عِنْدَمَا يَمُدُّ أحْدهُم إحْدَى كَفّيْهِ بِالسّكَاكِرْ - لَرُبَّمَا - يَجْدُرُ بِكَ حِيْنَئذٍ أنْ تَمِيْدَ بِبَصَرِكَ نَحْوَ اليَدِ الأخْرَى لِتَرَى مَا تَحْمِلهُ ، إنْ كَانَتْ لا تَحْمِلُ شَيْئَاً فَتَذَكَر أنَّ " الخَوَاء " لَهُ مَسَاوئُ أيْضَاً ،! يَجِيْءُ هَذَا الصَّبَاح مُبَتَسَمَاً ، مُسْتَبْشِرَاً وَ مُزْدَحِمَاً بِذَرّات النّور الشّفَافَة ، يَجِيءُ بِرَائِحَة قَهْوَةٍ عَرَبِيّة ، بِتَثاؤبِ طِفْلٍ ، بِتَمَاثِيْلِ حُزْنٍ ألْجَمُهَا الحَجَر وَ أنْطَقَهَا البَشَر ، يَجِيْءُ بِكُلّ التَّنَاقُضَاتِ المُرْبِكَة ، بكُلَّ الأفْعَالِ المُحَرَّمَة ، بِالمَاضِيْ وَ الآنُ وَ المُسْتَقْبَل ، يَجِيْءُ باسْتِفْهَامِ الأسْئِلَة ، وَ بدَهْشَةِ التَّعجّبِ وَ بِنُقْطَةِ النِّهَايَة ، وَ ..... بِمَا لا تَشْتَهُون ،! أحَدُكُم كَانَ يَجَاهِدُ لئلا يغْفُو عَلَى أرْصِفَة الاسْتِسْلام ، أحَدُكُمْ كَانَ يُعَلِّقُ عَلَى جِدَارِ عَيْنِه لَوحَة لِجُثّة مُدَّعِيَاً بَأنَّها تَسْتَقْطِبُ إلِيْهِ أرْوَاح الحَظّ ، أحَدُكُمْ أصْبَحَ يَعْتَقِدُ بِأنَّ بَعْض الألْوَان تَجْلِبُ النَّحْس -مُتَورّطٌ هُوَ بِالتَّشَاؤمِ وَ جَزْرُ الأمْزِجَة- ، أحَدُكُم بَاتَ يَقُصُصُّ رؤيَاهُ عَلَى سِرْبِ الطّيورِ المُهَاجِر وَ يَمْتَهِنُ رَميَ فُتَاتِ الأرْغِفَة عَلَى أسْطُحِ مِيَاهٍ لا يَسْبحُ فِيْهَا إنْسٌ وَ لا طَيْرٌ وَ لا جَان ، أحَدكُمْ يَلْعَقُ بِطَرَفِ لِسَانِه دَمْعَة خُيّل إلِيْهِ أنّهَا سَقَطَتْ فِيْ سَنَوَاتِهِ العجَاف ، أحَدكُم هَذَا .. يَصِلُنِيْ خَبَر مَوتهُ مِرَارَاً وَ أحْتَسِيْ مَعهُ نَخْبَ مَوتِهِ // وَ لكِنّهُ ..لََمْ يَمُتْ بَعْد ،! كَانْ .... و يَااااااااااااااااااااااما كَانْ يَااااااااااااااااااااااما كَانْ يَااااااااااااااااااااااما كَانْ تحياتي لكم مما راقني