السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ما الذي يجعل القيام من النوم أمراً مزعجاً ؟ ليلة السبت ،، يوم السبت .. لا يهم ، ولا فرق بينهما ،، فهذه هي رموز الكآبة و " الـزَهَـقْ " لدى الغالب الأعم من الناس فهي صافرة النهاية و البداية ،، نهاية الاستجمام و الراحة ،، و بداية الجد و العمل و " التَعَبْ " .. صح ولاّ ؟ الملاحظ أخواني أخواتي بأن الكثير منا يشعر بثقل و صعوبة و تأخّر في الجلوس من النوم في أول أيام الأسبوع و كثيراً ما يكون هناك تأخر كبير عن الوقت المحدد لبداية الدوام لدى شريحة ليست بالقليلة من الطلاب و الموظفين . فما هو السبب يا ترى ؟؟ ليس الكسل ، مثلما قد نظن جميعاً ، ليس الكسل دوماً على الأقل . فالراجح عند العلماء الآن أن ساعة الجسم البيولوجية ليست على الدوام مضبوطة لتتفق مع ساعات الليل و النهار . ففي الدماغ البشري خلية تسمى " فوق التصالبية " تسيطر على وتيرة نشاط الجسم . وهي الساعة البيولوجية التي تضبط تواتر النوم و القيام . و تقول جين ماتيسون خبيرة اضطراب النوم الأمريكي : إن مواعيد المدرسة وبداية دوام العمل في الشركات ثابتة لا تتغير أما مواعيد الساعة البيولوجية فهي تختلف من شخص لآخر . والذين يستطيعون القيام في الصباح قد تكون ساعتهم البيولوجية مضبوطة على مواقيت متأخرة عن ساعة الشمس و غيابها ويمكن لمن يعاني هذه المشكلة أن يصلح ساعته البيولوجية ، لكن عليه أن يدفع الثمن ! . كيف ؟ تقول ماتيسون : " عندما يتأخر الناس في النوم في عطل الأسبوع فإنما يسايرون ساعتهم البيولوجية و يذهبون إلى النوم في الموعد الذي تقرره لهم هذه الساعة و هذا يجعل استفاقتهم من النوم في أول أيام الأسبوع أصعب ". ولمعالجة تلك المشكلة ، يمكن ضبط المواعيد الاستفاقة و النوم ، 15 دقيقة باكراً في كل مرة لكن على شرط ألاّ نُسكِت المُنبّه بتأفف ، وأن نستجيب لصوته من دون تردد . ذلك هو ثمن العلاج و لا بد من أن نلاحظ كذلك أن تعريض العينين في المساء و الليل للإنارة الصناعية يؤخر موعد النوم في الساعة البيولوجية . والضوء الخافت يساعد في تعديل هذا الخلل وفي تقريب ساعة النوم و يدخل في تصنيف الضوء الصناعي المؤخر للنوم ضوء شاشة الحاسوب و التلفزة أيضاً . و إذا لم تكن هذه الأمور مسعفة في معالجة وضعك ، فثمة أخبار طبية : ففي جامعة كاليفورنيا في مدينة أرفنق ، اكتشف العلماء حمضاً أمينياً يضبط الساعة البيولوجية و هم يعكفون الآن على صنع دواء من هذا الحمض لهذا الغرض . المصدر : " زاد العلوم " مجلة القافلة – يوليو/ أغسطس 2008