بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
إنا لله وإنا إليه راجعـون
كأن هناك سرا يا صالح أردت أن تقوله لنا من خلال غيابك طوال 4 سنوات , كأن
لسان حالك يقول : بأنك لا تـستطيع فراق الأهل والزملاء , والأصحاب بـين ليلة
وضحاها , فأردت الذهاب إلى هـناك تمهيدا للرحيل .
لا أدري
كيف أني أتمنى في هذه اللحظة الذهاب إلى أراضي أمريكا لأسمع منها
ما الذي أخذت منك ؟ , هل أخذت منك الهدوء والابتـسامة كما كنا نعـتاد رؤيتها
على وجهك البشوش ؟ , أم أنها أخذت منك رسائل ألم الفراق , والغربة ؟
وأريد أن أعرف أيضا
ماذا أعطتك أراضي أمريكا ؟
هل أعطتـك الحرية التي يتمناها العالم ؟ أم أنها أعطتك فناجين القهوة المرة
التي لا يستطـيع أحد أن يشربها , سوى من يعرف مرارتها .؟؟.
أريد أن أضع مايكـروفون , ومكبرات صوت يصل صوتها إلى العالم بأكمله
لكي يعلم العالم بأن هناك حقيقة إنسان لم يتـذوق طعم سانـدويتـشات الشباب
ولم يمشي خطوة واحدة , في سبـيل أن يعيش كإنسان بسيط متواضع
مثل كل البشر المتواضعين .
.
.
.
.
لا أريد الآن الذهاب إلى أمريكا
خوفا من أن أشاهـد رسالة تـقـصدني , مكـتوب في أحشائها :
لم يمهلني الزمان لحظة لأصارع فيها أمواج الحياة , وأعود لمنزلي قاصدا أهلي
وأهل حارتي , فهل لك أن تعطيني أياما قليلة من عمرك تمهلني إلى أن أضم جدران
بلدي , وأحضن أبواب داري .؟؟.
لا أريد أن أشاهد منك هذه الرسالة يا صالح
.
.
وما يزيدني ألما ..
أنك لم تـقـل لشوارع بلدي , ولا لمدارسها أنك سترحل عنها بلا عودة
.
.
و س ط ا ل ن خ ي ل
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
.
.