عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-2008, 11:17 AM   رقم المشاركة : 42
ابن تيماويه
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية ابن تيماويه
 






افتراضي رد: عالم الدراسة الحوزوية

بسمه تعالى شأنه



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مولانا الفجر الجديد انا خادم صغير لك ، وهذ من لطفك وحسن ظنك ،وسجيتك الطيبة .


السؤال التاسع /

هل هناك في الحوزات العلمية دروس في علم الأخلاق وتلك المتعلقة بتزكية النفس , وربط الطالب روحياً بجوهر العلم الذي يتلقاه ؟


يوجد هناك دروس في الأخلاق ولكن ليست كالدروس الأُخَر فهي عادة ماتكون في ايام الخميس والجمعة او في ايام العُطَل أو غير ذلك من الأوقات المتاحة للطالب .


بعض الحوزات تلزم الطالب بالدرس الأخلاقي في الإسبوع مرتين كجامعة آل البيت العالمي مثلا / فإنها تلزم الطالب في كل يوم ثلاثاء وأربعاء بدرس في الأخلاق في كتاب مختصر كتاب منية المريد للشهيد الثاني الحر العاملي ( قدس ) ، وهذا الكتاب يعتبر رسالة عملية في اخلاق الطالب حيث يشتمل على كل الأخلاقيات التي لابد للطالب أن يلتزم بها في درسه ومع استاذه وزملائه ومع كتابه و نفسه ومذاكرته ومباحثته وكل مايتعلق بالطالب في الحوزة .


وهناك كتاب آخر تدرسه بعض الحوزات ( كتاب آداب المتعلمين ) للشيخ خواجه نصير الدين الطوسي العالم الفلكي المعروف صاحب اول مرصد فلكي في الإسلام ، تحقيق العلامة السيد محمد رضا الجلالي وهو نفس مطالب كتاب منية المريد مع أنه اقدم منه 400 سنة تقريبا .



والخلاصة / أن الطالب لابد أن يكون من نفسه خلوقا وحسن الحلق وطيب السجية ، فبعض الأساتذة لايحبذ تدريس الأخلاق كما هو المعتاد بل الأخلاق من اولويات الطالب في الإلتزام بها من غير كتاب ولا تدريس .

نعم ، قد يكون لتدريس الاخلاق في الحوزات بشكل ضروري الفاعلية القصوى في تنمية الطالب اخلاقيا وعلميا ، ولكن بحسب مارأيته شخصيا من أن الذين يدرسون كتب الأخلاق لاأرى فيهم إلى التكبر وعدم واللامبالاة بالدرس ، وعدم تنقيح النفس بالشكل الجيد ، أعلم أن كلامي خطير ولكن هذا ماوجدته في الكثير من الطلبة حيث درس معي احد الطلاب فكان لايكل ولايمل من شراء كتب الأخلاق وقد شحن مكتبته الصغيرة بكتب الأخلاق والعرفانيات ، ولكن تخيل عزيزي أنه حتى لصلاة الفجر لايوقظني ، فهذا اقل شئ تلزمه دراسة الأخلاق والقراءة فيها .



الكثير من العلماء يرى أن الأخلاق هي ملكات نفسية تأتي من سبيل تزكية النفس وليست بالدراسة فكم من دارس لهذه الكتب وهو لاقفه منها شيئا .


ملاحظة مهمة للوضوع /

نحن ندرس في كتب العقائد باب التوحيد بتفصيل ممل ومن المواضيع التي تتعلق بباب التوحيد وبعد إثبات التوحيد بكل اقسامه ينقدح لنا موضوع مهم وهو المسمى بـ ( العدل اللهي ) ، وهذا الموضوع جدا خطير فنحن نقول أن العقل يدرك بشكل كبير وكلي أن الأعمال الحسنة حسنة في نفسها ، والقبيح قبيحة في نفسها ، فلايكون القبيح في يوم من الايام حسنا ولا الحسن يصح قبيحا ن فالقبيح قبيح والحسن حسن ، يعمي العقل يدرك أن الإحسان إلى اليتيم وإكرامه عمل حسن ، ويدرك ايضا أن السرقة عمل قبيح ، وأما ابناء السنة فيقولون ان الحسن ماحسَّنه الشرع المقدس والقبيح ماقبَّحه الشرع المقدس ، يعني إذا قال لنا القرآن إن السرقة شئ حسن فإنه حسن ، ولو قال القرآن إن الإحسان لليتيم عمل غير حسن فهو كذلك ( حاشى القرآن من ذلك ولكن على سبيل المثال ) ، وهذا لعمري عين الغرق في الجهل ، فلو قلنا هذا الراي فكيف نقنع الملاحدة أن من أنعم عليَّ بنعمة وجب عليَّ أن اشكره ، فإن قلت هذا الراي فإن الملحد سيقول أنا لاأؤمن بهذا القرآن فكيف تلزمني به وأنا ايضا لااؤمن بإلهكم فكيفك تلزمني بكتابه .


ويسمى هذا البحث فس العقائد ( الحسن والقبح العقليين او الشرعيين ) إذن ثبت لنا بما أن العقل يدرك العمل الحسن والعمل القبيح ان هذا حسن وهذا قبيح .وهذا بحث كبير جدا يحتاج إلى دراسته بالشكل الصحيح والمقدمات القوية .

إذن فقد ثبت لنا أن العقل يلزمنا بالأخلاق الحسنة قبل دراستها في الكتب ، ألا ترى اخي العزيز أن آبائنا الشيبة لم يدرسوا هذه الكتب ونراهم في اشد امورهم تطبيقا للمستحبات وترك المكروهات فضلا عن الواجبات والمرحمات ، فالعقل غذن يلزمني بتزكية النفس سواء درست او لم ادرس هذه الكتب ، وانا شخصيا لاأحبذ دراستها وحكمتي في الحياة هي /
( راقب الله فالله يراقبك ، وراقب أهل البيت وجوارحك فهم شهود عليك ، وراقب حياتك فهي ككاميرة الفيديو التي تسجل عليك كل ماتعمل ) .


دمت موفقا أخي وعزيز ( الفجر الجيد )

 

 

 توقيع ابن تيماويه :
ابن تيماويه غير متصل