عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2010, 11:55 PM   رقم المشاركة : 27
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: رحيل المرجع آية الله السيد محمد حسين فضل الله

السيد فضل الله: فقيد الانسانية
رأي القدس



7/6/2010





رد: رحيل المرجع آية الله السيد محمد حسين فضل الله



يشيع لبنان والأمة الاسلامية اليوم المرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله الذي سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه أباً للمقاومة ومبشراً بالاعتدال وداعية للحوار الانساني ـ الانساني لاظهار الوجه الحضاري للاسلام، وراعياً اصيلاً للتقريب بين المذاهب والأديان، والترفع عن الصراعات والفتن الطائفية.
انه المنظر للثورة ومواجهة الاحتلال والانتصار لقيم العدالة ومكافحة الظلم، والوقوف في خندق الضعفاء والمحرومين، ولهذا التفوا حوله، وتزاحموا للاستماع الى خطبه ودروسه، ومطالعة كتبه وفتاواه الغزيرة.
الخسارة كبيرة دون شك، فمرجعيته الدينية التصقت دائماً بجمهور الأمة في آلامها وآمالها، لم يهادن الاستعمار ابداً، بل كان صوت الحق الداعم للمقاومة المحرض عليها، المبارك لقيادتها، ولهذا كان هدفاً للكثير من عمليات الاغتيال التي تورطت فيها دول عديدة، على رأسها اسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول العربية للأسف.
تميز دائماً بالتواضع الجم، والترفع عن متع الحياة ومباهجها، كان ناسكا في اسلوب معيشته، يستقبل زواره ومريديه في دارته المتواضعة او مسجده في الضاحية الجنوبية، ضاربا مثلاً في التقوى والزهد.
الفقيد الكبير كان دائماً منهمكاً في هموم الامة جاعلاً من رص الصفوف وتوحيد الامة رسالته الأهم، وهمه اليومي، ولهذا أحبه الناس، والتفوا حوله، ووجدوا في عظاته واجتهاداته الحكمة والأمل، فهو صاحب المقولة 'احبوا بعضكم بعضاً، ان المحبة هي التي تبدع وتؤصل وتنتج.. تعالوا الى المحبة بعيداً عن الشخصانية والمناطقية والحزبية والطائفية.. تعالوا كي نلتقي على الله بدلاً من ان نختلف باسم الله'.
عزاء هذه الامة ان الراحل الكبير أثرى مكتباتها بعشرات الكتب في الفقه والشريعة والفكر الانساني، وعاش حتى رأى الاراضي اللبنانية تتحرر كلها تقريباً من الاحتلال الاسرائيلي، والمقاومة تتصدى بشجاعة اسطورية للعدوان الاسرائيلي على لبنان قبل أربع سنوات في صيف العام 2006، وربما ليس من قبيل الصدفة ان ينتقل إلى الرفيق الأعلى والوطن على أبواب الاحتفال بالنصر الكبير الذي تحقق، وكسر شوكة الجيش الاسرائيلي الذي تباهى بانه لن يقهر.
القضية الفلسطينية ستفتقد في السيد فضل الله نصيراً كبيراً وقف دائماً في خندقها، داعماً لابنائها المقاومين، داعياً أبناء لبنان والمسلمين جميعاً للشهادة من أجل استرداد المقدسات والأرض المحتلة. وعندما تآمرت القوى الغربية على المقاومة الفلسطينية، وأخرجتها من لبنان، كان الأب المؤسس لمقاومة أكثر بأساً وعناداً في الحق، ملأت الفراغ بسرعة وحملت الراية مواصلة المسيرة، ومحققة فصولاً رائعة ومشرفة في التصدي للاحتلال، وأجبرته في نهاية المطاف على التسليم بالهزيمة والهروب بشكل مهين من الأرض اللبنانية، في أول عملية تحرير تتم بقوة السلاح.
الأمة التي أحبها الفقيد الراحل وسخر حياته وفكره من أجل خدمة قضاياها وعقيدتها ستحفظ اسمه محفوراً في وجدانها، وقطعاً سيواصل مئات الآلاف من تلاميذه مسيرته التي بدأها.
رحم الله الشيخ فضل الله، وأدخله فسيح جناته، فقد كان رجلا في زمن عز فيه الرجال.


http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...ytitle=ffالسيد فضل الله: فقيد الانسانيةfff&storytitleb=رأي القدس&storytitlec=

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس