عرض مشاركة واحدة
قديم 19-12-2009, 01:17 PM   رقم المشاركة : 1
M.ǾŻĬļ
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية M.ǾŻĬļ
 







افتراضي ][ حياة جديدة ][ بقلم علي عبدالرسول البحراني ][

// بسم الله الرحمن الرحيم //
][ عظم الله لكم الأجر بمصاب الأمام الحسين ][


،،

في البداية أحب أقول لكم أن الكلام الي بين الأقواس وبـ اللون الأخضر هو عبارة عن حديث بداخل الزوج.
، ،

أما الكلام الي بين الأقواس وبـ اللون البنفسجي هو عبارة عن حديث بداخل الزوجه.
،،

][ حياة جديدة ][ بقلم علي عبدالرسول البحراني ][
، ،

( هدوء المكان يوترني ... صوت قرع الملاعق ... إحتكاك الأسنان ببعضها ... تقليب اللسان للطعام يكسب المكان إزعاجاً من نوع أخر ، صوت أنسكاب الماء وإصطدامه بقاع الكأس ... آآآآآه لا أحتمل هذا السكون المطبق بييننا ... أريد سماع حروف ... كلمات ... سألته محاولةً لتحريك ألسنتنا في شيء غير تقليب الطعام )

الزوجة :أتعتقد أننا سننجح هذه المرة ؟
الزوج : لا أعلم .. إن شاء الله.
الزوجة : أحمد .. إني خائفة.
الزوج : أعلم ذالك.

( أعلم وكيف لا أعلم ... لزمت الصمت مرة أخرى ، كانت تحاول أن تخفف من توترها ...لا ألومها فهي أمرأة حامل وقد قرب موعد ولادتها ، هذه الولادة التي كنا ننتظرها سبعً سنوات ، لا أحد يعلم شعور فقدان الولد إلا من فقد واحداً ، نعم أنا جربته قبل سبع سنوات ، ورأيته كيف يموت في حضن أمه )

( أجابته سريعة ومختصرة ، وكأنه لا يطيق الحديث معي ، آلا يعلم أني أنثى؟؟ ألا أني بحاجة إلى من أتحدث معه وأشكو له مخاوفي ، في بطني فلذة كبده ... ولا نعلم هل سيخرج حياً أم سيكون كسابقة ، هكذا هو يعشق السكون ... يفضل أن يفكر أكثر من أن يتحدث ، أشعر بضيف في صدري ، أنهيتُ غدائي وجلست أظر إليه ، مازال يقلب إناءه كمن فقد شهيته ... أشعر بضيق في صدري ، أنهيت غدائي وجلست أنظر إليه ، مازال يقلب إناءه كمن فقد شهيته ... يمسك كأس الماء بطرف إصبعيه ... يرتشف رشفة صغيرة وكأنه يتلاعب بالماء ، ربما يكون متوتراً أكثر مني ... هذه عادة الرجال يخفون مشاعرهم ويكتمون خوفهم خصوصاً أمامنا نحن النساء ، صوت الهاتف أتى كمهرج يغني في جنازة ... كان وكأنه يشق صفحة الصمت التي بيننا كالصبي يلهو بتمزيق الأوراق ، حاولت القيام ... )

الزوج :لا عليكِ أنا سأجيب ،أنتِ أرتاحي

( رَددتُ عليه بابتسامة ، من نبرة صَوتِه على الهاتف عرفت ُ أنه يُـكلم أمه ، مؤكدأنها كعادتهاتُحرضه بالزواج بغيري، فأنا بنظرها أصبحت ُعاقر ، كيفوقدأنجبت في أول سنة من زواجنا؟ )

( أغقلتُ الهاتف .. آآه إنها أمي لاتكف عن طرحفكرة الزواج بغير منى ، تقول لي " قد أصبحت لا تنجب بعد الحادثة ، وحتى هذه المرةلن تنجح و ستسقط حملها"نادتني مُـنى .. رَجعت ُ إلى طاولة الطعام.. )

