الأخ والأستاذ العزيز باقر الرستم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد
بين يدي كتاب أقلب صفحاته ، إن لم يمرّ عليك الكتاب فقد يكون مرّ عليك مؤلفه ( قراءة بشرية للدين ، الشيخ محمد مجتهد الشبستري ) في هذا الكتاب يجدر بك أن تقف مليا أمام أطروحاته التي تشك أحيانا أن كاتبها شيعيا ومن خريج مدرسة إيران ..
سأنقل هذا المقطع ، ونفس المقطع سؤال للأخ الأستاذ ..
الفصل الثامن ( الإسلام والديمقراطية ) ، ص 186 :
’’
نحن لا نجد ، لا في صدر الإسلام ولا في دعوة النبي الأكرم ، أثرا لمقولة تجسم السلطة الإلهية على وجه الأرض ، والشاهد على ذلك عندما رحل النبي عن هذه الدنيا ... اجتمع المسلمون وأسسوا حكومة زمنية على أساس رؤيتهم الدنيوية للسلطة ومن خلال المنهج المتبع آنذاك وهو البيعة .
والظاهر كما تشير إليه الوقائع التاريخية ، أن الخلاف بين أنصار الإمام علي والآخرين لم يكن من جهة أن هؤلاء كانوا يقولون بوجود سلطة إلهية متجسدة على الأرض إلى جانب السلطة الدنيوية وأن الإمام علي يعتبر مصداقا للسلطة الإلهية . لا يوجد ما يشير إلى وجود هذا التصور ، كل ما في الأمر أن بعض هؤلاء كان يرى أن النبي ومن أجل حفظ مصالح المسلمين قد اختار الإمام علي لتصدي منصب السلطة الأرضية الزمنية ، ومثل هذا النصب كان متداولا في ذلك الزمان .
أما الأدلة التي تقرر وجوب نصب الإمام من الله تعالى ومسائل من هذا القبيل فقد ظهرت بين المتكلمين الشيعة في أواخر القرن الثالث الهجري تقريبا ، ولم يكن لها أثر تاريخي معتمد قبل ذلك الزمان
‘‘ .