لعمري لقد أفرغت مافي قلبي ،إن من مصائبنا أننا قد ابتلينا بموت الهمم،وحياة الشهوات،فإنك ترى الشاب والشابة قد شغفوا بالأباطيل،وأترعت نفوسهم بالآمال التافهة:
والشباب الطموح في حمأة التغريب أفضى فلا تراه يهاب
الكرى بعض علمه في ضحاه والجهاد المقدس الألعاب
ولكنني لست أعيش اليأس،ولا أتلفع بالقنوط،فإنهما زاد الضعيف،وبضاعة الخاسر ،لكنها نفثة ضاق بها صدري،وزفرة أطلقتها من بين أضالعي،وإلا فإن الحق لابد أن يدمغ الباطل فإذا هو زاهق،فأربع فإن الفرج وشيك ،والنصر قريب ،وتعز بمن مضى من المعصومين والعلماء والصالحين،بل وبمن بقي منهم،وتلفت فإنك لابد أن تجد النور في الظلمة وإن قل،ووالله إن ما يصير لهو بعين الله وعين ولي العصر عليه السلام،وإن ماتراه لهو الفتنة التي يميز الله بها الخبيث من الطيب،وهذا معنى تناوله القرآن الكريم ،وتناولته السنة المطهرة ،ولولا كره الإطالة ،وأنك قد أدركت ماأردت ،لجلوتها،لكنها كالشمس الواضحة،ولتعلمن نبأه بعد حين،اللهم لاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .