عرض مشاركة واحدة
قديم 15-12-2008, 07:33 PM   رقم المشاركة : 12
قطر الندى
طرفاوي مشارك






افتراضي الفنان التشكيلي منتظر الزيدي يرسم صورة جديدة بالحذاء

في ساحة الحرية وقبل خمس سنوات.. تراكض العراقيون وفي أجواء الفرحة العارمة ليسحلوا تمثال الفاشي الأقذر على مر التاريخ صدام حسين المجرم بالأحذية.. وكأنهم يرسلون له رسالة.. هذا ما كنا نريد أن نفعله لو كنت بين أيدينا.. ورسالة أخرى له وإلى العالم المتدثر ما بين طاغوتية صدام وغباء الباكين عليه.. إن صداماً طاغوتاً فلا تبكوا عليه..رسالة إلى صدام.. ليقولوا له.. كل دعاواك.. وكل أكاذيبك وكل تشدقك جاء الوقت لنسحل وجهك بالنعال..

وقد تكررت هذه الصورة أكثر من مرة.. تلك المرأة التي أخذت تضرب صورته بالنعال.. وأولئك الذين يجرون في شوارع بغداد رأس تمثاله ويضربونه بالنعال..

فكانت حالة وداعٍ تقضي على تاريخه منذ بداية الصفحة الجديدة في كتابته..

هنا العراقي الشجاع.. والعراقي الغيور.. والعراقي الذي يحكي حقيقة كل العراقيين الذين يريدون أن تُشفى صدورهم من كلب واشنطن(( أجلكم الله)).. فلا فرق بين الكلب الصغير الذي يجره بوش وبوش نفسه.. فثقافتهم واحدة.. لا يفهمان ما يقوله غيرهما.. سوى ضرب النعال.. اخطب ألف خطاب.. وحذر من أي خطورة.. لن يفهمك الكلب الذي يمسك بعنانه الرئيس الأمريكي بوش.. سوى هز ذنبه.. وعندما ترى ردة فعل بوش.. ستجده ككلبه.. لا يفهم رسالة الخطابات، ولا الدموع، ولا الأنين في سجن أبي غريب.. لا يفهم فقط إلا لغة الأحذية التي جاءته من منتظر الزيدي لتقول له: (( هذه قبلة الوداع يا كلب))..

تمكن بوش من الانخفاض عن أن يصيبه الحذاء.. ليسخر فيما بعد بعبارات قياس الحذاء.. مع أنني أعرف أن الشعب الأمريكي نفسه أكثر من سيتندر عليه وسيجعله حفلة النكت الجديدة في ظل الأزمات(( المتلتة)) التي أغرقه فيها بوش طيلة حكمه الأسوأ في تاريخ الأمريكيين..

ولكن للأسف هناك آلاف العراقيين لم يستطيعوا الانخفاض أو تحاشي القصف الأمريكي هنا وهناك..

الشعب العرقي لم يفهم رسالة بوش.. لأنه لم يكن مشغولاً به.. ولأنه لم يتحرش به.. ولأنه لا علاقة له بمعاناة بوش.. كونه لم يفرض الحصار عليه، ولم يسرق ماله، ولم يصادر إنسانيته، ولم يصادر حقه في العيش الكريم..

طبعاً وفي ظل هجوم الحماية الموجودة في قاعة المؤتمرات قام العراقي الغيور بالصراخ: هذا العراقيون يا حيوان.. يا كلب..

الشعب العراقي وحتى المالكي في قلبه ليس متأسفاً عما حصل، وهذا ما كان يبدو عليه هدوءه.. وأن محاولته منع الحذاء الثاني من الوصول إنما حتى لا يُتهم أنه هو من أوعز للزيدي بحذف الحذاء..

من المؤكد أنه تفاجأ بهذه القبلة غير المنتظرة من منتظر.. وهذا قيمة اسمه.. لو كانوا ينتظرون منه متوقعاً لما استحق أن يكون اسمه منتظراً.. ولكنه أراد أن يكون في تاريخ العراق منتظر الفنان الأروع في تاريخ رسم الصور المفاجئة..

الشعب العراقي الذي تعامل معه الرئيس الأمريكي كما يعامل كلبه.. بل كلبه نال أكثر الاهتمام والرأفة والرقة.. ولعل منظمات حقوق الحيوان تذهب إلى بوش لترى كيف يتعامل رئيس أكبر دولة في العالم مع كلبه الحيوان البريء الذي يبدو مؤدباً.. فلا يصرخ إلا في وجه صاحبه على ما يبدو.. قال له ما يضيرك أن يخاطبك من استخففت به طيلة حكمك الأزرى في تاريخ حكام أمريكا : يا كلب..

إلا أنه يقول في هذه الصورة والتي هي بريشة الفنان التشكيلي الرائع منتظر الزيدي: أظن أنك الآن فهمتني.. فقد بحثت في كل الصور التي رسمتها علك تفهم ما أقول وما يقول شعبي.. إلا أنني لم أجد إلا هذه الصورة..

أفهمت الآن يا سيادة الرئيس.. على ما أظن وحسب ردة فعل خلفك باراك أوباما أنك فهمت.. وذلك عندما صرح بأنه سيعجل في خروج الولايات المتحدة الأمريكية من العراق..


وعلى ما أظن أيضاً أن بوش يقول في نفسه (( يا شماتة أبلى ظاظا فيني)).. لشماتة الديمقراطيين به..

 

 

قطر الندى غير متصل