عرض مشاركة واحدة
قديم 19-01-2010, 12:44 PM   رقم المشاركة : 1
ابن الشهيد
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
 
الصورة الرمزية ابن الشهيد
 







افتراضي حتى أنت يا أوباما

( لم يعد في الولايات المتحدة الاميركية حكومة من غير اليهود, بل إدارة يكون اليهود فيها شركاء كاملين في صناعة القرارات على جميع المستويات ) - عن صحيفة معاريف الإسرائيلية في 2 / سبتمبر / 1994م.


قبل فترة ليست بالقصيرة من تنصيب الرئيس الاميركي باراك حسين أوباما, وتحديدا في شهر يوليو من العام 2008م , كنت قد كتبت مقالا لم يرضى عنه بعض المتفائلين بتنصيب هذا الزعيم الجديد لأقوى دولة في العالم , حمل ذلك المقال في وقتها عنوان " أوباما ... و الطريق الأقصر الى البيت الأبيض" , رسمت من خلاله صورة استشرافية للزعيم الجديد , حيث كانت ـ وجهة نظري ـ وقتها مبنية على أسس من استنتاجات ومعطيات تاريخية تساند الرأي القائل : بأنه لا فرق يذكر بين رئيس اميركي وآخر وخصوصا بالنسبة لدعم ومساندة قضايانا العربية , فالجميع بلا استثناء مجرد امتداد لأذرع منفذة للمخططات الصهيونية وداعمة لكل القرارات التي من شأنها دعم مستعمرة الخوف الصهيونية الكبرى " إسرائيل " , فقاعدة الانتصار والفوز بكرسي البيت البيضاوي لابد ان يبدأ بجواز المرور الصهيوني.

حيث كانت تلك الأصوات المتفائلة كثيرا في ذلك الوقت تتأمل ان يعيد هذا القادم الجديد الى العالم رونقه واستقراره وهدوءه الذي سلبه إياه سلفه الرئيس جورج بوش الابن, والذي ودع العالم بعد ان أغرقه في الحروب والإرهاب والفوضى العارمة حينها بحذاء لن ينساه طيلة حياته , حتى أن تلك الأصوات انقسمت على نفسها في ذلك الوقت الحرج , فما بين فئة مزمرة ومطبلة فرحا بالأيام البيضاء القادمة والتي سيؤسسها الزعيم الاميركي الأسود , دون قراءة متأنية ومتفحصة لما كان يحدث من تغييرات جيوسياسية عالمية, وأميركية تحديدا دفعت الناخب الاميركي " المسير " لاختيار هذا الرجل.

وفئة أخرى أضناها البؤس والرعب من فقراء العالم ومشرديه, فاستشعرت الأمل في هذا الفارس الأسود الذي حمل في يده الأولى الجزرة ولم يكن يحمل في يده الثانية العصا كما هو معتاد من قبل اغلب القادة الاميريكين, فضن من ضن وقتها أن الجغرافيا ستنصف الفقراء والمقهورين من التاريخ أخيرا , وان أصول الرجل الإفريقية المسلمة ستتغلب ولو بعض الشيء على حقيقة انه الآن يهودي حتى النخاع , وأن أغلال الصهيونية التي قيدت الولايات المتحدة الاميركية وتحكمت بالعالم من خلالها طيلة عقود طويلة ستتحطم على يد هذا المحرر.

ولكن - وللأسف الشديد - ها هو الزعيم يكمل عامه الأول كرئيس للولايات المتحدة الاميركية دون ان يحقق الوعود المعسولة التي تأكد لي اليوم كيف اخترقت العقول المثقوبة أصلا لتلك الفئة المتفائلة , وهو ما يجيب على سؤال كنت قد طرحته على نفسي يوما خلال تلك الفترة , وهو كيف استطاعت وعود أوباما ان تخترق عقول تلك الفئة التي ضنت به خيرا ؟! رغم تأكيده ولأكثر من مرة على يهوديته ودعمه لإسرائيل وتفوقها الاستراتيجي, وحقيقة أن السياسة الاميركية تحركها الأذرع الصهيواميركية ومنظماتها اليهودية.
الغريب في الأمر , بان أوباما وطيلة فترة رئاسته الماضية لم يترك شيئا ملموسا أو يمكن ان يستند عليه ويحسب له من باب منطق الإنصاف والاختلاف عن بقية الزعماء الاميركيين الذين سيرتهم الصهيونية العالمية ومنظمات الضغط الصهيواميركية كمنظمة ايباك , وليس اصدق دليلا على هذا الأمر من قراءة تصريحاته وخطاباته أثناء الترشيح لمنصب رئيس الولايات المتحدة الاميركية وتلك التي ألقاها بعد ان أصبح الزعيم الاميركي الرابع والاربعين.

ومن أهم ما يمكن ان نتذكر به حقيقة أوباما تلك التصريحات التي أكد من خلالها ميوله وتوجهاته الداعمة لإسرائيل بلا أدنى شك , ففي 27 / فبراير / 2008 م - أي - مع بداية حملته الانتخابية وبكل صراحة ووضوح أكد على دعمه الثابت لإسرائيل والعلاقات مع المجموعة اليهودية , وقال في كلمته التي اتضح من خلالها انه مجرد امتداد للعبة الصهيونية العالمية الكبرى على العالم بشكل عام , ومطامعهم في الشرق الأوسط على وجه الخصوص , إن ( أي اتفاق مع الشعب الفلسطيني يجب أن يحافظ على هوية إسرائيل كدولة يهودية لها حدودها الآمنة والمعترف بها).

وشدد أوباما ، الذي ضمن مكانته كمنافس ديمقراطي في الانتخابات الرئاسية ، أن إدارته في حال انتخابه ، ستقف إلى جانب إسرائيل في مواجهة كافة التهديدات المحتملة والمتوقعة ، وستعمل على ضمان تفوقها العسكري في المنطقة , وأورد قائلاً في هذا الصدد: ( بان الذين يهددون أمن إسرائيل يهددون أمن الولايات المتحدة الاميركية ) , وهو بالفعل ما قام على تنفيذه بعد سنة من انتخابه وذلك من خلال العديد من التصرفات والقرارات والإجراءات السياسية والعسكرية والمادية الداعمة لأمن وسلامة المستعمرة الإسرائيلية الكبرى.

ومن أهم التصريحات التي تدعم ذلك الرأي السابق ما تطرق للحديث والتصريح به أخيرا أمام منظمة ايباك الصهيونية , او ما يطلق عليه " بلجنة الشئون العامة الأميركية الإسرائيلية" حيث قالحتى أنت يا أوباما سوف أتقدم للبيت الأبيض بالتزام لا يتزعزع تجاه أمن إسرائيل والذي يبدأ بضمان كفاءة القدرة العسكرية الإسرائيلية, وسوف أضمن أن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد أي تهديد من غزة إلى طهران , إن الدفاع المشترك بين أميركا وإسرائيل يعتبر مثالاً للنجاح ويجب أن يتعمق...وكرئيس سوف أتقدم بمذكرة تفاهم تنص على تقديم مبلغ ثلاثين مليار دولار على شكل مساعدات لإسرائيل خلال العقد القادم ستكون بمثابة استثمارات لأمن إسرائيل , وسوف نقوم بتصدير المعدات العسكرية إلى حليفتنا إسرائيل في نفس إطار المبادئ التوجيهية لحلف شمال الأطلسي , وسوف أدافع دوماً عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في الأمم المتحدة وحول العالم , وكرئيس لن أقدم أي تنازلات إذا ما تعلق الأمر بأمن إسرائيل) , وهكذا يتأكد لنا انك إذا أردت أن تختبر نية أي زعيم أميركي قادم , او صدق نواياه تجاه قضايانا العربية , فما عليك سوى أن تبدأ به من فلسطين.

ولكن وبالرغم من كل ذلك الوضوح الفاضح لطبيعة العلاقة الصهيواميركية التاريخية بكل زعماء الولايات المتحدة الاميركية , لازلنا - نحن العرب - , نتعامل مع مخرجات تلك القرارات السياسية الاميركية بطريقة أشبه ما تكون بقراءة الكف او الفنجان , ومن خلال ذاكرة عربية تاريخية مثقوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , فنأمل النفس دائما بأماني مستقبلية ساذجة ولا حدود لها , كوقوف الغرب بشكل عام , والولايات المتحدة الاميركية بشكل خاص مع قضايانا العربية او مصالحنا القومية كقضية الصراع العربي مع المستعمرة الإسرائيلية الكبرى , او في أي قضية أخرى تتعلق بمصالحنا العربية على وجه التحديد , على أساس وجود عدد من المصالح العربية الاميركية المشتركة والمتبادلة عبر التاريخ , وكأننا نحاول أن نخدع أنفسنا بتغطية شمس الحقيقة بغربال من الأماني الخادعة والزائفة , وتحت أسماء وعناوين سياسية ودبلوماسية لا طائل منها.

المهم في الأمر , بان حقيقة الرئيس الاميركي الذي طال الحديث عن سلامه وعدالته وإنصافه لشعوب العالم المقهورة والمضطهدة قد اتضحت وفضحت على الملا , وتبين انه لا فرق بين أوباما صاحب الأصول الأفريقية المسلمة وأي رئيس أميركي من أصول صهيواميركية , فكلهم في نهاية الأمر بيادق في يد إسرائيل , فهل نأمل ان يعيد بعض السياسيين والمثقفين المتفائلين خيرا حساباتهم من جديد بهذا الرئيس ؟! , أم ان الرهانات الخاسرة ستستمر لأنها طبيعة من طبائع " بعض " بني جلدتنا العربية ؟ وذلك على أمل ان يتغير الدستور الاميركي يوما , ليتزعم الولايات المتحدة الاميركية والبيت البيضاوي رجل من الشرق الأوسط العربي ؟!.


للكاتب محمد بن سعيد الفطسي
http://www.airssforum.com/f7/t78753.html

 

 

 توقيع ابن الشهيد :
وطائفة منهم قد خطفهم الحسين منهم
ابن الشهيد غير متصل