السلام عليكم /
بداية أشكر الفاضلة تاروتية على هذا الطرح الموّفق
--------------------------------------------------------
ليس اليتيمُ من انتهى أبواه من
هــمّ الحيــــاة وخلــّفاه ذليــــلا
إنّ اليــتــيم َ هو الذي تلقى له
أمــّاً تخلــّت أو أبــــــاً مشغولا
أحمد شوقي
===================================
رحم الله آباءنا وأمهاتــنا الكبار الذين أولونا رعايتهم , وإن كان من تقصيرٍ منهم فقد لا نحمــّلهم الوزر في تقصيرهم في تعليمنا أمور ديننا عندما كنـّا صغاراً بل كانوا الحريصين على أن يلــّقنوا أبناءهم أمور دينهم الأساسية كالوضوء والصلاة والغسل وبعض أحكام الطهارة رغم أنــّها تكون أحياناً ليست بالكيفية الصحيحة فهم يعلموننا في حدود استيعابهم , إذ لم تكن تتوفر لديهم الوسائل الكافية التي تغذّيــهم بالمعلومة المتكاملة , في حين أنّ الوضع اليوم تغيــّر كثيراً وأصبحت المعلومة متوفرة بغزارة لكل من يطلبها , والخلل الرئيسُ في نظري في سبب تدني المستوى التعليمي والتربوي للجيل الجديد ( إذا أخذنا جانب الأسرة ) هو عدم ترتيب الأولويات , أو تشابكها أو تغيــّر مفاهيمنا تجاه ما هو من الأولويات وما هو ليس من الأولويات , بل أقحمنا بعض الأمور في حياتنا واعتبرناها من أولى الأولويات , وليس بوسعنا أن نتنازل عن بعضها , فقد تجد الأبوين قد انتهجا جدولاً يومياً رتيباً وألفاه ولا يريدان تغييره حتى وإن تزاحمت فيه المصالح أحياناً , ربما يؤجل هذا الأب موعداً مهمــّاً لولدٍ من أولاده في المستشفى لأنــّه لم يسعه الوقت لأخذ جرعته اليومية من ( المعســّل ) في وقته المعتاد , أو تعطــّل الأم بعض التزاماتها الاجتماعية الضرورية لأنــّها تقع في وقت مشاهدتها لمسلسلها التلفزيوني اليومي , ومن هذا يجب علينا أن نعيد ترتيب أولوياتنا وأن لا نسمح لموجة المتغيرات أن تبعثر هذا التسلسل الواعي للأولويات , وما من شكٍّ أنّ تعليم أمور الدين للأبناء هو من أجلّ الرسالات التي ينبغي أن يبلــغها الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم , وأن لا يغفلوا عنهم , ويتركوهم يتخبطون في دهاليز العشوائية في تطبيق أحكام الشريعة .
لي تتــمــّة
تحياتي