تحية للمبتعثين
مِنْ جَوْفِ قَلْبِيْ أَمْ مَسِيْلُ دِمَائِيْ * أَهْدَيْتُ رُوْحِيْ مِنْ بَلِيْغِ عَطَائِيْ
سَطَّرْتُ مِنْ دَمِيَ الْمُعَطَّرِ نَغْمَةً * وَنَسَجْتُ مِنْ أَلَمِيْ أَقَلَّ وَفَائِيْ
تِلْكَ الْمَشَاعِرُ قَدْ بَدَتْ مَحْزُوْنَةً * مَا بَيْنَ مَاضٍ أَوْ حَدِيْثَ بَلاَئِيْ
أَنْا إِنْ ذَكَرْتُ أَحِبَّةً قَدْ غَادَرُوْا * فَرَحًا أُهَلِّلُ أَمْ أُقِيْمُ عَزَائِيْ
أَهْدَيْتُهُمْ أَهْدَابَ عَيْنِيْ رِيْشَةً * رَسَمَتْ عَلَىْ كَفِّ الدُّهُوْرِ عَنَائِيْ
فَخَلَعْتُ قَلْبِيَ كَيْ أُوَاسِيَ بُعْدَهُمْ * وَكَسَوْتُ أَيَّامَ الزَّمَانِ رِدَائِيْ
وَعَرَجْتُ بِالْقَلْبِ الْمُمَزَّقِ مِنْ أَسَىْ * وَلِكُلِّ أَحْبَابِيْ نَثَرْتُ دِمَائِيْ
أَدْعُوْ الإِلَهَ بِأَنْ يُوَفِّقَ جَمْعَهُمْ * وَيُعِيْدُ شَمْلَهُمُ إِلَىْ الأَحْسَاءِ
مَنْ فَارَقَ الأَحْسَاءَ يَوْمًا وَاحِدًا * بِالْهَمِّ يَقْضِيْ يَوْمَهُ بِعَنَاءِ
إِنِّيْ أُعَبِّرُ عَنْ مَشَاعِرَ إِخْوَتِيْ * مِنْ دُوْنِ أَنْ أُبْدِيْ لَكُمْ آَرَائِيْ
فَقْدُ الأَحِبَّةِ وَالْمَكَانِ وَأُسْرَةٍ * هَذَا لَعَمْرِيْ مِنْ عَظِيْمِ بَلاَئِيْ
صَبْرًا أَنَا الْمُشْتَاقُ فِيْ كُلِّ مَوْرِدٍ * هَذَا هُوَ حَالُ الْجَمِيْعِ إِزَائِيْ
سَلاَمٌ عَلَىْ مَنْ فَارَقُوْنَا أَعِزَّةً * سَارُوْا بِرَكْبٍ مُمْطِرٍ بَكَّاءِ
خَلَّفْتُمُ الأَهْلِيْنَ وَالصَّحْبَ حَسْرَةً * بِعُيُوْنِهٍمْ طِرْتُمْ بِلاَ إِغْفَاءِ
فَإِلَىْ الْجَمِيْعِ تَحِيَّةً أَزَلِيَّةً * وَلِكُلَِّ مُبْتَعَثٍ جَعَلْتُ دُعَائِيْ
أخوكم الأستاذ / محمد الحدب
الأربعاء 27/2/1429هـ