تعليقاً على قضية مريم نورالمتدربات لم يكن في مستوى المسؤولية
لقد شغلت الدكتورة مريم نور حيزا وجزءا من ساحتنا الصحفية وكان آخرها ذلك التحقيق الذي نشرته "الوطن" في عددها 514 يوم الاثنين 13/12/1422هـ في صفحة القضية لعبير الغندور عن الأحداث التي دارت بين الدكتورة مريم نور والمتدربات السعوديات البالغ عددهن (65) اللاتي حضرن في مقر الجمعية الفيصلية الخيرية النسائية في جدة للتدريب على أصول الطبخ الصحي في محاضرة ستلقيها الدكتور مريم وقد تضمنت تلك الأحداث خروج مريم نور خبيرة التغذية العالمية كما يقولون عن طورها ورشدها وتلفظها بعبارات استفزازية وشتم للمتدربات وتطاول على قيم مجتمعنا السعودي وذلك سببه كما تقول الدكتورة يعود إلى استفزاز بعض المتدربات لها ومن ثم مضغ العلكة والرد على الجوال.
لذا فقد أحببت أن أعقب على هذه القضية بما يلي :
الدكتورة مريم نور ظهرت وما زالت تظهر بشكل مكثف ومتزايد على الشاشات العربية الفضائية لتخاطب العقل العربي عامة والأنثوي خاصة وتبث سمومها وأفكارها المنحرفة من خلال أضحوكتها ودعوتها إلى تناول الطعام الصحي الذي هو بالتأكيد نقطة عبور وانطلاق لما هو أخطر وأعظم ألا وهو الفساد العقدي فهي كما هو معلوم عنها تدعو إلى جعل الأديان كلها المسيحية واليهودية والوثنية والبوذية والهندوسية والإسلام دينا واحدا وتشكك في كثير من الأحكام الشرعية فهي تقول في أحد كتبها أنه لا يوجد اليوم حيوان حلال ولا محلل وأيضا تصف صيامنا هذا بأنه صيام حسب دوران الشمس إلى آخر تلك الفرقعات والترهات وتتحدث عبر تلك الفضائيات العربية أيضا عن أمور تقدح في عقيدة المسلم كالقدرة على خروج الروح من الجسد وعودتها إليه بواسطة تدريبات معينة.
ثم تتحدث عن الكرامات كعالمة من علماء الصوفية وتدعو وتروج لاقتناء عدد من الكتب المشبوهة والرمزية لأشخاص من ديانات مختلفة لتفسد بذلك العقول والقلوب والعقائد بما لديها من ثقافات مسيحية راسخة وعقائد ضحلة مغايرة لواقعنا الإسلامي.
ومع ذلك فهي تجد في قلوب الكثيرين كل ترحاب وتقدير وتذكرنا هذه العجوز الشمطاء بنوال السعداوي فعلى الرغم من تقدمها في العمر واشتهارها بأنها خبيرة التغذية العالمية إلا أننا لم نسمع بها إلا في الفترات القليلة الماضية ولعل في ظهورها وبروزها هذه الأيام مصلحة أكيدة لأعدائنا الذين يسعون ومن خلالها إلى تحقيق مآربهم في الإفساد والهدم خصوصا إذا علمنا أن الغالب في المثقفين والمثقفات اليوم ضعف العمق الديني واحتواؤهم لقشور الحضارة المزيفة.وأما فيما يتعلق بنسائنا (أولئك المتدربات الفضليات) فلنا معهن حديث خاص نبدأ بقولنا لا بأس عليكن وقد عوفيتم وشوفيتم من تلك الإسقاطات والتقريعات التي انهالت بها مريم على رؤوسكن وتلك التشويهات التي ألحقتها بعاداتكن ولعل ذلك يكون لكنّ درسا كافيا ووافيا يجعل الواحدة منكنّ تجيد فن التعامل والاختيار.وكما يبدو من سياق تلك الأحداث ومجرياتها داخل الجمعية النسائية في جدة فإنه بالإمكان تقسيمكنّ وتصنيفكنّ إلى عدة فئات:
1 - فئة جاءت لتستعرض باللباس والزينة.
2 - فئة جاءت للتسلية ومضغ العلكة والرد على مكالمات هاتفها المحمول.3 - فئة لا علاقة لها بأي شيء وكل همها هو الخروج من البيت والدردشة وإشغال الآخرين.4 - فئة يسيرة جدا جاءت بالفعل لتتعلم وتستفيد فحالت تلك الفوضى والسخرية بينها وبين الاستفادة.وهذه النقاط سيئة تسجل ضدكنّ معشر النساء فالكثيرات منكنّ لا تجيد فن الاستماع أو الإنصات بقدر إجادتها لفن البلبلة والتشويش ولا تقدرنّ للمعلم وللتعليم قدره ومكانته في حدود علمه على الرغم من أنكنّ دفعتنّ رسوما كبيرة مقابل حضوركنّ ومشاركتكن في تلك المحاضرة ولم تكلفن أنفسكن أن تضعن تصورا عن تلك المحاضرة قبل حضورها على الرغم من علمكن المسبق بنوعيتها وطبيعتها وتعملن جادين على إعداد الأسئلة والاستفسارات التي تهمكن وتتناسب معها. بل شغلتن أنفسكن بمضغ العلكة وتفقد رسائل الجوال والتجمل بأنواع مختلفة من الطيب والماكياج.فهل هذا بالله عليكن هو جل اهتمامكن وحرصكن؟ فعلى الرغم مما تحمله الدكتورة مريم نور من سلبيات وإيجابيات إلا أنكن بحق لم تكن على قدر كاف من تحمل المسؤولية واستثمار الفرص فما أتيح لكن اليوم قد لا يتاح حدوثه وتحقيقه غدا. ولم تنقلن لبنات جنسكن العربيات الأخريات حجم الوعي ومستوى الإدراك لديكن بل وضعتن أنفسكن في مواضع السخرية والاستهزاء وأثبتن لغيركن ما تحملنه من انعدام للحس وخواء في المعرفة.والمحاضرة التدريبية التي تسابقتن في لهفة وشوق لدفع رسومها والحرص على حضورها كانت تحمل اسم (أصول الطبخ الصحي) أي إن الأمر كان يحتاج منكن على الأقل إحضار ورقة وقلم لتدوين الأفكار والملاحظات والمقاطع المهمة في تلك المحاضرة فهل حرصتن أيتها الأخوات على اصطحاب الورقة والقلم كحرصكن على حقيبة الكتف المزودة بأقلام الكحل وأحمر الشفاه؟. وهل كان لديكن أصلا مشكلة في الطبخ والنفخ تدفع بكن إلى حضور تلك المحاضرة؟. وهل عجزت أرحام الأمهات في وطننا الكبير الغالي وأقسام جامعاتنا وكلياتنا المنتشرة عن أن تخرج لنا معلمة أو مرشدة أو خبيرة أو طبيبة في الغذاء الصحي؟.
كاتب المقالة : محمد أحمد سعيد الشهري .