سألت مولاي أبا محمد الحسن بن علي (ع) في مسيرٍ له بسرّ مَن رأى ، سنة خمس وخمسين ومائتين أن يملي عليّ الصلاة على النبي وأوصيائه عليه وعليهم السلام ، وأحضرت معي قرطاساً كبيراً ، فأملى عليّ لفظاً من غير كتاب ، قال : اكتب !.. وذكر الصلاة على المعصومين (ع) ومنهم الزهراء (ع) وفيه : اللّهم !.. صلّ على الصدّيقة فاطمة الزهراء الزكية ، حبيبة نبيك ، وأم أحبائك وأصفيائك ، التي انتجبتها وفضلّتها ، واخترتها على نساء العالمين ..
اللّهم!..كن الطالب لها ممن ظلمها ، واستخفّ بحقها .. اللّهم!.. وكن الثائر لها اللّهم بدم أولادها ..
اللّهم!.. وكما جعلتها أم أئمة الهدى ، وحليلة صاحب اللواء الكريمة عند الملأ الأعلى ، فصلّ عليها وعلى أمها خديجة الكبرى ، صلاةً تُكرم بها وجه محمد (ص) وتقر بها أعين ذريتها ، وأبلغهم عني في هذه الساعة أفضل التحية والسلام ....
قال أبو محمد عبد الله بن محمد اليمني : فلما انتهيت إلى الصلاة عليه أمسك ، فقلت له في ذلك ، فقال : لولا أنه دينٌ أمرنا الله أن نبلّغه ، ونؤديه إلى أهله ، لأحببت الإمساك ، ولكنه الدين اكتبه !...
منقول