الأخ الكريم سمرجد
مرحباً بك عضواً متفاعلاً
أشارك معك بما جادت به ذاكرتي في هذه اللحظة
سألتَ :
ـ هل أصبحت المناهج التدريسية عائقاً أمام ابداع المعلم أم أصبحت مناهج روتنية لافرق إن كانت علمية أو أدبية ... جميعها أصبحت تحت إطار الحفظ ....
أنا أعتقد أنه كما توجد فروق فردية بين الطلاب - بين ممتاز وجيد وضعيف - فإن الأمر نفسه ينطبق على المعلمين ؛ فهناك المعلم المتميز والذي يمتلك إمكانيات علمية وشخصية ذاتية تمكنه من السيطرة على المنهج الموكل إليه تدريسه وقدرته على إيصاله بأسلوب أكثر سلاسة وسهولة . والعكس صحيح حيث يوجد معلم ضعيف علمياً في مادته من جهة ؛ وضعيف من حيث أسلوبه وعدم قدرته على ترتيب أفكاره وطريقة إيصال الدرس إلى الطالب
هذا من جانب
ومن جانب آخر
من أعرفه من المعلمين المتميزين يؤكدون على عدد من العوائق التي تحول دون تقديم كل ما يطمحون له ومن تلك العوائق :
1- طبيعة المنهج
حيث يلزم المعلم بتدريس المنهج وما يحويه وعدم السماح بالخروج عنه وروتينية المنهج وطوله .
2- طبيعة الطلاب
والمثال على ذلك أن عطاء المعلم يختلف من فصل دراسي لآخر ؛ حيث كلما وجد المعلم عينة جيدة تتفاعل معه فإنه يحرص على التألق والعطاء أكثر والعكس صحيح بحيث إذا ما وجد المعلم نفسه أمام فصل دراسي يخلو من كل مواصفات الفصل الدراسي - شغب وفوضى وضعف دراسي - فإن ذلك مدعاة للإحباط وهو ما يؤدي إلى تقليل نسبة اندفاع المعلم في القيام بواجبه واقتصاره على " تقديم أي شيء " .
فالمعلم حين يوفق لفصل دراسي متفاعل فإنه يشعر برسالية مهنته ويتجسد في عمله كل العطاء التربوي الموجود في الكتب نظرياً ليجد نفسه وقد أخذ بالكثير من تلك النظريات عملياً وبشكل لا إرادي ؛ أما حين يـبـتلى بفصل دراسي كله فوضى فإنه يلعن الساعة التي أصبح فيها معلماً . :Crying
3- اليوم الدراسي لدينا في المملكة ممل جداً . فالطالب يتنقل من حضن مادة إلى أخرى ( سبع مواد يومياً ) في ظل وجود فسحة قصيرة جداً وعدم وجود فعاليات تحرك اليوم الدراسي . مما يؤدي إلى انتشار الملل بين المعلمين والطلاب ويصبح هم كل منهم انتظار لحظة الخروج من المدرسة .
4- عدم توفر وسائل الردع في النظام التعليمي الحديث في مدارسنا ؛ مما يؤدي إلى التقليل من هيبة المدرسة ككل في عين الطالب ؛ وهو ما ينعكس سلباً على احترام الطالب لضوابط الحياة الدراسية وفي مقدمتها المعلم .
5- كثرة الحصص الموكلة المعلم
حيث أن بعض المعلمين يصل نصابهم اليومي إلى خمس حصص يومياً ؛ مما يؤدي إلى تكاسل بعضهم في العطاء الجيد في كل حصص ذلك اليوم والبحث عن فترات راحة بين الحصص وربما في الحصة نفسها بالإقتصار على " سياسة التأشير " وتكبير المخدة :Laughing
عزيزي سمرجد
بصراحة الموضوع شيق ويستحق وقفة عند تساؤلاتك الأخرى أيضاً