السعيد .. شاعر تجاوز شاطئ الراحة إلى جزيرة الكنز!!
كان للشاعر محمد علي السعيد إطلالة مختلفة جسدت جمال الموهبةباقتدار، وأبرزت ذكاء الشاعر بتميّز، وأضاءت عوالم الإبداع، وأعادت عبق الذكرى التيخلدها مبدعو الاحساء، تلك البيئة الشعرية والثقافية الزاخرة، وكان لأبيات السعيدالافتتاحية في برنامج شاعر المليون وقصيدة المشاركة التي شدا بها طابع التميز ودليلالتمكن وشذا التفرّد:
لو اقدر اتقسّم عليكم
تقسمت ووزعتني ما بين لجنه وجمهورالليله اشبهني كثيروتجسمتبعيون من حبّوني إحساس وشعورجيت بْحِزن يعني اشيضر إن تبسّمتلعلّها تنبت على شفاهي زهوركم لي وانامخنوق توّي تنسمتوكم كنت مصدر نور عايش بلا نور
وكانت ومضة شعرية لافتة جمعت جمال الشاعرية وضِرامالمشاعر وعبقرية الشاعر وهيأت المتلقي لدخول بهو الجمال وارتشاف كؤوسالإبداع.
ما جيت وقتي بَعَد ما فاتنيفوتهلو قلت لخطاي في دربي تأنيني
استهلال بالنفي يشد السامع ينفي ليؤكد طريقة الحضور وكيفيةالمشاركة، فلا زال في الإبداع متسع وإن تأخر فلا زال يجد في شاعريته ما يدفعهاختيارا لخوض المنافسة فلم يكن تأخره إلاّ أناةً ورويّة فهو يحضر عندما يرى أنالمكان يليق بشعره وموهبته أو أن المسابقة قد نضجت أكثر أو لسبب آخر أفصح عنهالشاعر في نهاية القصيدة ..!
جيته مثل غص تدّلاّ بيبخوتهإن ما قطف وحدتي أو لا يثنّيني
يؤكد مجيئه بكيفية الحضور لأن النفي في البيت الأول «ما جيت» ليس لنفي المجيء بل لنفي التأخر الذي وإن حدث فإنما كان للتأني والتبصُّر وكنتيجةلهذه الأناة وذاك التريّث أراد أن يوضح الشاعر أنه أراد أن يحضر بهذه الكيفية كـ «غصن تدّلا به بخوته» ولا يتدلى إلاّ الغصن المثمر.
والإشارة إلى الحظ هنا «بخوته» تلميح إلى أن المنافسة قد لا يحسمها مستوى الشاعر فقط فهي مرتبطة بعدّةأمور أُخرى أبرزها التصويت ، وثمر الشاعر هو الذي يمنحه الفرصه ليرمي بسهمه ويرىحظه في منافسة يريد أن يظهر من خلالها إن لم تقتطف أينعَ ثمرِه ويرتقي أعلى منابرهافلا أقل من أن تترك أغصانه سليمة لا تثنيها بالتجني ولا تكسرها بالنقد الملتوي ولاأظن الشاعر إلاّ قد أراد الإشارة إلى أن نهج المسابقة وأسلوب اللجنة أحد أسباب التيتمنع الكثيرين من المشاركة ، ويعود الشاعر إلى التأكيد على براعته الشعرية فلم يكنيقصد من تلميحه لمسألة الحظ إلاّ الإشارة لمسألة التصويت التي قد تهب الأمر إلى غيرأهله، وإلاّ شعرياً هو اليانع المتدلّي القريب إلى الذائقة وهو مع تردده فيالمشاركة وتوجسه من آلية البرنامج إلاّ أنه لا يرتضي أن يبقى شعره حبيس أدراجه فهومما يستحق الظهور وإن بقي كذلك فهو مما يُذخر و يخلد ويجمّل الذكِر.
واللي ذخر ما كتبْه لمابعَد موتهلا صرت انا إياه يا ذكراي هنيني
لذلك عاد لتأكيد علو كعبه الشعري واستعرض قدراته وطقوسهالشعرية التي من خلالها أجاد في بث معاناته وإيصال رسالته إلى بر الأمان «شاطئالمترفه !!».
