[الفجر الجديد]

السلام عليكم /

سأتحدث هنا حول محورين أحدهما عام يتعلق بمثل هذا الموضوع وأشباهه , وآخر خاص له علاقة مباشرة بهذا الموضوع :

أولاً : المحور العام :

1- في مثل هذه المواضيع يتعلق الأمر بمعايير التأييد أو الرفض لأي حالة تطفح على الصعيد الاجتماعي , فلا بدّ أن يكون التأييد مبرراً لما توافق الأغلبية على رفضه , كما هو الرفض كذلك لا بدّ أن يكون مبرراً لما توافق الأغلبية على تأييده , ولا ينبغي التأييد المطلق لكل المسائل ولا الرفض المطلق للمسائل إذا كان في الأمر متسعٌ , ويمكن الجمع بين الآراء المختلفة أو التقريب بينها , أمــّا الجزم بخطأ رأي أو صوابه بما فيه فرض وصاية على آراء الآخرين ففي ذلك تأمل , ما لم تكن من المسائل التي فصل فيها الشارع الحكيم أو أرجع حكمها إلى العرف المعتد به .

2- إنّ استهجان أي قضية لمجرد أنــّنا لم نعتد عليها لا يبــّرر رفضها , وفي المقابل لا نقف موقف المتفرّج أمام أي تصرّفات غير مسئولة أو منافية للذوق العام .

3- في مثل هذا الاستفتاء وغيره لا بدّ أن نطالب المــٌســْتفتيــْن بذكر الأسباب والمبررات إن كان بالتأييد أو الرفض , فبعض الردود لم تضــمــّن أي توضيح أو تبرير لتبني هذا الرأي أو ذاك .

ثانياً : المحور الخاص :

أنا أتسآءل هل منشأ الرفض يعود لأصل الموضوع وهو حديث المرأة المباشر مع المدرب من خلال اللاقط ؟ أم أنّ الموضوع مرتبطٌ بموقف خاص أو بحالة معيــّنة ( قد تتعلق بصيغة الخطاب , ومحتوى الحديث , وطريقة النقاش , ومستوى الانفتاح في الطرح ........) مـّما أورث مثل هذا النفور لدى أخينا الكريم المشارك في الدورة ؟

ولديّ هنا عدّة نقاط :

1- كلــّما كان النشاط يستهدف شريحةً معينةً وقد تمّ قبولها كمشارك في هذا النشاط أو ذاك ومنها المرأة , فهي تمتلك كامل الحقّ في الاستفادة القصوى من هذا النشاط ضمن الضوابط الشرعية والاجتماعية المعتبرة , وإلاّ فمن الأساس فلنــُقْصرْ هذه الدورات على الرجال فقط أو أن نفرّق بين الجنسين في دورتين منفصلتين إذا كان ذلك متاحاً , في حين أنّ الوضع هنا في هذه الدورات مختلفٌ عنه في المحاضرات والندوات المفتوحة التي يحضرها من كل الشرائح الاجتماعية , وتصبح التحفــظات فيها أكثر .

2- إذا وظــّفنا صوت المرأة في قالبٍ إيجابيٍ بعيداً عن الابتذال والحديث فيما لا طائل منه , وتحت نظر جهة رقابية كالمهرجان هنا ( خصوصاً أنّ هناك مشرفاتٍ عند النساء من قبل المهرجان ) , فهذا فيه إثراء لمواد الدورات بشكل أكبر إذا وضعنا في الاعتبار حاجتنا أن نسمع من جميع الشرائح المشاركة لتفعيل التنوع الثقافي بين شريحتي الرجال والنساء , فمــّما يجمع عليه الأغلبية أنّ البرامج الحوارية ذات مخرجاتٍ إيجابية كبيرة , ولن أشطح كثيراً ولكن لنقلْ على الأقل : نتيح لها إيصال صوتها بالطريقة المناسبة لها , وإذا كان بالإمكان أن نتبع وسائل أخرى كالذي ذكره بعض الأخوة الكرام من وجود جهاز اتصال مثلاً فلا بأس به إذا كان يفي بالغرض المتوخى منه , ولكن المهم في الموضوع أن لا نتعاطى معه بتشنج واحتقان إلى الحد الذي نعتبر فيه صوت المرأة خطــّاً أحمر .

3- حين نتحدث عن الضرورة أو عدم الضرورة من الحديث الصوتي للمرأة كما ذكر أحد الأخوة الأعزاء , سأكون مع عدم الضرورة إذا كان ذلك مقياساً للرفض , ولكن هذا سيجرنا أيضاً للحديث عن ضرورة حضور المرأة لهذه الدورات في الأصل من عدمها , فباستطاعتها كذلك الحصول على مثل هذه الأفكار عبر الكتب , والمواقع الالكترونية , و مصادر أخرى كثيرة غنية بمثل هذه الأفكار التي تتضمنها هذه الدورات , ولا تحتاج أبدأً للمشاركة في هذه الدورات .


4- من الضروري وضع ضوابط تحكم الجميع رجالاً ونساءً من جميع النواحي في حضور مثل هذه الدورات وعلى الجميع الالتزام بها , فماذا لو تحدّث أحد الرجال الحاضرين بكلامٍ مبتذل أو بكلامٍ يخدش الحياء في محضر النساء , أفلا يكون هذا مستهجناً فهل سنطالب أيضاً بمنع الرجال من المداخلات والنقاش المباشر ؟ أم أنــّنا مطالبون بالتوجيه والإرشاد لضوابط وشروط حضور هذه الدورة على السواء من قبل الرجل والمرأة , مع وضع جزاءات مختلفة لمن يخالف هذه الشروط قد يكون أحدها الطرد من الدورة .

إذنْ لا بدّ من إرجاع الأمر إلى ضابطة عامة يجب على الجميع الالتزام بها , ودعم هذه الدورات بالاقتراحات النافعة التحسينية والتطويرية , وإذا وجدنا حالاتٍ خاصةً نرى فيها خروجاً عن أدبيات المشاركة والحضور فمن الأجدى تشخيص كل حالة في حينها على حدة ومناقشتها وإيجاد الحلول الملائمة لها .

وفقكم الله تعالى لما يحب ويرضى , وأحيي كل نفسٍ غيورةٍ من أجل مجتمعها .


تحياتي