بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزواج سنة أكد عليها الشارع المقدس لما له من أهمية
قصوى في استمرار الجنس البشري وبالتالي دوام الحياة ،
الزواج مؤسسة اجتماعية خاصة لها نظمها وقوانينها
وكوادرها وآلياتها ، فالزوج والزوجة من كوادر مؤسسة
الزواج بالإضافة إلى الأبناء ، وأما من آلياتها الحب
والتـفاهم بين الزوجين .
إن هذا التـفاهم ينعقد بين الطرفين باقـتـناع كل طرف بالآخر
وهذا يتم بتوافق الطرفين من الناحية المادية والأخلاقية
والـثـقافية والفكرية ، فمتى ما اخـتلف الطرفان في عنصر
من العناصر الآنفة الذكر ، فإن ذلك يهدد تلك المؤسسة
ويعرضها للإنهيار .
على ضوء ما تـقدم ذكره يتضح لنا أهمية الاخـتيار الصحيح
للزوجة أو الزوج . فليس من العدل أن تـتـزوج فـتاة جامعية
شخص أمي أو لنقل من الصعب استمرارية هذا النوع من
الزواج لفارق المستوى الفكري بين الطرفين . أو العكس
وإن كان في الحالة الثانية أخف وطأة حين يتـزوج شاب
متعلم تعليما أكاديمياً والفـتاة أمية أو تعليمها تعليماً ضعيفاً
لايكفي لمجاراة ذلك الزوج في تعليمه وثـقافـته وتفكيره .
أنا هنا لا أدعو لأن يتمسك الشاب بالزواج من فـتاة تعادله
في المستوى التعليمي ولا أُ نَـظِّـرُ له ، كل ما في الأمر أن
الزواج من فـتاة في غير مستواه التعليمي قد يصطدم في
النهاية بواقع مرير يؤدي إلى فشل ذلك الزواج إن لم يتوفر
الوعي والحكمة لدى الطرفين .
واقع الحياة هذه الأيام ليس كما هو الحال عليه قبل عشرة
أعوام أو خمسة عشر أو عشرين عاماً ، فكل معطيات
الحياة قد تغيرت تغيراً شبه كامل ، وعلى هذا لابد أن يتماشى
الزواج مع متغيرات الزمن ومعطيات الحياة الجديدة ، حتى
يكتب له الموفـقـية والنجاح والديمومة .
وفي المقابل .. إن التفكير في الزواج من فـتاة جامعية من
خلال نظرة مادية لاشك أنه تفكير ناقص ويُـسْـقِـطُ صاحبه
في الوحل ، بغض النظر عن أن من حق الزوج شرعاً أخذ
راتب زوجته أم لا . كذلك الزواج من أي فـتاة .. أي فـتاة ..
مغامرة قد لا تُـحْـمَـدُ عقباها ؛ لأن الزواج شراكة بين
الطرفين قائمة على الحب والتـفاهم ، ولا يعني أننا نواجه
تضخماً في العنوسة أن نقيم هنا جداراً ويتساقط جداراً
هناك ، وذلك بأن نزوج شاباً ما أي فـتاة أو نزوج تلك
الفـتاة أي شخص لمجرد القضاء على العنوسة بين
فـتـياتـنا وبناتـنا ؛ لأننا حتماً سنعود من حيث بدأنا .
أخوكم / همس الكلام