه خطر يتوقف القلب من التخدير لأن الرئتين عندها ماتساعدنا أبدا لإصابتها بالحساسية ،، يعني مانقدر نتدخل جراحيا وبنكتفي بالعقاقير ..(( وبنظرة تشكك)) يعني ماأظنكم بتخاطرون بحياتها وهي الآن مستقرة ؟؟
مصعب يتنهد::/ لا بالله وأنا اخوك ماحنا بمخاطرين ..!!
رفع مصعب يده يطالع الساعة وشاف انهم تأخرو عن الدكتور... والممرضة سبقتهم من زمان لغرفته لذلك وبسرعة تقدم مصعب وحط يده بيد راشد يودعه ::/يالله عاد يالغالي أعذرنا قطعناك ... واحنا تأخرنا
نشوفك على خير ولا تقاطع خلنا نشوفك..
راشد وهو يحس بالنشوة ومايدري وش سببها ::/ ابشر باللي يرضيك ياابو ابراهيم .. وان شاء الله ماعليكم شر ... وانتم كل مرة تجون هنا بتلقوني موجود ... معسكر في هالقسم لحد مايرضون لي بالبعثة ...
مصعب وهو يضحك::/ ههههههه الله يوفقك ان شاء الله ...
التفت مصعب لسحر عشان يعطيها الإشارة تمشي معه للدكتور ... ومشوا لنهاية الممر وين مالغرفة المخيفة اللي يرتعش بسببها جسم سحر واهلها ... ومسك مصعب المقبض وفتح الباب ودخلوا ... يواجهون المكتوب ..!!!
وصلت سارة ولميس للبيت وكانوا كلهم بينزلون في بيت ابو عبدالله لأنه صعبة على لميس ترجع مع السواق لحالها ... أول مانزلوا البنات من السيارة كانت لميس سابقة سارة بشوي .. وسارة تمشي وراها وحايسة مع شنطتها والعباية عشان كذا وقفت شوي تحاول ترفع الشنطة على كتفها بس للأسف اذا رفعتها رجعت عبايتها تطيح .. أول ما ضبطت وضعها وصارت اوكيه مشت متوجهة لبابهم بس فجأة.. صدمت بجسم قدامها وللأسف طاحت الشنطة من على الكتف ونزلت عباتها من على راسها ..
رفعت سارة عيونها بتشوف هالمتخلف اللي خرب ترتيبها الصعب واللي بالحسرة قدرت تضبطه .. شافت لميس واقفة قدامها وحاطه يدها على فمها ...
سارة بصراخ ::/ لميسوة ووجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع .. ماتشوفين طريقك .. امشي يالله هذا هو بابنا ليش موقفة ..
التفتت عليها لميس وهي متخصرة .. ::/اللي موقفني حبيبتي هو كشخة سواقكم .. (( وتقلد صوتها وتحرك يدها وعيونها )) عاد سوراج يلبس ملابس أنيقة مع بعض وكأنه عارض لوحدة من دور الأزياء الفرنسية الفخمة ... هههه والله حالة شوفي وشو مهبب ؟؟
التفت سارة على سيارتهم وشافت سوراج واقف عندها يغسلها ولا بس وزرة كاروهات موف واحمر وتي شيرت أبيض نص كم وعليه زنوبة خضراء ...
فقدت سارة سيطرتها على نفسها وانفجرت من الضحك ... وضحكت معها لميس وغاصوا الثنتين في موجة ضحك شديدة ..
لميس ::/ والله انه حفلة ..
سارة :: الله يقلعه اصبري شوي والله لأكفخه على هالمطاريس اللي هو لابسها تقل بطانية أدفا ..
نادت سارة سوراج عشان تأدبه بس اول ماشافته جايها يركض ووجهه السمح وشنبه اللي بدء يغزيه الشيب استحت منه وتراجعت وماقالت له شي وسحبت بنت عمها ودخلوا بيتهم ...
أول مادخلوا رمت سارة شنطتها على درج الباب الداخلي وعبايتها معها وراحت تركض لقفص الهامسترات الموجود بزاوية البيت ..
لميس بقرف::/ أنت يالبيبي تعالي شيلي اغراضك ولا حقه تراك على هالفيران ...
سارة وهي تدخل القفص ::/ شوي لميس تكفين ..
وقفت لميس تنتظر مهزلة سارة تنتهي ... شافتها وهي تطلع من القفص وجايه لها وفي يدها همستر صغيير تلعبه بين يديها .. تقززت لميس منه لأن اصلا هي تخاف من الحيوانات بشكل عام ..
لميس بقرف::// انا مادري وش عاجبك بهالفيران ؟؟
سارة::/همسترات يالقروية همستراااااااااااااااااااااااااااااااااات .. مو فيران ..
لميس ::/اللي هو بس انه حيوان مقرف ومقزز ..