شاعر يسيّل كلامه غيمةسكوتهلا قال يا مجدبات القاف عِنّيني
والسكوت يعكس ردة فعل العاجز عن تغيير ما يراه من ظلم أوحرمان أو تجاهل، ولكن السكوت هنا كان غيمةً ممطرةً قد تهطل في أي فصل من فصولالمعاناة، والشاعرُ خيرُ مَن يتحدث عن المعاناة أو يصوّر العناء لذلك فقد سالت غيمةسكوته في أودية الشعر وهَتَنت زخّات معاناته في شعاب الحسرة وقد «عَنّت» مجدباتالشعر وتشربت مأساته ورأى قصائده «بنات الشاعر» تئن حول تابوته بما تحمل من تصويرللأسى وتعاظُم للمعاناة ولكنه لا يزال رغم ذلك يمسك بزمام الصبر ويتوسل قصائده لأنتتوقف عن الأنين وكأنه يشير إلى قدرته ورغبته في كتابة ما يبهج بعيداً عن استرجاعالضيق الذي يعيشه، وهو القادر على كتابة ما يبهج ويسعد ويخلد ويُحيي ذكراه وكأنهيقول ما قاله علي بن الجهم:
وما أنا ممن سيّر الشعرُذِكرَهُولكنَّ أشعاري يسيرُ بها ذِكري !
ويتحوّل الشاعر إلى التلميح إلى بعض مظاهر معاناته التي لاأظن أولها ولا آخرها بَنْد الأجور الذي ذكره في أبياته الافتتاحية «شاعر على بندالأجور و ترسّمت» معاناته التي تطارده فما أتعس أن تعيش على بحرٍ يحرمك «درّهوياقوته» إن نجوت من أمواجه أعطشتك ّ ملوحته لذلك قرّر أن يعمد إلى الشاطئ «أحدالأسباب التي ذكرناها في مقدمة القصيدة» فلعلّه يجود بما يسد الرمق وأراه قد تجاوزشاطئ الراحة إلى جزيرة الكنز! لذلك أردف مباشرةً بـ يا «مترفة» التي يناجيها لتنقذهمن مملكة البحر لأنه لم يجد للفرح عنواناً كما يقول المبدع سعود الصاعدي «راح الفرحواللي يجيب الفرح راح»، إذن هناك علاقة وثيقة بين الشاطئ والمترفة التي بث شكواهلها.
كتب - ماجد الغامدي
كان للشاعر محمد علي السعيد إطلالة مختلفة جسدت جمال الموهبةباقتدار، وأبرزت ذكاء الشاعر بتميّز، وأضاءت عوالم الإبداع، وأعادت عبق الذكرى التيخلدها مبدعو الاحساء، تلك البيئة الشعرية والثقافية الزاخرة، وكان لأبيات السعيدالافتتاحية في برنامج شاعر المليون وقصيدة المشاركة التي شدا بها طابع التميز ودليلالتمكن وشذا التفرّد:
لو اقدر اتقسّم عليكمتقسمتووزعتني ما بين لجنه وجمهورالليله اشبهني كثيروتجسمتبعيون من حبّوني إحساس وشعورجيت بْحِزن يعني اشيضر إن تبسّمتلعلّها تنبت على شفاهي زهوركم لي وانامخنوق توّي تنسمتوكم كنت مصدر نور عايش بلا نور
وكانت ومضة شعرية لافتة جمعت جمال الشاعرية وضِرامالمشاعر وعبقرية الشاعر وهيأت المتلقي لدخول بهو الجمال وارتشاف كؤوسالإبداع.
ما جيت وقتي بَعَد ما فاتنيفوتهلو قلت لخطاي في دربي تأنيني
استهلال بالنفي يشد السامع ينفي ليؤكد طريقة الحضور وكيفيةالمشاركة، فلا زال في الإبداع متسع وإن تأخر فلا زال يجد في شاعريته ما يدفعهاختيارا لخوض المنافسة فلم يكن تأخره إلاّ أناةً ورويّة فهو يحضر عندما يرى أنالمكان يليق بشعره وموهبته أو أن المسابقة قد نضجت أكثر أو لسبب آخر أفصح عنهالشاعر في نهاية القصيدة ..!
جيته مثل غص تدّلاّ بيبخوتهإن ما قطف وحدتي أو لا يثنّيني
يؤكد مجيئه بكيفية الحضور لأن النفي في البيت الأول «ما جيت» ليس لنفي المجيء بل لنفي التأخر الذي وإن حدث فإنما كان للتأني والتبصُّر وكنتيجةلهذه الأناة وذاك التريّث أراد أن يوضح الشاعر أنه أراد أن يحضر بهذه الكيفية كـ «غصن تدّلا به بخوته» ولا يتدلى إلاّ الغصن المثمر.
