حتى مرافق المساجد ، لا تسلم من أذاهم !
الحقيقة هي أن هناك أنفساً لديها نزعة ذاتية غريبة نحو التخريب والمخالفة !
سأضرب لذلك مثالاً :
إنسان يتوجه للمسجد للصلاة ( مسجد بالتأكيد سيذهب له للصلاة وليس لغرض آخر ) يدخل دورة المياه التي يفترض أن يستعجل نفسه ليتوضأ ويدرك صلاة الجماعة المقامة بالمسجد التي جاء لها أصلاً ، ولكن يحدث أن يقوم هذا الشاب بالكتابة على حائط دورة المياه وبابها و . . .
كيف نبرر ذلك ؟
هل يدرك هذا الفاعل أن ما يقوم به خطأ أم لا ؟
إذا كان يدرك ذلك وهو بحق يدرك ذلك فلماذا يقوم به؟!
يُـقال أن الفعل الإنساني لا يتم اعتباطاً دون سبب له . وهو ما يقوم عليه العلم الجنائي في تفسير أي حدث أو جريمة بدراسة الدوافع لهذا الصنع أو ذلك وهو ما يساعد في التوصل إلى الفاعل .
أذكر أن أحد الزملاء المعلمين قام بإدخال طلاب أحد الفصول إلى معمل حديث جداً ؛ كان هذا الفصل هو أول فصل يتشرف بافتتاح هذا المرفق ( المعمل الجديد ) ، وما إن شرع المعلم في تنظيم جلوس الطلاب حتى رأى أحد الطلبة يقوم بمحاولة إدخال بعض الأوساخ في داخل أحد الأجهزة الجديدة لإعطابها !
هنا سأل المعلم الطالب :
لماذا قمت بذلك ؟
هل الجهاز أساء بحقك ؟ وهو جديد ولم تتح للجهاز فرصة أن يغضبك بعد ؛ بل لم يتم تشغيله بعد ! لماذا لا تعطيه فرصة ليخدمك ويخدم غيرك !
علماً أن هذا الطالب هو ابن عائلة محترمة ومتدينة ومعروفة بالأخلاق وهو ابن شخصية لها مكانتها في مجتمعه ، فما سر هذه العدوانية ؟
أنا أرى أن هناك استعداداً ذاتياً لدى بعض الأطراف لفعل هذا السلوك أو ذاك . وعندما يجد بيئة تشجعه أو تحرضه على ذلك ينجرف استجابة للغرائز العدوانية الدفينة بداخله .
أريد من عاقلٍ أن يبرر لي كل هذه العدوانية التي نرى أثرها في كل مرفق عام .
يدمرون المرافق العامة بما يوحي بأنهم يتعمدون حرمان غيرهم من الاستفادة منها ، فما مشكلتهم مع مواطنين أمثالهم ! ويمكن تلمس هذا في المدارس والحدائق والكورنيشات والشواطئ المفتوحة لجميع المواطنين.