أم فاطمة: ابنتي ذهبت ضحية عدم توافر الأسرّة وسوء التشخيص
تقرير صحة الأحساء يخالف التصريح الرسمي للوزارة
حمزة بوفهيد، وعبداللطيف المحيسن ـ الأحساء
الطاقم الطبي يتابع حالة العائلة في منزلها بالطرف
خالف التقرير الطبي المبدئي الصادر من الشؤون الصحية بالأحساء الخاص بوفاة فاطمة يحيى الضويعن التي توفيت يوم الأربعاء الماضي في مستشفى الملك فهد بالهفوف بأنفلونزا الخنازير، التصريح الذي أصدرته الوزارة ونشرته الصحف المحلية والذي جاء فيه بأن المتوفاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعاني أمراضا صدرية مزمنة، بينما تقرير الشؤون الصحية ذكر أنها تعاني من إعاقة ذهنية، وقد كانت المريضة طبيعية قبل 5 أيام، وقد جاء التقرير والذي حصلت "اليوم" على نسخة منه من صفحتين حيث تسلمته العائلة أمس، بعد مضي 7 أيام على وفاة الصغيرة، بعد متابعات من والدها من خلال مراجعاته اليومية على أقسام مديرية الشؤون الصحية متسائلا عن أسباب التأخير غير المبرر.
ولأول مرة خرجت والدة فاطمة من صمتها وقالت: رافقت ابنتي البريئة في رحلة علاجها المراثونية التي جرت أحداثها بين مستشفى الجفر ومستشفى الملك فهد بالهفوف انتهت بوفاة ابنتي، وقد وصفت هذه التجربة بأنها أقسى ما واجهته طيلة حياتها بالرغم من أنها قد فقدت في العام المنصرم ابنها 18 عاما في حادث مروري والحمد لله على كل شيء، مضيفة أنها وحتى هذه اللحظة تشكك في أن ابنتها توفيت بسبب مرض أنفلونزا الخنازير، وأكدت على أن الإهمال والتقاعس من قبل الممرضات الأجنبيات سبب رئيس ومباشر في فقد فاطمة، ولكن تسريع تنقيط المغذي أدى إلى اصابتها بأزمة قلبية بعد تركيبه بدقائق فقط حسب ما قاله اختصاصيون، مشيرة إلى أن ابنتها راحت ضحية عدم توافر الأسرة الشاغرة في مستشفى الجفر أولا ثم عدم وجود سرير شاغر في غرفة العناية المركزة في مستشفى الملك فهد بالهفوف، وقالت: أطرح على المسؤولين في صحة الأحساء سؤالا وعليه استفهام كبير، كيف انتقل هذا المرض إلى فلذة كبدي فاطمة والعائلة لم تسافر ولا يوجد خادمة أو سائق في المنزل ولم تخرج العائلة من باب المنزل لمدة شهر لارتباط عائلنا بمشاغله اليومية؟، مطالبة بتسريع وتيرة التحقيق وإظهار الحقيقة ومعاقبة المتسببين في وفاة طفلتها.
وفي السياق نفسه ما زالت العائلة تنتظر الفحوصات المخبرية التي سحبت منها والتي أرسلت إلى الدمام للتأكد من إصابة العائلة من عدمه بداء أنفلونزا الخنازير والتي مضى عليها أربعة أيام بينما يستغرق ظهور نتائج التحليل بضع ساعات.
إلى ذلك حرصت مديرية الشؤون الصحية بمتابعة حالة الأسرة صحيا حيث وجهت مركز الطرف للرعاية الأولية بمتابعة الحالة يوميا لمدة أربعة أيام تنتهي اليوم الأربعاء حيث تم إجراء الفحوصات اللازمة من قبل طاقم طبي يزور العائلة يوميا في منزلها ببلدة الطرف.
نص التقرير الطبي
تم إحالة المذكورة أعلاه من مستشفى الجفر كحالة تعاني من الإعاقة الذهنية والتهاب رئوي حاد حيث أدخلت إلى المستشفى في 12/8/1430هـ، في تمام الساعة 7,45 مساء، وذلك من خلال الطوارئ، وكانت المريضة تعاني بشكل رئيسي من ارتفاع درجة الحرارة سعال والتهاب في الحلق وذلك لمدة 5 أيام كما تعاني من قصور في النفس وذلك لمدة 3 ايام، وقد بدأت الحرارة بالارتفاع مع قشعريرة في الجسم وكحة وإفرازات أنفية وقد سبق وأن أصيبت المريضة بالتقيؤ مرتين سابقا مع عدم وجود تاريخ سابق بالإصابة بالاختلاج أو بتعاطي مضاد الصرع أو السفر مؤخرا.
أما عن الفحص السريري الذي أجري للمريضة عند وصولها الطوارئ فقد أظهر بأن المريضة واعية، والحرارة 38 درجة مئوية والنبض 108/د، وضغط الدم 105/64، والصدر صوت فرقعة في المناطق الوسطى والسفلية من الصدر وصوت القلب مسموع والجهاز العصبي المركزي إعاقة ذهنية ولا يوجد تصلب في العنق ولا يوجد تورم في الطرفين السفليين، وقد تم عمل الفحوصات المخبرية اللازمة وقد أظهرت صور الأشعة وجود تصلد في المنطقة السفلى من الرئة اليسرى مع دليل الإصابة بذات الرئة، وقد تم علاج المريضة كما يتطلب ولكن في صباح اليوم التالي كانت المريضة تبدو شاحبة وقد أظهرت فحوص الصدر وجود صوت فرقعة في المنطقة الوسطى والسفلى من الصدر مع وجود نقص في كرات الدم البيضاء. وبهذا فقد اشتبه اصابة المريضة بفيروس"H1N1" حيث تم إعلام وحدة مكافحة العدوى بذلك لأخذ العينات وعمل الاجراءات الوقائية اللازمة، ونقلت المريضة إلى العزل وأعطيت العلاج اللازم وتم توصيل المريضة بالأوكسجين وكانت نسبة تشبع الأوكسجين في الدم 95 بالمائة.
أما عن مجرى العلاج في المستشفى فقد ورد في الصفحة الثانية من التقرير:
أصيبت المريضة بتوقف نبض القلب والتنفس في المساء الساعة 9,15 حيث خضعت المريضة للإنعاش القلبي الرئوي وتم وضعها على التنفس الصناعي ولكن المريضة أصيبت بنقص التأكسد والاختلاج، وقد تحكم الأطباء بنوبات الاختلاج بإعطاء المريضة العلاج اللازم، وما زالت المريضة تعاني من انخفاض في الضغط حيث أعطيت المحاليل الوريدية، ونظرا لعدم توافر سرير شاغر في وحدة العناية المركزة تم نقل المريضة إلى وحدة العناية المتوسطة.