عرض مشاركة واحدة
قديم 22-06-2009, 05:12 PM   رقم المشاركة : 11
سلمان الفارسي
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير






افتراضي رد: العصمة في سورة الفاتحة

أما قوله تعالى : { رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2 ففي قوله : { رَبِّ}ما نستنبط منه دليلا على العصمة وإليك –أيها القارىءالعزيز- مقدمة قبل استنباط الدليل وهي مقدمة لغوية:قال ابن فارس في مقاييس اللغة :
(رب) الراء والباء يدلُّ على أُصولٍ. فالأول إصلاح الشيءِ والقيامُ عليه فالرّبُّ: المالكُ، والخالقُ، والصَّاحب. والرّبُّ: المُصْلِح للشّيء. يقال رَبَّ فلانٌ ضَيعتَه، إذا قام على إصلاحها.وقال أيضا في المادة نفسها: والرّبُّ: المُصْلِح للشّيء. والله جلّ ثناؤُه الرَّبٌّ؛ لأنه مصلحُ أحوالِ خَلْقه.مادة ربب.
وقال الراغب في المفردات مادة (رب): الرب في الأصل: التربية، وهو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام، ويقال ربه، ورباه ورببه.
وقال الزبيدي في تاج العروس: الرَّبُّ هُوَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ وهو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالِكُه له الرُّبُوبِيَّةُ على جَمِيعِ الخَلْقِ لا شَرِيكَ له وهو رَبُّ الأَرْبَابِ ومَالِك المُلوكِ والأَمْلاَكِ .مادة ر ب ب
أقول :فإذا علمت هذا فها هنا بحث وهو:إذا كان الله هو الرب ،أي المصلح لأحوال خلقه فصلا ح أحوال خلقه على نحوين:نحو تكويني وهو ليس محل بحثنا فلا نتكلم فيه،ونحو تشريعي ،وهذا النحويقتضي إنزال دين وتحميله رسلا يبلغونه إلى الخلق المكلفين بل حده كذلك ،وليس تتم التربية التشريعية مالم يكن من حملها معصوما ،لأن مقتضى عدم عصمته أن لا تتحقق التربية التشريعية على النحو الذي يريده الله {عز وجل}لأنه –كما أسلفنا –سيخطىء وسينسى وسيغلبه هواه وما سوى ذلك من لوازم عدم العصمة ،قال تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }الأنعام116وقال تعالى: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }القصص50والله أعلم.

 

 

سلمان الفارسي غير متصل   رد مع اقتباس