[الفجر الجديد]

السلام عليكم /

قد يقول بعض الآباء والأمهات : إنّ أبناءنا وبناتنا متعلمون ويستطيعون أن يتوصلوا إلى المعلومة التي يريدونها من قنوات عديدة , وربما هم أقدر منا في طرق الوصول إلى مبتغاهم بما يمتلكون من نصيبٍ وافرٍ من الاستيعاب الفكري , والنضج العقلي , وإنّ جيل اليوم يعرفون الكثير والكثير دون الاعتماد على أبويهم

قد يكون هذا الكلام صحيحاً نسبياً , ولكن هذا يعني أنـــّنا ننتظرهم حتى يكبروا ليكتشفوا بأنفسهم الأحكام الشرعية الأساسية وما يترتب عليها وفق فهمهم بدل أن يتعمّقوا في معرفة الأحكام وبعض تفاصيلها .

قد يمنع الخجل المرأة من تعليم ابنتها أحكام الدم الذي تراه أي فتاة , وسيكون من حسن حظّ هذه الفتاة إن وجدت لها صديقةً تستوعب هذه الأحكام وتتبادل معها المعلومات , أو كانت ممن يجيد
البحث في المواقع الالكترونية وقنص المعلومة من مصادرها المختلفة على الرغم من أنّ بعض الأحكام تحتاج إلى توضيح مباشر من متخصص , وسيكون الأبوان هما حلقتي الوصل , خصوصاً لمن كانت في بداية بلوغها , فحضور الأبوين المادي والمعنوي إذنْ مهــمٌّ جــدّاً في إيصال البنت لمعرفة أحكامها الشرعية فإن لم يكونا هما المعلــِميـْنِ لها فعلى الأقل يسهلان لها الوصول إلى الحكم الشرعي , وأستغرب كثيراً من مَنْ يبالغ في مسألة الخجل ليصبح حاجزاً يمنع الأم من تعليم ابنتها أحكامها الشرعية على أنــّني أيضاً لا أرى حرجــاً من أن يتواصل الأب كذلك مع ابنته في الأحكام النسائية إن صحّ التعبير ولا أريد أن أطيل في ذلك , لذا ألخصّ رسالتي في النقاط التالية :

1- يجب على الوالدين ترتيب الأولويات في علاقتهم بأبنائهم وبناتهم .

2- عدم الاعتماد على فهم الأبناء في حصولهم على أحكامهم الشرعية .

3- إذا لم يستطع الوالدان تعليم أبنائهم وتلقينهم الأحكام الشرعية الأساسية , فمن أقلّ الواجب عليهما أن يوفرا لهما السبل التي توصلهم للمعلومة .

4- تذويب الحواجز بين الوالدين والأبناء من أجل تعليمهم وإيصالهم إلى بــرّ الأمان , ومن ذلك عدم ترك الفرصة لسيطرة الخجل على علاقتنا بأبنائنا وبناتنا .

تحياتي