استغفال القارئ
كتبه/ عبدالله بن علي الرستم
تصدر بين الفينة والأخرى كتب في شتى المجالات عن طريق دور النشر العربية، والمتابع لحركة النشر في كثير من الدول العربية إما يفرح أو يبكي!!
ذلك أن معظم هذه الإصدارات لا تخلو من عيوب معظمها جوهرية، والآخر محط اهتمام المثقفين والقراء، مثال ذلك:
إن بعض الإصدارات عبارة عن حكايات لا فائدة منها كبعض السير الذاتية وما شابهها، وبعض الإصدارات لا تهتم بإخراج الكتاب لا شكلاً ولا مضموناً!! والبعض الآخر خالٍ من القيمة العلمية، والبعض الآخر تدوين مفاخر لأسر وقبائل، والبعض الآخر بحوث مسروقة، و....الخ.
وهؤلاء للأسف الشديد بطريقتهم هذه يستغفلون القارئ الواعي، الذي آلَ على نفسه أن يقرأ ما تضخه دور النشر، وكأن أصحاب هذه المؤلفات يخاطبون عيّنة من الناس كأصدقائهم وذويهم ومن لفّ لفهم، أو لأجل الوجاهة، أو لعدم وجود وعيِ في كيفية نشر الكتاب، أو لأسباب أخرى.
وحريٌ بهؤلاء أن يبذلوا جهداً يوازي التوجهات الفكرية التي ينهلون منها، ويوازي المكانة العلمية التي تبوؤوها، ليتسنى لهم الحفاظ على ماء وجوههم .. إلا أن ذلك غير موجود عند بعض الفئات من الناس وحتى القرّاء، بل همّهم هو النشر وفقط .. دون وجود آليات النشر والكتابة، فضلاً عن مدى قيمتهم العلمية.
ولذا نرى لبعض الكتب السوقية التي تحمل أفكاراً أقل من سطحية، تلقى رواجاً في بعض المكتبات، ويسوّق لها بطريقة عجيبة .. بينما الكتب ذات الثقل العلمي تبقى مكدّسة في أقبية المستودعات لا تجد من يمسح الغبار عنها .. فضلاً عن من يقرؤها!! وهذه للأسف الشديد موجودة في كثير من مجتمعاتنا العربية .. نسأل الله الخلاص من ثقافة (استغفال القارئ).
جريدة المدينة (ملحق الأربعاء) 20 محرم 1431هـ (6 يناير 2010م)
أخوكم
زكي مبارك