أتمنى أن أعود طفلاً..!
لأطرد كل ذلك الحقد الذي اتخذ من قلبي مقراً رسمياً له دون أخذ الإذن الرسمي من صاحب الحقوق..!لأصفح عن كل من خان و أنسى كل من طعن و بكل برودة أعصاب..لكي لا أرتدي معطفي مقلوباً في هذا الشتاء..؛لأن ظهري أصبح متبلداً و فاقداً للإحساس بعد أن ذاق خناجرهم المسمومة ؛فلم يحتج إلى معطفي الذي لم يُغلق قط في لحظةٍ شتوية باردة..!
أتمنى أن أعود طفلاً..!
لأشاهد طمطم منساباً بفرحةٍ طفولية و أقلده في مشواره الأول لصيد السُحب..!،لأتمنى أن أعرف من هو صاحب الظل الطويل و أرسل رسائلي إليه مع جودي أبوت..!
فـ يا عزيزي صاحبَ الظل الطويل..
هل لك أن تقول لي..من أنت..من تكون..!! و هل لك أن تحقق أمنيةً من أمنياتي الـ مجنونة..؟؟!!!
أتمنى أن أعود طفلاً..!
لكي لا يأتي أحدهم و يسرق أمنياتي و أحلامي..أو بالأحرى بقاياها المتلاشية هنا و هناك كالفسيفساء..لكي لا نفطر في يوم عرفة بعد أن سألنا الله أن يتقبل صيامنا و قيامناً في ذلك الجو العائلي الذي نادراً ما يتكرر في زمنٍ كهذا ثم يقوم أحدنا من مائدة الفطور..فيترجاه الباقون أن يبقى و لو لـ فيمتو ثانية..!
أتمنى أن أعود طفلاً..!
لكي لا أتألم و أنا أقرأ ما خطته مستغنامي عن أن خروف العيد أصبح ثمنه يفوق الإنسان نفسه الذي لا يكلف هذه الأيام أكثر من رصاصة..!و لكي لا أنعزل و أتقوقع و أنا أشاهد الكل يصيح: إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب..! و لكي لا أندم على كل تلك الأغاني التي سمعتها ثم أعرف أن الله يحبني بعد أن تعطل مصدرها عني..!! و لكي لا أفجع لفضائحية التلفاز الواقعي الذي جاء بدعوى التحضر فما كان منه إلا أن أعادنا إلى العصور الجاهلية في زمنٍ أصبحت فيه المرأة سلعة على مرأى من الجميع..!
تحياتي