[زكي مبارك]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

نتابع معاً هذا الموضوع، وأرجو من الأعضاء أن يتحلوا بالصبر على هذه المشاركة الطويلة، وهي على النحو التالي:

قال عبد الله بن المبارك خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام فبينما أنا في بعض الطريق إذا أنا بسواد يلوح فإذا هي عجوز فقلتُ: السلام عليك.
فقالت : ﴿<span style='color:crimson'>سلامٌ قولاً من ربٍ رحيم﴾ يس 58.
فقلت : يرحمك الله، ماذا تصنعين في هذا المكان؟
قالت : ﴿من يضللِ الله فلا هاديَ له﴾ الأعراف 184، فعلمت أنها ضالة عن الطريق.
فقلت لها : أين تريدين؟.
قالت : ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا﴾ الإسراء 1، فعلمت أنها قضت حجّها، تريد بيت المقدس.
فقلت لها : أنتِ منذ كم في هذا الموضع؟.
قالت : ﴿ثلاث ليالٍ سويّا﴾ مريم 10.
قلت : ما أرى معك طعاماً تأكلين؟!.
قالت : ﴿هو يطعمني ويسقين﴾ الشعراء 79.
قلت : فبأي شيءٍ تتوضئين؟.
قالت : ﴿فإن لم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيّباً﴾ المائدة 6.
قلت : إن معي طعاماً فهل تأكلين؟.
قالت : ﴿أتموا الصيام إلى الليل﴾ البقرة 187.
قلتُ : هذا شهر رمضان!.
قالت : ﴿فمن تطوّع خيراً فهو خير له﴾ البقرة 184.
قلتُ : قد أُبيح لنا الإفطار في السفر.
قالت : ﴿وأن تصوموا خيرٌ لكم﴾ البقرة 184.
قلتُ : فلم تتكلمين مثل كلامي؟!
قالت : ﴿ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد﴾ ق 18.
قلتُ : من أنتِ؟!.
قالت : ﴿ولا تقفُ ما ليس لك به عِلْمٌ إن السمع والبصر والفؤاد كلُّ أولئك كان عنه مسئولا﴾ الإسراء 34.
قلتُ : قد أخطأتُ فاجعليني في حِلٍّ.
قالت : ﴿لا تثريب عليكم اليوم يغفرُ الله لكم﴾ يوسف 92.
قلتُ : فهل لكِ أن أحملكِ على ناقتي فتدركي الحافلة؟.
قالت : ﴿وما تفعلوا من خيرٍ يعلمه الله﴾ البقرة 197، فأنختُ ناقتي فقالت : ﴿قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم﴾ النور 30، فغضضتُ بصري عنها، فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة فمزّقت ثيابها. فقالت : ﴿وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم﴾ الشورى 80.
فقلت لها : اصبري حتى أعقلها.
قالت : ﴿ففهمناها سُليمانَ﴾ الأنبياء 79، فشددتُ لها الناقة، قلتُ : اركبي، فركبت وقالت : ﴿سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كُنّا له مقرنين * وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون﴾ الزخرف 13، 14.
قال : فأخذتُ بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح.
فقالت : ﴿واقصد في مشيك واغضض من صوتك﴾ لقمان 11، فجعلت أمشي رويداً وأترنم بالشعر.
فقالت : ﴿فاقرءوا ما تيسر من القرآن﴾ المزمل 12.
فقلتُ لها : لقد أوتيتِ خيراً كثيرا.
قالت : ﴿وما يذّكرُ إلا أولو الألباب﴾ البقرة 269.
فلما مشيتُ بها قليلاً قلت : لكِ زوج؟.
قالت : ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إنْ تبدَ لكُم تسؤكمْ﴾ المائدة 101.
فسرتُ بها حتى أدركتُ القافلة فقلتُ لها : هذه القافلة فمَن لكِ فيها؟.
قالت : ﴿المال والبنون زينة الحياة الدنيا﴾ الكهف 46، فعلمت أن لها أولاداً.
قلت : فما شأنهم في الحج.
قالت : ﴿وعلاماتٍ وبالنجمِ هم يهتدون﴾ النحل 16.
فعلمتُ أنّهم أدلاء الركب فقصدتُ بها القباب والعماريات وقلت : هذه القباب، فمن لكِ فيها؟.
قالت : ﴿واتخذ الله إبراهيم خليلاً﴾ النساء 125، ﴿وكلّم الله موسى تكليما﴾ النساء 164، ﴿يا يحيى خُذِ الكتابَ بقوّة﴾ مريم 12.
فناديتُ : يا موسى! يا إبراهيم! يا يحيى! فإذا بشبّان كأنّهم الدنانير قد أقبلوا فلمّا استقر بهم الجلوس قالت : ﴿فابعثوا أحدَكم بورِقكم هذه إلى المدينة فلينظُر أيها أزكى طعاماً فليأتِكم برزقٍ منْه﴾ الكهف 19.
فمضى أحدهم واشترى طعاماً فقدّموه وقالت : ﴿كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلَفتم في الأيام الخالية﴾ الحاقة 24.
فقلتُ : الآن طعامكم حرام عليّ حتى تخبروني بأمرها!.
فقالوا : إنها أمّنا ولها منذ أربعين سنة لا تتكلّم إلا بالقرآن مخافة أن تزلّ فسيخط عليها الرحمن!.</span>



<marquee direction=right>وتقبلوا السلام الزكي المبارك من (زكي مبارك)....</marquee>