عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-2008, 02:29 AM   رقم المشاركة : 19
تشي جيفارا
Banned







افتراضي رد: مفهوم الليبرالية ..!

تحية طيبة

بمناسبة "عيد القدير" عيد الله الأكبر عيد أمير المؤمنين وسيد الوصين (ع)
نهنئ الأمتين العربية والأسلامية
وكل عــــام وأنتم في القلب

مجمل حديثي اليوم موجه الى شريحة مهمة في المجتمع وهي "أخواني الشباب"

هل الليبرالية تتعارض مع الإسلام ..؟!



يا أخواني الأعزاء ...

يا جيل المستقبل كَثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن حقيقة الليبرالية


وهل هي متعارضة مع الشريعة الإسلامية أم مكملة لها؟
وهل هي تضاد الأخلاق الإسلامية، أم تسير معها في الطريق نفسه؟
هل هي مذهب دنيوي أم ديانة بديلة؟
هل هي ثابتة المرتكزات، مصمتة الجوانب، غير متغيرة باختلاف الزمان والمكان والديانات
أم هي نظام يستطيع أي مجتمع تطبيقه بالشروط التي تناسب طبيعته وتشكيلاته وتعقيداته؟


الليبرالية ليست ديناً جديداً، وإنما هي مجموعة مفاهيم تقيم الحق وتنشر العدل وتعلي كلمة الله التي استولت عليها الكنيسة في الغرب - بلد الليبرالية الأصلي، والفئات الضالة المكفرة، والأحزاب المحتكرة لكلمة الله في البلاد الإسلامية

(لا يعني ورود جملة التحرر من الدين، في بعض تعريفات الليبرالية الغربية، فساد المبدأ الأساسي لليبرالية، بل هو تحرر من الدين الكنسي الذي كان يستعبد الناس باسم الرب، إذا ما أحسنا الظن في الليبرالية الغربية، وإلاّ فهو خلل واضح وعيب كبير فيها - أقصد الليبرالية الغربية بعينها -
ينبغي على عرابيها الغربيين مراجعته مع انحسار الدور الفاسد للكنيسة في العصور الحديثة)،

الليبرالية هي نظام يصلح أن يطبق في البيت والشارع والمدرسة والشركة والمصالح الحكومية والوزارات ومجلس الوزراء والدولة والتجمعات الدولية الإقليمية ومنظمة الأمم المتحدة.


لكل مجتمع ليبراليته الخاصة التي يرتضيها مختاراً، للتخلص من عبودية الظلم والشر،
بعض المجتمعات يغالي في الانفلات باتجاه الحرية المطلقة، التي هي نفسها عبودية بشكل أو بآخر، فيخرج عن حقيقة الليبرالية،
وبعض المجتمعات يجد في الليبرالية ديناً بشرياً بديلاً للديانة السماوية، فيقع في فخ العبودية الذاتية للتشكيل البشري، وبالتالي يخرج أيضاً عن حقيقة الليبرالية.

يا أخواني الأعزاء،

الليبرالية في حقيقتها خروج على الظلم والأفكار الخاطئة والبيئات المشوهة، خروج إلى الحقيقة الصافية والنبع الأول الذي لم يتعكر بتراب المصالح والأهواء...

فتعالوا نخرج إلى النبع الصافي، ونضع محددات التعريف والتنظيم والتطبيق لليبرالية الإسلامية:


أولاً:
البناء الأساسي لليبرالية الإسلامية يقوم على الكلمة اللاتينية Liber التي تعني الإنسان الحر.

ثانياً:
حق حرية التعبير مكفول للجميع.

ثالثاً:
الحقوق الفردية مكفولة للجميع.

رابعاً:
الليبرالي الإسلامي لا يعترف بمصطلح رجل الدين، كصفة لأناس بعينهم، فكل أمة محمد تبعاً لليبراليته رجال دين.

خامساً:
الليبرالي الإسلامي يرفض تحزيب الأمة الإسلامية إلى أحزاب إسلامية وأحزاب غير إسلامية، الكل ينعم بمظلة الإسلام،
فلماذا يحاول البعض الانفراد بكلمة الرب؟

سادساً:
الليبرالي الإسلامي لا يصنف نفسه سنياً ولا شيعياً ولا شعرياً ولا مالكياً ولا حنفياً ولا حنبلياً ولا شافعياً ولا زيدياً ولا أباضياً ولا إثنى عشرياً ولا حتى سرورياً أو جامياً، ولا تحت أي تصنيف آخر هو مسلم وكفى.

سابعاً:
الليبرالي الإسلامي يتبع التشريعات الربانية التي أوصلها لنا نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، ولا يعترف بما سواها من التشريعات والقوانين الدينية التي تبناها من بعد ذلك بشر لم يتصلوا بالناموس.

ثامناً:
الليبرالي الإسلامي يرفض تبني حال الطوارئ الدينية في المجتمعات الإسلامية بغير مبرر، لذلك فهو يرى أن القاعدة الشرعية التي تقول إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ليست صالحة للاستخدام كل الوقت.

تاسعاً:
تفترض الليبرالية الإسلامية أن المجتمعات الإسلامية صحيحة الأخلاق والمعتقد، بحيث لا تحرّم - كما يفعل آخرون - بعض النشاطات والفعاليات والعادات والتقاليد، بحجة أن المجتمع «مريض يرجى برؤه» وغير مؤهل الآن للانسجام معها،
كقيادة المرأة للسيارة أو الاختلاط الشرعي أو غيرها... المجتمع الإسلامي كما تعرّفه الليبرالية الإسلامية، مستقل مكلف مسؤول عن أفعاله أمام الله وأمام القانون.

عاشراً:
ترفض الليبرالية الإسلامية حصول البعض على امتيازات معينة بسبب الشكل أو اللون أو الانتماء لقبيلة معينة أو السكن في منطقة معينة أو الظهور بزي معين.


حادي عشر:
الليبرالي الإسلامي لا يؤمن بكل ما أتت به الليبراليات الأخرى غير الإسلامية، هو يعتبر صالحها صالحاً له، وغير صالحها غير صالح له من منطلقات شرعية إسلامية، حالها كحال كل الأنظمة الأخرى المعمول بها تاريخياً في بلاد الغرب أولاً ثم انتقلت إلى بلاد المسلمين، كنظام المرور ونظام الملاحة الجوية وحتى نظام الدوري الكروي للرياضات المختلفة!


ثاني عشر:
الليبرالية الإسلامية تدعو الناس إلى عدم تقديس الأشخاص بناء على انتمائهم لسلالات معينة كان لها أدوار دينية في ما مضى، وتنادي بعدم إضفاء هالة من القدسية على أشخاص آخرين لمجرد ارتباطهم بفكر معين، قد يكون صحيحاً وقد يكون خاطئاً.


ثالث عشر:
الليبرالية الإسلامية ترفض الازدواجية في التعامل مع الآخر، كازدواجية من يكتب في الصباح الخطابات لمصنع في بريطانيا يعمل به مسيحيون من أجل توريد معدات طبية للمستشفى الذي يعمل به، ثم ينادى في المساء بقتل الغربيين المسيحيين أينما وجدوا... وعلى ذلك قيسوا
يا أخواني الأعزاء، لكن ضعوا دائماً في اعتباركم أن الإسلام هو المظلة التي تظلكم في كل زمان ومكان .

يتبع...

حين يطيل الموت في غفوته .. غدا يوما آخر

 

 

تشي جيفارا غير متصل