والإشارة إلى الحظ هنا «بخوته» تلميح إلى أن المنافسة قد لا يحسمها مستوى الشاعر فقط فهي مرتبطة بعدّةأمور أُخرى أبرزها التصويت ، وثمر الشاعر هو الذي يمنحه الفرصه ليرمي بسهمه ويرىحظه في منافسة يريد أن يظهر من خلالها إن لم تقتطف أينعَ ثمرِه ويرتقي أعلى منابرهافلا أقل من أن تترك أغصانه سليمة لا تثنيها بالتجني ولا تكسرها بالنقد الملتوي ولاأظن الشاعر إلاّ قد أراد الإشارة إلى أن نهج المسابقة وأسلوب اللجنة أحد أسباب التيتمنع الكثيرين من المشاركة ، ويعود الشاعر إلى التأكيد على براعته الشعرية فلم يكنيقصد من تلميحه لمسألة الحظ إلاّ الإشارة لمسألة التصويت التي قد تهب الأمر إلى غيرأهله، وإلاّ شعرياً هو اليانع المتدلّي القريب إلى الذائقة وهو مع تردده فيالمشاركة وتوجسه من آلية البرنامج إلاّ أنه لا يرتضي أن يبقى شعره حبيس أدراجه فهومما يستحق الظهور وإن بقي كذلك فهو مما يُذخر و يخلد ويجمّل الذكِر.
واللي ذخر ما كتبْه لمابعَد موتهلا صرت انا إياه يا ذكراي هنيني
لذلك عاد لتأكيد علو كعبه الشعري واستعرض قدراته وطقوسهالشعرية التي من خلالها أجاد في بث معاناته وإيصال رسالته إلى بر الأمان «شاطئالمترفه !!».
شاعر يسيّل كلامه غيمةسكوتهلا قال يا مجدبات القاف عِنّيني
والسكوت يعكس ردة فعل العاجز عن تغيير ما يراه من ظلم أوحرمان أو تجاهل، ولكن السكوت هنا كان غيمةً ممطرةً قد تهطل في أي فصل من فصولالمعاناة، والشاعرُ خيرُ مَن يتحدث عن المعاناة أو يصوّر العناء لذلك فقد سالت غيمةسكوته في أودية الشعر وهَتَنت زخّات معاناته في شعاب الحسرة وقد «عَنّت» مجدباتالشعر وتشربت مأساته ورأى قصائده «بنات الشاعر» تئن حول تابوته بما تحمل من تصويرللأسى وتعاظُم للمعاناة ولكنه لا يزال رغم ذلك يمسك بزمام الصبر ويتوسل قصائده لأنتتوقف عن الأنين وكأنه يشير إلى قدرته ورغبته في كتابة ما يبهج بعيداً عن استرجاعالضيق الذي يعيشه، وهو القادر على كتابة ما يبهج ويسعد ويخلد ويُحيي ذكراه وكأنهيقول ما قاله علي بن الجهم:
وما أنا ممن سيّر الشعرُذِكرَهُولكنَّ أشعاري يسيرُ بها ذِكري !
ويتحوّل الشاعر إلى التلميح إلى بعض مظاهر معاناته التي لاأظن أولها ولا آخرها بَنْد الأجور الذي ذكره في أبياته الافتتاحية «شاعر على بندالأجور و ترسّمت» معاناته التي تطارده فما أتعس أن تعيش على بحرٍ يحرمك «درّهوياقوته» إن نجوت من أمواجه أعطشتك ّ ملوحته لذلك قرّر أن يعمد إلى الشاطئ «أحدالأسباب التي ذكرناها في مقدمة القصيدة» فلعلّه يجود بما يسد الرمق وأراه قد تجاوزشاطئ الراحة إلى جزيرة الكنز! لذلك أردف مباشرةً بـ يا «مترفة» التي يناجيها لتنقذهمن مملكة البحر لأنه لم يجد للفرح عنواناً كما يقول المبدع سعود الصاعدي «راح الفرحواللي يجيب الفرح راح»، إذن هناك علاقة وثيقة بين الشاطئ والمترفة التي بث شكواهلها.
بقلم الكاتب : ماجد الغامدي