[قميص يوسف]

2-

تحصل عملية تقليل من قيمة أي منجز إيجابي تحققه المرأة التي تأخر إنجابها ، فكلما حققت نجاحاً في جانب معين، يتم الطعن فيه والتقليل من قيمته بحجة أنها غير مرتبطة بأطفال يشغلونها عن تلك المنجزات، ويلاحظ هرب النساء من تقصيرهن الشخصي من خلال الطعن في منجزات الآخرين.

فإذا اهتمت المرأة التي تأخر إنجابها بجمال طلتها ، وحسن اختيار ملابسها ، وإذا انشغلت بخدمة مجتمعها في لجانه الناشطة المختلفة، وإذا اهتمت بديكور سكنها ، وإذا اهتمت بتحصيل الدورات المتخصصة لتطوير مواهبها ، . . . . إلخ، يتم نسب ذلك لفراغها فقط ، وتحرم من حقها في الاحتفال بأي منجز ذاتي.

نعم . . يبرر البعض تقصيره في تطوير ذاته وتحسين واقعه وخدمة مجتمعه من خلال التقليل من قيمة منجزات الآخرين بنسبها لظرف معين فقط ، ويتجاهل دوافعهم الذاتية وإرادتهم ، والتي تفوق إرادته .

الإنجاز ليس سببه الفراغ وحسب كما يحاول الإيحاء به البعض ، بل الإنجاز نابع بالأساس من إرادة وروح محلقة تحب أن تعيش في عمق الحياة ، ولا ترضَ العيش على هامش الحياة.