[مشاهد الذاكرين]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبيين الطاهرين وأصحابه الراضيين المرضيين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
قال تعالى وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله إنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) سورة البقرة / 155ـ 156ـ157.
كانت العرب قديما تقول إذا فقدت رجلا عظيما :

وما كان قيسا هلكه هلك واحد

ولكنه بنيان قوم تهدما

تأكد أخي عبدالعزيز وبقية الأخوة أن فقد الأستاذ الوالد والمربي الفاضل / خليفة السليم ، كان له وقع الصاعقة على قلوبنا ، وتأكد أن الوالد الفقيد لم تفقده الطرف ولا الأحساء وإنما فقدته المملكة ـ وليس في ذلك مبالغة ـ فقد رحل عنا رجل يعد بألف ، فضلا وأدبا وسمتا وخلقا ، لم تغيره الأيام والسنون ، كان مربيا فاضلا يشارك الجميع في أفراحهم و أتراحهم ، وكان نبعا ثرا و نهرا فياضا ينهل منه القاصي و الداني ، كان أبا لأهالي الطرف بجميع مشاربهم و مناهلهم ، يسأل عن الصغير و الكبير ، يتدفق أبوة على كل من عرفه ومن لم يعرفه ، وقد تخرج على يده فئام من الناس وأجيال من الشباب ؛ يخدمون الوطن بعقولهم وسواعدهم ، رحمه الله رحمة الأبرار ، وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
اللهم ألهم بنيه وذويه الصبر والسلوان ، واغفر له ولنا بمزيد الأجر و المثوبة .
ووفاء مني لهذا الرجل الفذ إليكم هذه الأبيات :

سموت بعمر قد هوى دونه المجد

وطال به المسرى فليس له حدُ

ستذكرك الأجيال في كل لحظة

وأن عمود الفجر لازال يمتدُ

وأنك كالنهر الذي سال ماؤه

ليروي شعابا من ضمائرنا شهدُ

ستهفو لذكراك العزيزة أنفسا

طواها الأسى حزنا وقطعها الفقد ُ

الفاتحة