الزوجة : أنها أمك ؟
الزوج : نعم.
الزوجة : كيف حالها ؟
الزوج : بخير
الزوجة : إذاً ماذا تريد ؟
الزوج :لا شيء .. تـُريدُ أن تتطمنعلينا وعلى حال حملكِ
الزوج : مابكِ ؟
الزوجة :أحمد أناأعلم ماتقوله أمك عن الزواج بغيري.
الزوج : منى أنت تعلمين مدى حبي لكِ
الزوجة : أعلم .. ولكن ما الذي يجعلك َ تتمسك بإمرأة لا....
الزوج : كفى ، جميعنا نعلمأن السببنفسي وليس جسدي فأنتِ بعد ما حدث أصبحتي تخافين من الإنجاب ثانية.
الزوجة :تعلم أنالأمر كان صعباً.
الزوج : أعلم.
الزوجة : لا تعلم.
الزوج :بل أعلم ... كفاكِ بكاءً ... كُلما تكلمنا في هذا الموضوع تبكين ،أيمن أبننا الأول فقد حياته بين يديكِ ، فقدها أماميبسبب مرضه لا بسببكِ ، كلنا عانينا.
الزوجة :أصمت أرجوك.
الزوج : لالن أصمت ... قلت كفاكِ بكاءً ،منذ ذاك الحين وأنتِ في حالة نفسية صعبة تمنعك ِ عنالحمل بأي جنين آخر وبعدالمحاولةالدائمة سبع ُ سنوات ...تريدين أن تحرمينيمن مولود آخر؟؟
الزوجة : ليس بيدي ... أحمد أرجوك لا أريد أبناء لا أريد.

( رَمىالملعقة و قام غضباناً ... كُنت أبكي بُحرقة قلب ... أبني لا أحد يشعر بي ... لاأحد يعلم مامدى صعوبة فقدان الأبن، وضعتُ رأسي على الطاولة باكية ... مقهورة ... خائفة لا أعلمما أفعل شريك ُ حياتي تركني وحدي ، تركني وذهب لينام )

( حاولت أن أنام لكن لم أستطع، آلمني ما فعتله بها ، أريدهاأن تستيقظ من غفلتها... فما فات مات ، أيمن كان مريضاَ مرضاَ وراثياً... كان في أشهره الأولى ... تفاقم عليه المرض ولم يستحمل جسمه الضعيف هذا ... أنه ليس خطأي ولا خطأ منى ... أنهالقدر ، آآآه أغمضت عيني ... فقد بدأت أهوى السكون والظلمة )

صُراخ "أحمد .. أحمد.. آآآآآآه "

صحوت خائفا ً .. ماذا ماذا حصل ؟
الزوجة :أحمد أرجوك .. قم بسرعة .. هياااا.
الزوج :مابكِ؟
الزوجة : بطني .. أريد أن أذهب للمستشفى .. أرجوك بسرعة.


( كانت ممسكةبطنها .. تتصبب عرقا ً .. وجهها محتقن ... عليها عباءتها .. ركبنا السيارة وأنطلقت إلى ذالك المستشفى المشؤم ، المستشفى الذي شهد ولادة أيمن و وفاته ، و سيشهد هذه المحاولة الفاشلة كغيرها ، كانت تصرخ ، تأن ، تنادي بإسمي كالمستغيث ... ماعساي أن أفعل ؟ ، كنت أتجاوز السيارات بسرعة جنونية و بوق السيارة لا يهدأ ... لاااااااا إشارة حمراء ، والمكان مزدحم ، توقفت رغما ً عني .. ألتفت على منى تارة وعلى الإشارة تارة أخرى .. أين أنت أيوها اللون الأخضر ؟ مسكت ُ بيدها ... منى حبيبتي تحملي لن أترُكـَكِ مهما جرى ، لن أتخلى عنك ِ ياحب طفولتي و حاضري .. ومستقبلي .. سأضل احارب معك ِ ، ضَغَطـَت على يَدي وهي تأن كاتمة لصراخها ، لمحتُ السيارة التي أمامي و صوت الأغاني يفوح منها ، إقتَرَبَت مِنها إمرأة .. مُتسولة ، لابد أن يجدوا حلا ً لهذه الظاهرة التي في الحقيقة أصبحت تجارة ... أخضر نعم أنه أخضر .. هيا تحرك .. مازالت السيارة واقفة أمامي لا تتحرك ... أخرجت ُ رأسي من النافذة هيا تحرك حالة طارئة ... أخرج َ رأسه من النافذة و رد باستهزاء " نعم نعم .. الكل عنده حالة طارئة اليوم " ... تجاوزته بغضب .. أقتربنا من المستشفى .. تحملي يا منى تحملي )