سارة رفعت حاجبها وعلى فمها نص ابتسامة وهي تتقدم من مكان لميس
لميس والخوف بدء يتسلل لقلبها وماحست بالأمان من نظرات سارة الخبيثة رمت شنطتها على الأرض :://سويرة القشرى وش تبين؟؟
استغلت سارة خوف لميس وقربت منها الهمستر الصغير وبدت لميس تصرخ وراحت تركض بعيد وسارة تلحقها فيه عشان تحطه على كتفها ... صاروا يتطاردون في الحوش كأنهم توم و جيري لحد ما سمعتهم ام عبدالله وطلعت تشوف وش اللي صاير وشافت المهزلة اللي مسويتها سارة على لميس بنت عمها ..
رحمت أم عبدالله لميس المسكينة اللي كانت تصيح من الخوف وراحت تضرب سارة الشريرة ((واللي كانت تضحك بهستيريا وفرح)) عشان ترجع الهمستر لبيته ... ويدخلون يبدلون عشان الغداء ...
طلعوا سحر ومصعب من عند الدكتور وهم يغشاهم الهم والحزن .. مع انه نفس الكلام يتكرر عليهم .. بس لازم في كل مرة يكون له وقع بأنفسهم ... كل مايجون للدكتور يكون عندهم أمل كبير أنه يسمح بالعملية لأختهم عشان تقدر تمارس حياتها طبيعية .. لكن للأسف يصدمهم بنفس الكلام أنه ما فيه امل عملية لحد ما يحسون انها ممكن تتحمل التخدير وعملية ممكن تستغرق أكثر من أربع ساعات ... توجهوا لأبوهم في الإستراحة .. وأول ماشاف ابو مشاري ملامح مصعب عرف وش قال الدكتور بس ماحب يكدر على بنته زيادة .. فقرب لها وحط يده على كتوفها وابتسم ومشى معها عشان يطلعون من هالمستشفى الكريه ...
أول ماوصلوا للبيت لقوا أم مشاري ومشاري جالسين بالصالة واعصابهم مشدودة وينتظرونهم يجون على أحر من الجمر ..
اول مادخلت سحر أطلقت لنفسها العنان وقامت تصيح بعنف ورمت نفسها في حضن أمها ..
ام مشاري خافت لا يكون شي جديد صاير لبنتها وهم مايدرون ..::/ خير وش فيكم .. ؟؟ وش قال الدكتور ؟؟
مصعب وهو يرمي شماغه على الكنب ويجلس::// زي كل مرة مافيه شي جديد ..
مشاري:://يعني ماراح يسوي لها عملية ؟؟
مصعب::/يقول أن اللي فيها مايستدعي نخاطر بحياتها ونسوي لها العملية .. يعني سحر تقدر تتحمل الوضع بدون عملية ولاهم يحزنون..
مشاري وهو يلتفت على سحر ::// سحر الله يهديك وش فيك ؟؟ على اللي سويتيه توقعنا الأسوأ..
سحر وهي تقوم من حضن أمها وتصيح بقوة وتصارخ بانهيار::/بس ولو يا مشاري ولو ...لأنك مو أنت المريض قاعد تقول هالكلام... أنت ماتحس باللي احس فيه .. وما يحس بالنار الا واطيها ... وبعدين حتى لو كان اللي فيني أنا عارفته وحتى لو كنت متوقعة رد الدكتور .. بس انا عندي امل اني اتعالج واعيش مثل ما الناس عايشة ... ماأبي أحس بالنقص .. إذا عصبت سحر لاتعصبين لأنه مو زين لك ،، إذا ضحكت واستانست سحر انتبهي لنفسك .. اذا ماأكلت سحر كلي لانه خطر عليك ..
والله والله اني مليت يامشاري مليت ... ابي اتحرر من هالشي أبي اعيش بحرية مافيه قيود .. مافيه ادوية لازم آكلها في وقتها والا ترى تجيني نوبة ومااتحملها وتروح فيها حياتي واخسر كل اهلي ..
أنهارت سحر من الصياح ،، لأنه فعلا كل مرة الامل عندها يتجدد بس للأسف الدكتور ينهيه بجرة قلم وكأن شي ما صار .. كلامها هز مشاري اللي ما كان متوقعه ..وبدون وعي منه قرب منها وخذها في حضنه وحاول يهديها من اللي فيها ويواسيها بكم كلمة تريحها ...
كل هذا وكانت ندى تطالعهم من عند الدرج لانها اول ماسمعت صوت السيارة وشافت انه مصعب ما قدرت تتنتظر اكثر فوقفت عند الدرج تسمعهم وهم في الصالة وش قالوا عن سحر وموعدها .. وأول ما انهارت سحر ما قدرت ندى تتمالك نفسها صاحت بشراهة وشالت عمرها وراحت لزياد أخوها في غرفته ...