عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2004, 08:48 PM   رقم المشاركة : 33
سبيل الرشاد
كاتب قدير ومربٍ فاضل







افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكرتُ في المشاركة الأولى بأن هناك عادات ماتت وهناك عادات حيت تبعا لظروف الزمان وتبدل الأحوال والأجيال ، فعلى سبيل المثال أين حزمة البرسيم التي تطؤها العروس عند باب منزل زوجها وأين الزولية التي تجلس عليها العروس وتحملها من أطرافها أربع من النسوة ، وكان فيما مضى إذا مشى الرجل ومعه زوجته كان من العيب أن يمشي بصفها ، بل كان يمشي وهو أمامها بـ100 مترأو يزيد ، كما كان من العار أن يحمل الرجل البيض أو الدجاج وغيرها كثير .
على أي حال كانت هذه فقط مقدمة لنطل من خلالها على الماضي ونستخلص منها بأن التغيير يحدث أحيانا وإن لم يحرص المجتمع على تغييره ، وهكذا ما سوف يحصل لأجيالنا القادمة عندما تموت عادات وتحيا أخرى لا نعلمها . ولكن ليس المهم هو التغيير العفوي الذي ينصاع لتبدل الظروف وما ينسجم معه المألوف ، وإنما التغيير الذي يعنينا هو التغيير العاقل المدروس الخاضع لمعايير الحكمة وميزان السماء ، وهذا لن يكون إلا عندما يتصدى له ذلك المجتمع الناضج الواعي الذي وضع نصب عينيه معالي الأمور وأسماها . وهذا ما نأمله من شبابنا وبناتنا الذين هم محور جيلنا الصاعد وقلبه النابض ، وهذا لن يكون إلا عندما يتعلمون كيف يصنعون العلاقة مع القراءة ويمسكون الكتاب لتحيا معهم هذه العادة .
أما العادة التي أريد لها أن تموت في مجتمعي فهي الوليمة العامة التي في الفواتح والأربعينية . فكم هو مؤلم أن يظاف إلى همِّ المصاب همُّ آخر (وفوق أصاويبك يرضوك) ، صحيح بأن اطعام المؤمنين مستحب في ذاته إلا أن المناسبة ليست ملائمة لذلك ، لهذا لم يذكر الشارع المقدس خصوصية للإيلام في هذه المناسبة كالزواج وسكنى البيت والعقيقة وغيره ، بل على العكس من ذلك فيما روي عن الرسول الأعظم <img src='style_images/1/p1.gif'> ما يدل على معناه بأنه أوصى أن يصنع الطعام إلى أهل المصاب لا أن يصنع هو الطعام . بالاضافة إلى ما يحتاجه الميت من أعمال الخير والبر ما يفوق هذا الاستحباب كالصلاة والصوم والصدقة الجارية وكفالة يتيم وحج وعمرة في حين أن المسكين يهدر أغلب ثلثه في أيام الفاتحة .

تحياتي مع خالص دعائي .

 

 

 توقيع سبيل الرشاد :
ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد
سبيل الرشاد غير متصل   رد مع اقتباس