( لا أتحمل .. آلام العالم في جسمي .. بطني يكاد ينفجر .. ظهري متصلب .. رأسي يظربني بآلامه من كل جانب .. كان ممسكا ً بيدي طيلة الطريق وكأنه يقول لي .. لن اتركك ِ ، أحمد يا حبُي أشعر بالأمان معك حتى في أشد المواقف شدة .. وجودك أمان لي ... وصلنا المستشفى لا أرى أمامي .. صرخاتي لا أرادية

حملوني على سرير متحرك .. أرى سقف المستشفى والإشارات تؤدي إلى غرفة العمليات ، أحمد يلاحقهم بصراخه .. كان خائفا ً مثلي .. أحمد أريدك ، سمعت ُ صوتا ً " حالة ولادة " لااااااااا لن ألد الآن .. لا أريد .. ناديت ُ أحمد .. أراد أن يدخل غرفة الولادة .. منعوه .. أريد أحمد كُنت ثائرة .. متألمة .. خائفة .. غرزوا في يدي إبرة .. هدووء .. ظلام .

فتحتُ عيني بتثاقل .. أحمد ؟ )

الزوج : يا قلب أحمد .. يا روحي أنتِالزوجة : حبيبي لم تركتني لوحدي؟

( دمعت عيناه ، أحمد الرجل القوي .. دمعت عيناه قائلا ً " ليس بيدي .. منعوني عنك ِ .. كيف حالكِ؟" )

الزوجة : لست ُ بخير ، جسمي متهالك ... ماذا جرى ؟الزوج : نجحنا ... نجحنا يا مُنى .. لقد أنجبت ِ ..
الزوجة : حقاً.


( كنتُ ممسكا ً بيدها .. هربت من عيني دموعي فرحا ً .. هي بدأت بالبكاء .. نجحنا .. الحمد لك يا ربي ...أنجبت ولدا ً .. عملوا لها عملية ولادة .. لم تستطع الولادة بشكل طبيعي .. دخلت الممرضة فحصت منى ثم قالت لها ..)

الممرضة : الحمد لله أنتِ في حالة جيدة .. كنا سنفقدك ِ للحظة .الزوجة : وكيف ذالك ؟الممرضة : كنتِ وكأنكِ تقاومين عملية الولادة .. وكأنك ِ خائفة أو لا تريدين هذا أن يحصل .. فتفاعل جسمكِ سلبا ً ، وكنا سنفقدكِ .. لكن الدكتور رضوان تدخل في اللحظات الأخيرة و انقذكِالزوجة : الدكتور رضوان ؟؟الممرضة : نعم الدكتور رضوان ... الحمد لله على سلامتكِ ... سأتفقدك ِ في وقت لاحق.

( زارني الدكتور رضوان ... إنسان طيب و شخصية رائعة ، بعد فتره جاؤوا بولدي .. أحتضنته .. أنظر إلى أحمد و أنا أبكي .. كنتُ مسرورة وكأني ملكتُ العالم

قطع أحمد نشوة فرحي بسؤاله : ماذا سنسميه يا حبيبتي ؟ )

الزوجة : أريد ان أسميه...الزوج : ماذا يا منى ؟الزوجة : أريد أن أسميه رضوانالزوج : إبتسم قائلا ً : فهو كذالك.

( الآن بدأت حياتنا ! وكأننا ولدنا مرة أخرى مع هذا المولود الجديد ... رضوان.)


، ،

تأليف : علي عبدالرسول البحراني

، ،

 

 

 توقيع M.ǾŻĬļ :
][ ~ عــ( M.ǾŻĬļ )ــازف الليل ~ ][
][ ~ الفتــ( الملكي )ــــى ~ ][
][ حياة جديدة ][ بقلم علي عبدالرسول البحراني ][

مشجع ألماني في Euro 2012
M.ǾŻĬļ غير متصل   رد مع اقتباس